يبدو لي أن مخاوف المحترف البرازيلي برونو سيزار من تجربته الجديدة خارج البرازيل والبرتغال قد تبددت مع أول إطلالة له في مقر النادي الأهلي وربما أسهم البرنامج التعريفي الذي أعد له دون تواجد صاخب في المطار إلى وصوله لقناعة مبدئية من أنه سيتأقلم مع الأجواء الجديدة ويعايشها خاصةً عندما ذكر في المؤتمر الصحفي أنه سمع أن الجماهير الأهلاوية في حبها وفعاليتها تجاه ناديها تشبه الجماهير البرازيلية وهو تشبيه دقيق سبق لفيكتور أن عايشه وكذلك كماتشو الذي أكد في أكثر من حوار صحفي أن جماهير الأهلي تجعل لعطاء اللاعب وحماسته طعمًا مختلفًا وأظن أن هذه الميزة هي التي جعلت تجربة كماتشو مع الأهلي الموسم الماضي هي أفضل تجاربه الاحترافية على الإطلاق .. ـ ومن هذا المدخل يمكن أن يكرر سيزار نجاح اللاعب البرازيلي ودخوله أجواء مختلفة عن تلك التي كان يعيشها في أوروبا والبرازيل مثل فيكتور وكماتشو والكولومبي بالومينو وقبلهم عدد من اللاعبين الأجانب الذين جاءوا إلى هنا وتأقلموا سريعًا إضافةً إلى أن فكر اللاعب وحسمه موضوع تعاقده مع الأهلي بعد تردد يعني أن اللاعب يملك فكرًا ناضجًا منفتحًا في ظل الضبابية التي نتجت عن تجارب عدد من اللاعبين في أنديتنا وخروجهم في أحاديث منفعلة بسبب حقوقهم المادية مما يعطي انطباعًا لا نرجو أن تتكرر صورته حتى نساهم في أن تكون كرتنا ودورينا وأنديتنا بيئة جذب للاعبين الأجانب بغض النظر عن عوامل الجذب الأخرى التي تجعل بعضهم يفضلون الاتجاه للإمارات أو قطر وهنا أعني بيئة الأندية وتعامل إداراتها وليست البيئة الاجتماعية .. ـ وإذا كان سيزار اعتبر عرض الأهلي بأنه مثالي وجدي أخرجه من بيئة طموحة في أوروبا ربما تسهل له عروض أكبر في أوروبا وتمنحه بطاقة المرور مجددًا للمنتخب البرازيلي فهو أيضًا قد كشف في المؤتمر الصحفي عن ارتياحه مما وجده من تعامل واستقبال وما شاهده من منشآت ومعسكرات حديثة وما لقيه من حفاوة جماهيرية في النادي وهذه العوامل تسهل على أي لاعب حديث تجربة بأنديتنا وبيئتنا ومنافساتنا أن يندمج في وقت أقصر مما يستغرقه اللاعب المستجد على هذه البيئة عادةً وزاد من ارتياح سيزار وجود مواطنه فيكتور سيموس معه في فريق واحد والدور الذي قام به الأخير في إقناع اللاعب بقبول العرض ثم دوره في تعريفه بزملائه اللاعبين وما صاحب تلك الجولة من طرفة حاضرة لدى فيكتور الأمر الذي انعكس إيجابًا على روح اللاعبين وإيجاد أجواء من المرح بينهم أزاحت الحواجز بلاشك .. ـ في مثل صفقة سيزار إذا لم يكن المفاوض قويًا والاحترافية حاضرة فلن يحالف الصفقة التوفيق إلا أن وجود شخصية رياضية محترفة بحجم شخصية الأمير خالد بن عبدالله وخبراته الطويلة ومعرفته بأجواء المفاوضات مع هؤلاء اللاعبين جعل الأهلي رابحًا ليس فقط على صعيد كسب لاعب مفيد بل تداول اسم النادي الأهلي في الصحف البرتغالية والأوروبية والبرازيلية على مدى الأيام الماضية وما صاحب انتقال اللاعب من أحاديث كثيرة وتعليقات مثيرة وتفاعل اللاعب معها إضافةً إلى أن اللاعب قادم من نادي بنفيكا متصدر الدوري البرتغالي وصاحب الاسم الكبير في أوروبا، وكل تلك المعطيات جعلت الجماهير الأهلي تلهج بالشكر والثناء للأمير خالد بن عبدالله في المواقع الإلكترونية والصحف ووسائل الإعلام وتثني على دور الإدارة الأهلاوية ومصححةً اعتقادها بسهولة استقطاب لاعب كبير بما ورد على لسان سيزار نفسه عندما ذكر بأنه تردد كثيرًا في قبول عرض الأهلي واستغرق ذلك كثيرًا من الوقت وهو ما يعني أن الفكر الأهلاوي يقوم على الهدوء والمنطقية في التعامل والصبر وعدم الاستعجال لكون العاطفة في كثير من الأحيان تقود للقرار غير الصائب .. ـ الأهم من ذلك كله أن يتمكن اللاعب من تقديم إمكانياته بارتياح معنوي وأن يحقق النجاح المطلوب والفائدة المرجوة وأن يجد التعاون من اللاعبين والجهاز الفني والإداري وافتقاد أي لاعب لأحد هذه العناصر تجعله عرضة للإخفاق مهما كانت إمكانياته.