ـ ليس مطلوبًا من اتحاد أحمد عيد حتى بعد اجتماع الساعات الخمس سوى أن يرسم الخطوط العريضة لاستراتيجية اتحاده نحو المستقبل وهو ما فعل من واقع تلك النتائج التي تمخض عنها الاجتماع وأهمها التفاعل مع هموم الأندية وقرار الأجانب الستة اثنان منهم للاستثمار والتسويق وهي نظرة رائدة تستهدف تحويل أعباء بعض اللاعبين الأجانب الذين استغنت عنهم الأندية إلى مداخيل مالية جديدة واستثمار يسانده الوقت بدلاً من اضطرار الأندية للمخالصات السريعة التي تستنزف أموالها وتقيد تحركاتها وقراراتها باختيار الأفضل ، وهذا القرار بالذات يؤكد أن اتحاد الكرة الجديد نجح في أولى خطوات الشراكة مع الأندية في تلمس همومها وتخفيف أعبائها الأمر الذي ينعكس إيجابًا على العلاقة بين اتحاد الكرة والأندية بل ويشجع على تواصل مستمر يركز على تخليص الأندية من مشكلاتها والعوائق التي تواجهها لأنها هي العمود الفقري لكرة القدم السعودية وخط إمداد المنتخبات ، كما كان من ثمار اجتماع اتحاد الكرة الأول تكوين فريق عمل من أصحاب الخبرة لرسم خطة عمل اللجان وتحديد الأسماء المناط بها العمل فيها بتفرعاتها وتكوين فريق عمل آخر للمنتخبات وشئونها علاوةً على شركة راعية لاتحاد اللعبة ومستثمرين لبطولتي كأس الأبطال وكأس ولي العهد والسوبر وكأس الأمير فيصل بن فهد ودعم المدربين الوطنيين أي أننا شهدنا نوايا عمل مستقبلي متنوع الاتجاهات أفرزته نتائج الاجتماع بغض النظر عما يقوله المرجفون أو ما يريده أصحاب ( النظارات الملونة ) من اتحاد لم يمض على انتخابه سوى أيام قلائل وهو حديث يتناقض مع ما ذكروه حين انتخب أحمد عيد وقبل ذلك أيضًا أثناء فترة الحملة الانتخابية عندما قالوا بصريح العبارة أن من سيترأس الاتحاد الجديد يحتاج إلى أن يأخذ وقتًا كافيًا من العمل والتخطيط ومن ثم الحكم على مخرجات هذا العمل فلماذا الآن وبعد الاجتماع الأول يريدون قرارات وتعيينات ولجان ويريدون أن يحقق المنتخب السعودي كأس الخليج قبل أن تبدأ .. ـ غريب هذا الفكر فهو فكر هدام للرياضة فلو أن منتخبنا لم يحقق كأس الخليج فالمعني بهذه النتيجة هو الإرث الكروي لدينا والارتباط بالنتائج الماضية التي مرت بها كرة القدم السعودية على مدار سنوات مضت الكل فيها اعترف أن كرتنا بحاجة إلى صياغة مفاهيم وعقول قبل صياغة فرق كرة قدم ومنتخبات .. ـ لذا ومن منطلق هذا المفهوم يجب أن نعي أن المسئولية اليوم ليست مسئولية اتحاد جديد بل هي مسئولية متراكمة ومنتخباتنا تقع تحت أجندة التطوير وتلمس السلبيات واختيار الكفاءات وهو ما نعنيه بصياغة العقول قبل البرامج والتدريب ومن ثم البدء في رحلة الطموحات ، ولا شك أن كأس الخليج ليست من الاستحقاقات التي يهمنا كثيرًا أن تكون في أولويات أهدافنا ولكنها إن تحققت فهي تعطي انطباعًا إيجابيًا ومؤشرًا معنويًا يخدمنا في استحقاقات مقبلة أهم ، ومن ذلك نفهم أن الاتحاد الجديد سينظر للكأس الخليجية بأنها خط البداية أو نقطة الانطلاقة نحو التطوير والصقل والشراكة مع الأندية في مشوار رحلة الألف ميل وصولاً لكرة سعودية قادرة على تحقيق النتائج الإيجابية والمقارعة مع أكبر المنتخبات .. ـ ربما أن الاتحاد الحالي يضم أسماء تملك من الخبرة الشيء الكثير وتمثل صفوة نجوم العمل الإداري فإننا موعودون بعمل دؤوب وقدرة على التطوير والابتكار وانظروا لتلك الأسماء وما تحمله من خلفية وخبرة وممارسة ويأتي في مقدمتها الدكتور عبدالرزاق أبوداود رئيس ناد وقائد سابق للمنتخب والنادي الأهلي وصاحب خبرات إدارية في العمل في الأندية وفي الكرة السعودية بشكل عام والدكتور خالد المرزوقي رئيس نادي الاتحاد السابق ورجل تنظيمي عالي المستوى والدكتور صلاح السقا لاعب نادي الرياض السابق وأحد أصحاب الخبرة الثرية في مجالات الرياضة وخالد الزيد لاعب له إسهاماته وتجربته المميزة وسلمان القريني مدير الكرة السابق في النصر والذي سبق له العمل في إدارة المنتخبات ويملك خبرة التعامل مع اللاعبين وعدنان المعيبد والخبير عمر المهنا وعبدالله البرقان غيرهم من الخبرات فيما يقف على رأس الهرم الإداري الكابتن أحمد عيد صاحب التاريخ العريق رياضيًا وإداريًا ومحمد النويصر صاحب الخبرة العريضة في الإدارة والتسويق .. ـ هذه الأسماء متى ما قامت بأدوارها ونجحت في بلورة خبراتها وخطواتها وتجاربها فإنها ستنقل الكرة السعودية إلى فضاء أرحب وما تحتاجه منا الصبر والتروي وعدم التعجل في إصدار الأحكام وأن نتعامل معهم بعقولنا لا بألوان انتماءاتنا ..