|


محمد الشيخي
احترافية الأهلي.. النموذج والقدوة
2013-02-01

قد نختلف أو نتفق على عطاء محمد مسعد مع الأهلي في مسيرته الماضية إلا أننا جميعًا ندرك حقيقة واحدة أكدها المدربون الذين أشرفوا على تدريبه واللاعبون الذين زاملوه وهي انضباطيته والتزامه التدريبي وأخلاقه العالية فهو إنسان متسامح متجاوب يحب الخير لزملائه ويشجعهم دائمًا حتى وإن كان على مقاعد الاحتياط، وبعد إعارته مؤخرًا للهلال ظهرت ثمار العلاقة القوية التي تجمعه بلاعبي الأهلي الذين أصروا على أن يكون وداعه مختلفًا عن أي لاعب بحميمية طاغية تجسد مكانته في قلوبهم وكذلك الإدارة والجهاز الفني وحتى الجمهور الذي انتظره عقب التدريب ليكشفوا له حقيقة مشاعرهم وأمنياتهم بأن يكون مسعد سعيدًَا في مستقبل حياته الكروية، وإذا كان الهلال قد كسب نجمًا معروفًا سبق وأن أسهم في تحقيق بطولات للنادي الملكي فإن ما يزيد هذه المكاسب هو ما يتمتع به اللاعب من احترافية في التعامل إضافة إلى أن إدارة النادي الأهلي بعثت برسالة مفادها تجسيد الاحتراف الحديث والمثالي الذي لا يؤمن بالحساسيات والتعقيد والمكاسب الوهمية فالأهلي مليء بالمواهب ويصدر ما زاد عن حاجته للأندية الأخرى بدليل أنه قل أن تجد ناديًا في دوري المحترفين لا يملك لاعبًا أو لاعبين من الأهلي منبع النجوم.. ـ وريادة الأهلي الاحترافية أتت بثمارها لتجد تقدير الأندية الأخرى وفي مقدمتها الهلال الذي أوفد مندوبه لإنهاء صفقة المسعد بمرونة عالية في التعامل تعطي دلالة على فكر الإدارتين العالي وأجزم بأن مثل هذا الفكر لو عمم على جميع الأندية واتسمت الإدارات بالتواضع والشفافية في مسألة العرض والطلب في سوق النجوم واللاعبين الذين قد لا يجدوا مكانًا في أنديتهم الأصلية وبات عليهم البحث عن لقمة عيشهم في أندية أخرى لوجدنا في المقابل أن مظاهر الاحتفاء بصفقات اللاعبين برداء التعصب ستختفي تدريجيًا وتتوارى لينتقل اللاعبون في أجواء هادئة ومريحة تعزز آلية الاحتراف ومفهومه الحقيقي.. ـ ولم يكن دور الأهلي اليوم معززًا لشفافية الاحتراف أو باقي أدوار رسالته التثقيفية نحو الرياضة وكرة القدم تحديدًا فحسب بل كان معززًا أيضًا لأدوار رائدة في المجالات المختلفة تحت عنوان الرياضة تجمع ولا تفرق فهذا النادي الأهلي يجسد لرسالته التي واكبته منذ نشأته فاستضاف الأيتام في النادي لمدة ثلاثة أيام يمارسون أنشطتهم ورياضاتهم المحببة ودمجهم مع اللاعبين ليشعروا بقيمتهم المعنوية ثم استقبل ذوي الاحتياجات الخاصة في ملعب التدريبات مع اللاعبين ليستعرضوا إمكانياتهم في أجواء من الحب والمرح دون فوارق وقبل ذلك المشاركة في يوم الإعاقة العالمي مع الغرفة التجارية علاوةً على عدة مشاركات مختلفة في العديد من المناشط في المجمعات التجارية الأمر الذي يؤكد أن دور النادي الأهلي لا يقتصر على الرياضة فحسب بل على أداء رسالة متكاملة تشمل المجتمع بكافة أطيافه وفئاته متوجًا برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي أطلقته الإدارة برؤية ناجحة وحضارية.. ـ هذه الرؤية الحضارية في الفكر والمسؤولية والمشاركة الاجتماعية ظهرت في أجمل صورها أيضًا تجاه الإعلام وتقدير دوره بحضور الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء الشرف والأمير فهد بن خالد رئيس النادي مناسبة تكريم الدكتور عثمان عبده هاشم أحد العلامات المضيئة في الإعلام بعد عودته من رحلته العلاجية وهي الخطوة التي قوبلت بالإشادة التي لا يبحث عنها قلب الأهلي النابض ولا رئيسه الشاب بقدر أهمية التواصل والمشاركة وتقدير دور الإعلام ضمن إطار عام يخلق أجواء من التكامل في العمل الرياضي بكافة شرائحه وأدواته ومنها الإعلام الرياضي، مما يدل على أن رسالة الأهلي تظل دومًا رسالة وعي ومسؤولية لا تقتصر على جهة دون أخرى.. ـ هذا الوفاء وتلك الرسالة أظن بل أجزم أن المعني بها كل الأندية التي لا بأس من أن تركز اهتمامها على تعاقداتها والتفكير في منجزاتها في مسرح كرة القدم إلا أنها لم تتذكر كالنادي الأهلي أن لديها أدوارًا أخرى تجاه مجتمعها تفرضها عليها محبتها لهذا الوطن المعطاء وأهمية تشجيع فئات مجتمعه للقيام بمسؤولياتها تجاه الوطن.. ـ إذاً من يقوم بهذا العطاء ويؤمن بهذه المسؤوليات فهو سفير أندية الوطن ونموذجه الخالد الذي يجب أن تقتدي بها لتتحول الرياضة كما يعتبرها الناس الآن منبر تعصب إلى منبر حب ووئام ولحمة قوية تجمع جماهير الرياضة تحت الراية الخضراء الخفاقة في مستقبل مشاركات المنتخب وممثلي كرة الوطن في المحافل الخارجية وغيرها من المشاركات.. ـ وبالمناسبة فإن على رعاية الشباب أن تقيم دور الأندية في خدماتها للمجتمع وأن تكرم من يستحق التكريم ولا أعتقد أن ذلك الأمر بخافٍ على الأمير الشاب نواف بن فيصل الذي يشجع مثل هذه التوجهات الرائدة نحو المجتمع.