|


محمد الشيخي
جاملونا وبالرفق عاملونا
2013-03-08

في السابق كانت تقول كل الأندية على مدى سنوات: عاملونا مثل الهلال، واليوم خرج الهلال ليقول عاملونا مثل الأهلي، ولا أدري ما هي المعاملة المميزة التي حظي بها الأهلي وهو يلعب أربع مباريات كل عشرة أيام منذ نهائي دوري أبطال آسيا الماضي وأخطاء التحكيم تنهال عليه حتى في الفئات السنية والفريق الأولمبي والأول وحرمته من نقاط يستحقها كان آخرها مسرحية الأولمبي التحكيمية أمام الوحدة التي قلصت الفارق بين الأهلي المتصدر والهلال الوصيف إلى نقطتين علاوةً على عقوبات الانضباط الجماهيرية التي لاحقته هو والاتحاد بينما غضت الطرف عما بدر من جماهير الهلال من ألعاب نارية لدرجة أن رئيس رابطة مشجعي الاتحاد وصف الفرق في التعاطي مع الحالتين بأن دخاننا ألعاب نارية ودخانهم بخور. ـ لست ضد أحد يطالب بحقه إلا أنني ضد الانتهازية والرمي في كل الاتجاهات فمن صنعت الجدولة هي لجنة المسابقات وليس أحمد عيد ومن وزعت التعديلات الجديدة هي اللجنة نفسها وليس اتحاد الكرة وقد سبق للهلال في مواسم سابقة أن أجل له مباريات عدة من أجل مشاركاته القارية لدرجة أنه في ذلك الوقت اشتد غضب الأندية وحنقها على التأجيلات ومدتها الطويلة، أما اليوم فليس الهلال وحده المتضرر فالأهلي أيضًا متضرر وبقية الأندية الممثلة آسيويًا وأعجبتني ردة فعل رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد الذي أكد ترحيب ناديه بتأجيل لقاء الأهلي والهلال لأنه يؤمن بأن الطرفين متضرران .. ـ أرجو ألا يصرف الهلاليون كل اهتمامهم بالجدولة ويتناسون ضرورة إصلاح حال الفريق الذي بدأ مشواره الآسيوي بخسارة قاسية من العين خاصة وأن محبي هذا النادي لن يصرفهم مثل هذا الحكي عن البحث عن أسباب هذا التفاوت في المستويات والنتائج بين المحلية والآسيوية، وما يقال للهلال يقال لجميع الأندية التي تمثلنا خارجيًا فلا يعقل أن اتحاد الكرة سيقف ضد أي مصلحة، بل إنه يدعم الجميع ويبادرهم بالتواصل والاهتمام والحرص على أن تتحقق النتائج المأمولة وربما أن هناك أخطاء في أو اجتهادات ولكنها في نهاية المطاف لا تصل للتشكيك في النوايا أو رمي الاتهامات دون وجود رؤية متعقلة تصل للمسؤول وتناقشه للوصول للمبتغى، أما الأهم من هذا كله فهو الإعداد الصحيح للفريق وهنا أتحدث عن كل ممثلينا بضرورة أن يقوموا بمعالجة الأخطاء وعدم تكرارها والاستفادة من الدرس الأول في المشوار الآسيوي سواءً الفائز أو الخاسر في الجولة السابقة .. ـ في بعض الأحيان يأتي تقاطع المصالح ليخيم على حالة الوئام في الكرة السعودية في وقت اشتغل فيه أهرام المسؤولية في كرتنا بالانتخابات الآسيوية وأظنه عملا إيجابيا يصب في الجانب الإعلامي المطلوب لكرتنا في المرحلة المقبلة لتعزيز مكانتها حتى لو لم يفز حافظ المدلج بسباق الرئاسة، فوجود ممثل سعودي في منافسات الرئاسة لاتحاد القارة يعطي بعدًا استراتيجيًا للكرة السعودية التي تعد مركز ثقل في القارة بإنجازاتها، كما أننا كنا في السابق نتابع مسلسل المتنافسين في سدة الرئاسة لاتحاد القارة ومناصبه بعين المراقب لا المنافس على التواجد في كراسي المسؤولية وتغير هذه الصورة الآن يزرع الأمل بأن تكون لكرتنا حضور إيجابي وثقل إداري في مناصب الاتحاد ولجانه بدلاً من السلبية التي كانت تسيطر على تعاملنا مع الحراك الآسيوي .. ـ هناك دول صغيرة في تاريخها الكروي ومساحتها وتعداد سكانها إلا أنها دخلت دهاليز اللعبة في اتحاد القارة منذ زمن طويل وأضحى لها تأثير مكنها من تحقيق العديد من المكاسب في السنوات الماضية وكوننا نحن نصل في هذا الوقت وبحسب تعبير بعض المراقبين الخليجيين بتأخر تسمية الممثل السعودي في وقت كان فيه المرشح البحريني الشيخ سلمان آل خليفة والإماراتي يوسف السركال قد خاضا منذ سنتين في مسألة ترشحهما وهنا لا بد من التأكيد على أن الوصول المتأخر للممثل السعودي ليدخل لعبة الانتخابات أفضل من عدم الوصول مطلقًا.. ـ هل يمكن للفكر الجديد الذي يقود الكرة السعودية أن يكون له ثقل واضح في الاتحاد الآسيوي بغض النظر عن نتائج الانتخابات وهل يمكن لخبرة أحمد عيد والنويصر وعلاقة رئيس اتحاد الكرة برموز (فيفا) أن تمنحنا المكانة اللائقة؟ بالتأكيد هناك شروع في العمل ونظرة متفائلة إلا أن الأهم من هذا كله أن يصاحب هذه الخطوات نجاحات جديدة للكرة السعودية على مستوى منتخباتها وأنديتها وآلية العمل والفكر الذي تدار به، وحدوث هذه النتائج التي نترقبها ستعزز مكانة الكرة السعودية ومرشحيها في كراسي المسؤولية في الاتحاد القاري وحتى الدولي.