ذكرت في مقال سابق أن البحث عن صانع ألعاب متميز ليس بالسهولة التي نتوقعها وعملة نادرة يصعب اقتناؤها لتفاوت خصائص لاعبي الكرة في كل ملاعب العالم، وما يميز البرازيلي كماتشو الذي عاش في دورينا سنوات طويلة ليس مهارته أو أنه لاعب خارق بل خبرته وإلمامه بقدرات اللاعبين هنا، لذا فهو لا يبذل جهدًا كبيرًا في المباريات التي يشارك فيها وتجد عطاءه يقتصر على تمريرة أو تمريرتين تحتاج للمسة مهاجم مهاري أو تصويبة ينهي بها مباراة معقدة دفاعيًا، وعدا ذلك فاللاعب كبير في سنه وعادة ما يشتكي المدربون الذين أشرفوا عليه من قصور أدواره الدفاعية وأفضل مستوياته كان قد قدمها مع الأهلي العام الماضي تعد من أفضل سنواته الكروية في الخليج وباستثناء تلك التجربة تباينت مستوياته وعطاءاته مع الفرق الأخرى التي مثلها، ومن هذا المثال أود أن أعود بالذاكرة لبحث الأهلاويين بعد نهاية موسم العام الماضي عن صانع ألعاب بديل لكماتشو ووقع اختيارهم في آخر المطاف على الأرجنتيني موراليس وهو لاعب معروف سبق له مشاركة المنتخب الأرجنتيني وحصل على أفضلية اللاعبين الشبان في الدوري الأرجنتيني وكونه لم يوفق هنا فهذا أمر يعود لعدة ظروف ومعطيات فنية وفرص تفاعل وتقبل جمهور وهو اللاعب الذي لم يسبق له خوض أي تجربة احترافية خارج الأرجنتين، فما بالكم أن تكون أولى تجاربه في الشرق الأوسط وهي البيئة التي لا يفضلها أغلب اللاعبين الأجانب لولا إغراء المادة.. ـ أما بديل موراليس فهو غالبًا أنه مختلف بحسب الاستفادة من تجربة التعاقد الماضية مع موراليس والإيمان المطلق بأن الموهبة أو الإمكانيات المتميزة ليست وحدها مفتاح الحصول على صانع ألعاب وأن المفهوم الذي ينبغي على أساسه الاختيار هو لاعب إيجابي متفاعل في أدواره وليس فقط صانع ألعاب تقليدي ويظهر أننا وحدنا نفهم بأن صانع الألعاب هو من يقوم فقط بتمرير الكرة للمهاجمين ليحرزوا الأهداف. ـ الأهلي الذي رموا سلسلة نتائجه وعثراته الماضية على عدم وجود صانع ألعاب حقيقي كما يشاع يملك لاعبين مميزين في خط الوسط ومهاجمين هم الأفضل في الدوري السعودي وحتى المدافعين هم الأبرز مع المنتخبات وفي قائمة المشاركات ويحتاج فقط إلى استثمار قدرات لاعبيه بالشكل الأمثل والتعاقد مع لاعب أجنبي رابع مناسب يقود عمليات المساندة الهجومية وتغذية المهاجمين، أما جاروليم فكلنا نتفق على أخطائه وتداخلاته الفنية غير الموفقة في بعض الأحيان إلا أنني أجزم بأن كل المدربين في دوري زين يخطئون ويتسببون في نكسات لفرقهم باجتهاداتهم التي لا يصادفها الصواب في أوقات حاسمة ولو أن إدارات الأندية تعاملت بهذا المفهوم وأن كل مدرب عومل بحسب أخطائه لما شاهدنا كمبواريه أو برودوم أو كانيدا ومعهم جاروليم مع فرقهم في هذه المرحلة، ربما كان التقييم الأهلاوي يستند على مرحلة مضت إلا أنه أعاد الكرة في مرمى جاروليم بمنحه الفرصة مجددًا من أجل تدعيم ركائز الاستقرار بشرط أن يساعدهم المدرب نفسه على التعامل بواقعية مع إمكانيات الفريق وتسخيرها والابتعاد عن التغييرات الكثيرة التي تخل بالعمل وتفقد الكرة الأهلي اتزانها بعد سلسلة من النتائج والإنجازات تحصل عليها الأهلي من الموسم الماضي حتى نهائي دوري أبطال آسيا.. ـ أجزم بأن جماهير الأهلي تميل لجاروليم وتقدر ما أنجزه مع الأهلي في فترة مضت، وقبل تقدير الجمهور فإن القائمين على النادي الأهلي سبقوا هذه الخطوة الموسم الماضي بالتجديد للمدرب عن قناعة وتبدل هذه القناعة الآن هو تبدل جزئي وليس كلياً بسبب أخطائه في التعامل مع بعض المباريات وعلى جاروليم بتعاون اللاعبين أن يؤكدوا أن أهلي الموسم الماضي عائد لتكرار المشهد ويدعم تلك العودة انضمام أسامة هوساوي وبديل موراليس قريبًا وانتظروا الأهلي في يناير فسيكون بالتأكيد مختلفاً.