|


محمد الشيخي
رسالة لجمهور الأهلي
2013-01-18

ـ لست بصدد عقد مقارنات ولا أسوق مبررات إلا أنني وفي خضم العتب الجماهيري في الأهلي حول تأخر التعاقد مع المحترف الأجنبي الرابع البديل للأرجنتيني موراليس لي وجهة نظر خاصة فيما يجري من مناقشات حول هذا المحور، وأرى أن جماهير الأهلي مختلفة في حبها وانتمائها ودرجة العاطفة لديها نحو ناديها فتشعر بأنها في كثير من الأحيان تتقمص دور عضو الشرف والإدارة واللاعب وهو تشبيه يدل على مدى حبها لناديها بينما جماهير الأندية الكبيرة في المملكة لا تشعر بهذا الدور بل أنها عندما يبدي لها المسئول في ناديها العذر حول عدم التعاقد مع محترفين جدد أو ضعف الإمكانيات المادية تجد القبول كما حدث مع إدارتي النصر والهلال وخاصة عندما واجه رئيس الهلال جماهير ناديه بكل صراحة وشفافية وتحدث بأن الإمكانيات المادية لم تسعفه لعقد صفقات أخرى غير اللاعب الكولومبي وكذلك النصر الذي لم يستبدل أحد عناصره الأجنبية باستثناء التعاقد مع باستوس كبديل لمانسو الذي تم تسريحه في وقت مبكر من الموسم والاتحاد الذي اختصر الوقت وتعاقد مع لاعب مجري متاح رخيص الثمن، وما يحدث في الأندية الكبيرة يعني أنها محكومة بالإمكانيات المادية فلم تجر كثيرًا من التغييرات حتى وإن كان الأهلي والهلال يتميزان باستقرارهما وقدرتهما المادية الأكبر وقد كان بإمكان الأهلي من وجهة نظري أن يفعل مثل ما فعل جاره الاتحاد ويتعاقد مع لاعب رخيص الثمن في ظرف ساعات قليلة ويقول لجماهيره لقد أنهيت ملف اللاعب الرابع وبسرعة فائقة ووقت قياسي إلا أن الأهلي فضل أن يسلك طريقًا شائكًا في الوصول لصانع ألعاب يجيد بدء الهجمة من الخلف ويملك سمات الحيوية ليشكل الإضافة المطلوبة مع لاعبي خط الوسط المحليين المميزين في الأهلي وسمات صانع الألعاب التي كان الأهلي يطلبها تختلف عن السمات الموجودة في كماتشو حتى لا يقال إن الأهلي لا زال يدور في فلك هذا اللاعب فالأدوار المطلوبة مختلفة وكماتشو نفسه كان لا يحظى بقبول كبير لأدواره عند ياروليم أو برودوم بسبب ضعف الدور الدفاعي لديه، لذلك واتباعًا لهذه الرؤية الفنية وضع الأهلي كل ثقله في صفقة توريس قائد منتخب كولومبيا ونادي اتليتكو ناسيونال الذي يملك السمات الفنية والقيادية ونجح المفاوض الأهلاوي في الحصول على موافقة الإدارة الرسمية والمدرب واللاعب ووكيل أعماله ووافقوا جميعًا على العرض المالي ولم يبق سوى التوقيع لتنتهي فصول الحكاية إلا أن مالك النادي تدخل في النهاية وضاعف مرتب اللاعب ثلاث مرات وأقنعه بالبقاء وعزف على وتر الانتقال إلى بيئة جديدة وأنها مغامرة غير محسوبة ومفاوضة هذا اللاعب تحديدًا تدل على تميز الفكر الأهلاوي بحسب المواصفات التي يتمتع بها وعملية حسم التعاقد من عدمه خضعت لظروف معقدة لا دخل للمفاوض بها بحسب متابعتي لهذا الموضوع لذلك خرج الأهلي من دائرة الصفقة نهائيًا واتجه لخيارات أخرى لحسم التعاقد مع أحدها وهي أيضًا خيارات ليست بالسهلة وتدل على أن الأهلاويين وأعني أصحاب القرار والحل والربط يركزون على جلب الخيار المناسب حتى لو استدعى ذلك الخيار التأخير كما حدث الآن وكما حدث قبله مع موراليس التي استغربت حتى الصحف الأرجنتينية انتقاله بحكم تميزه في الدوري الأرجنتيني وكونه لم يوفق هنا فذلك خاضع لظروف منها معنوية ومنها فنية وقد كان بالإمكان أن تعلن إدارة الأهلي منذ البداية الإبقاء على موراليس ولا تدخل في هموم البحث عن صفقة أخرى بمواصفات مختلفة ولو فعلت ذلك لعاشت هذه الفترة في هدوء بحكم أن الموسم انقضى أكثر من نصفه وأن التعاقد مع لاعب جديد يتم بعد التقييم النهائي عقب الموسم مباشرةً ولكنها فضلت خوض مغامرة جديدة وربما تنجح حتى لو تأخرت.. ـ لو فكرنا قليلاً وعدنا بالذاكرة للوراء وليس ذلك بخاف ٍ على الجماهير الأهلاوية لوجدنا أن الأهلي حسم أكبر وأفضل الصفقات الأجنبية والمحلية فالبرازيلي فيكتور والكولومبي بالومينو والعماني عماد الحوسني إضافة لأسامة هوساوي والمحياني وبدر الخميس ويحيى عتين وحيدر العامر وقبلهم كامل الموسى وكامل المر وغيرهم فلماذا لم يخرج أحد ويقول بأن الطموح الآن بالنسبة للأهلي اختلف وأصبح النادي يفكر في خيارات كبيرة ليست مثل خيارات الماضي التي كانت تأتي على حسب المادة المتوفرة وبعضها ينجح وبعضها لا، ومثل هذه الخيارات التي بات أهلي الحاضر يفكر بها ويضعها هدفًا لطموحاته لا يمكن التعاقد معها بين يوم وليلة فهل يمكن أن نقدر هذا الطموح بشيء من العقلانية والتفكير المتأني وهل يمكن من خلال هذا التفكير أن تكون الرسالة واضحة المعالم.. ـ اقترح على الإدارة الأهلاوية أن تمنح عددًا من الجماهير فرصة معايشة فصول إبرام الصفقات وتفاصيل المفاوضات ليطلعوا بأنفسهم على المستجدات والظروف التي يمكن أن تحيط بأي صفقة رغم توفر الإمكانات المادية والمفاوض الجيد الذي نجح في حسم صفقات كبيرة إلا أنه يشبه في دوره قبطانا يملك الخبرة وإدارة دفة السفينة في بحر متلاطم الأمواج..