|


محمد الشيخي
أسامة الهمام وعصافير الإعلام
2013-01-11

لو كان حسين البيشي عندما سجل هدفًا في مرمى منتخبنا أمام كوريا قام بهذا الخطأ الفادح في فترة طفرة الإنترنت الحالية ووجود الأطفال والكبار في مواقع التواصل الاجتماعي وتحولهم إلى عصافير تغرد وبعضهم ببغاءات تكرر لما وصل النقد الموجه لحسين البيشي إلى اتهامه في وطنيته كما حدث لأفضل مدافعي الكرة السعودية في الوقت الحاضر أسامة هوساوي الذي أثبت أنه يملك شخصية قوية وأخلاقاً عالية ومقدرة على تجاوز أحلام العصافير بالانضباطية والروح الحاضرة باستمرار وقد كان من السهل أن يتم تجريد حسين وصالح النعيمة أو أحمد جميل وغيرهم من مدافعي المنتخب على مر تاريخه من وطنيتهم لمجرد أنهم وقعوا في أخطاء قاتلة في مشاركاتهم المختلفة مع المنتخب إلا أن التناول الإعلامي في غالبيته كان تناولاً متعقلاً يهمه الصالح العام للكرة السعودية لا التركيز على خطأ فردي ونسيان أن تحقيق الانتصار لا بد وأن يصحبه عمل جماعي وأحد عشر لاعبًا يحرثون الملعب بروحهم العالية وحماسهم المتقد، أما ما نراه ونسمع عنه ونشاهده في بعض الأحيان من بعض الأصوات الناعقة خاصةً من بعض من يدعون الانتماء للإعلام السعودي وهو منهم براء ومن وقعوا لقمة سائغة في فم القنوات الخليجية ليصبح منتخبنا ونجومنا مادة دسمة لقنواتهم لتحقيق أهداف تشتيت ذهن اللاعب السعودي وإذكاء التوتر في المعسكر الأخضر فما أن يسمعوا بإعلامي سعودي يهاجم المنتخب أو يتحدث عن الكابتنية إلا وساقوه إلى استديوهاتهم كنجم كبير يسبقه احتفاء وإشادة وما أن (يدلق) ما يريد من تعبيرات تجسد خواءه الفكري يبحثون عن صيد آخر وهكذا وقدرنا أن بعض الإعلاميين لدينا لديهم الميول للظهور والإساءة لمنتخبهم ومدرب منتخبهم ولاعبيهم على حساب وطنيتهم كما هو حالهم في ميولهم وتعصبهم لأنديتهم وإظهار ألوانهم في الفضائيات الخليجية على عكس نظرائهم الخليجيين الذين يتناسون ميولهم للأندية في حضرة منتخباتهم، وسؤالي هنا لمن نطلق عليه مجازًا إعلامياً ويشكك في وطنية لاعب منتخب بلاده ألا يحق لنا أيضًا أن نشكك في وطنيته هو أيضًا على خلفية تعصبه المقيت وارتمائه في أحضان الغير للإساءة لمنتخب بلاده؟ ـ لاعبو المنتخب لم يعودوا يواجهون الإعلام بوسائله الرسمية فقط بل أضحوا يواجهون خطرا محدقا آخر على معنوياتهم وهو خطر عصافير الإنترنت وإشاعاتهم وتغريداتهم وفضائحهم حتى في كتاباتهم وأخطائهم الإملائية، وهنا أقول ربما أنهم لو كتبوا تغريداتهم في بطون مقالاتهم في الصحف ربما لحجبت أقسام الجمع والتصحيح في الصحف تلك الفضائح الإملائية. ـ سؤال آخر أليس لدينا وقت طويل بعد كأس الخليج لنكتب ونقول وننتقد ونتحدث عن منتخبنا ونشرح أخطاءه بدلاً من هذه البكائيات والتناقضات التي يتحفنا بها من يرى أنه خبير في شأن المنتخب المقبل على مواجهة مفصلية أمام الكويت غدًا من أجل التأهل للدور نصف النهائي لكأس الخليج فلم أسمع أن كويتيًا أو بحرينيًا أو عمانيًا أو قطريًا قرع منتخب بلاده بل حتى القطريين الذين انتقدوا مدربهم وضعوا ثقتهم في لاعبي منتخبهم ووصفوهم بأنهم مخلصون لوطنهم قطر على الرغم من أن بعضهم مجنسون فيما نجد العكس تمامًا لدى بعض إعلامنا في تعامله مع لاعبي منتخبنا (أبناء البلد). ـ أريد تذكيركم بأن الإعلام السعودي نفسه استثنى أسامة هوساوي بعد بطولة آسيا الأخيرة من تهمة تباين المستوى والروح والتخاذل وأكدوا بصريح العبارة أن لاعبي منتخبنا لو كانوا بنفس الروح والحماس والانضباط الذي كان عليه أسامة هوساوي لكان منتخبنا قد حقق نتائج أفضل ومستويات مغايرة لما كان عليه في تلك البطولة .. ـ الزميل العزيز صالح الحمادي لا أحد يختلف على خبراته الإعلامية ونقده الصادق في أحايين كثيرة إلا أنه كرر في بعض ليالي الخليج أن ميزانية الأهلي 190 مليونًا، وأن أسامة هوساوي انتقل للأهلي بأربعين أو خمسين مليونًا، فيا أيها الحبيب صالح إذا كنت تثق في معلوماتي فكل ما ذكرته غير صحيح لا عن ميزانية الأهلي ولا عن مبلغ انتقال أسامة، فهي أقل من هذه الأرقام بكثير ولا ألومك لكونك ربما استقيت معلوماتك من مصادر غير موثوقة، ثم إن مبالغ عقود الأجانب ومن أبرم معهم النادي عقودا جديدة من محليين مقسمة على سنوات عقودهم، فلماذا أوصلت ميزانية الأهلي إلى هذا الرقم في سنة واحدة؟.