إذا كان الأهلي أول ناد أسس مجلسًا شرفيًا يستظل به النادي ومرجعية لإداراته في التسعينات الهجرية فإن الهلال كان يومًا ما وربما لازال يستمد استقراره من مظلة أعضاء الشرف ليس فقط بحضورهم الاجتماع الأخير ولكن بعدم حرصهم على إثارة البلبلة وعدم التحريض على إدارة الهلال برغم الإخفاقات في الفترة الماضية وهو مؤشر إيجابي يثبت الدعائم ويوفر للإدارة البيئة المناسبة للعمل والإنتاج مع تصحيح الأخطاء والاستجابة للمطالب الشرفية لاسيما بعد إسناد المهمة لرجل خبير هو الأمير بندر بن محمد، وما استجد في الهلال اليوم هو تعزيز للاستقرار المنشود ومحاكاة للفكر الأهلاوي المترسخ في أجيال أعضاء شرفه منذ سنوات بعيدة، حيث تدور حلقة النقاش وتحتدم داخل أركان البيت الأهلاوي الفسيح حتى تصفو كل النفوس ويؤدي عضو الشرف دوره الحيوي في النقد دون حدود لسقف الحرية، وفي النهاية يلتف الجميع خلف ناديهم وتمضي مسيرة النادي وتتحقق المنجزات وتحدث العثرات ومن الطبيعي في أي ناد رياضي وكيان جماهيري يستقبل منجزاته بفرح وزهو لابد له أيضًا أن يمتص صدماته بمظلة ومرجعية قائمة وقوية وذات خبرة ودراية، ولعل وجود الأمير خالد بن عبدالله على رأس الهرم الأهلاوي رئيسًا لأعضاء الشرف ورئيسًا للمجلس التنفيذي قد أعطى النادي الأهلي في كافة مناشطه زخمًا هائلاً من الاستقرار والهدوء والمناخ الملائم للعمل تتمناه أي إدارة في الماضي والحاضر وتحقق لكثير من الإدارات وحصلت عليه إدارة الأمير فهد بن خالد في الوقت الحاضر علاوةً على دعم الأمير خالد المادي والمعنوي المستمر للنادي، وهذه الحيوية في العطاء جعلت النادي الأهلي مسرحًا للأفكار التي تم تنفيذها على أرض الواقع منها ما هو قائم الآن من منشآت وصروح ومنها ما هو طور التنفيذ من آليات وتنظيمات إدارية، وإذا كان الأهلي هو أول من أعلن عن فكرة تنفيذ شركة استثمارية لإدارة كرة القدم بالنادي فهو أيضًا قد مضى في تنفيذها مستندًا في أدواته إلى قيام بعض مسؤوليه بزيارة أندية آسيوية وخليجية متقدمة في هذا الجانب التنظيمي وهذه فكرة من الأفكار إضافةً إلى ما تمخضت عنه اجتماعات المجالس الشرفية الماضية وبموافقة الإدارة من إسناد بعض الألعاب للداعمين المقتدرين كما يحدث للكرة الطائرة أو السلة والتنس واليد في الفترة الماضية وغيرها من الألعاب.. ـ وهنا نرى الفارق بين النادي الذي يملك مرجعية ومجلسًا شرفيًا وتنفيذيًا والنادي الذي يعيش فراغًا في هذا الجانب ينعكس على تعاطيه مع أوضاعه واحتجاجات جماهيره والأضرار الناشئة عن هذه الاحتجاجات، ونرى هذه التجربة في الأهلي والهلال من جانب وبقية الأندية من جانب آخر واستدل بخروج الهلال من البطولة الآسيوية وخسارة الأهلي للنهائي الآسيوي وكيف تعاطى القائمون على الناديين مع صدمة الخسارة والعمل على إعادة عجلة دوران النتائج الإيجابية وإخراج اللاعبين من دائرة الإحباط، وهاهو الهلال يتصدر الدوري، وها هو الأهلي يتعافى من كبوته إلا أنه لم يصل لأفضل مستوياته التي قدمها في الموسم الماضي ويعمل على أن يستعيد وهجه في ظل أنه يملك كافة الإمكانيات التي تعينه على الوصول لمبتغياته فقط هو بحاجة لثقة أكبر لتحقيق أهدافه، وإذا كنا نتحدث في هذه المساحة عن فوائد مظلة المجلس الشرفي فإننا نتحدث عن انعكاساتها الداخلية بوجود قرارات إدارية صائبة في كثير من الأحيان، فهناك قرارات مصيرية تحتاج للرؤى والخبرة مثل التعاقدات أو جلب الأجهزة الفنية.. ـ رافد الدعم الذي يجده النادي الأهلي من رمزه ومحبه يسنده روافد الأفكار ووجود الخبرات في المجلس الشرفي والتنفيذي وليس معنى اقتصار الدعم على رجل واحد أنه يتملك القرار ويتحكم به بل إنه يرحب بالأفكار ويمنحها صوته ويؤيدها متى كانت تصب في مصلحة النادي، ومن هنا يتبين أن الأسماء المتواجدة في سجلات مجلس الشرف الأهلاوي تملك الخبرة والدراية ومعظمها مارست الرياضة والعمل الإداري وتعرف ما الذي يحتاجه النادي وما الذي لا يحتاجه تقوم في كثير من الأحيان بطرح ما لديها من أفكار بناءة خدمت الكيان الأهلاوي علاوةً على أن صوتها يصل مباشرةً للإدارة المسؤولة المتواجدة تحت هذه المظلة وتقف جنبًا إلى جنب مع الشرفي الذي يملك ما يخوله بأن يقول رأيه والقرار في النهاية لمسئولي النادي وهم يتحملون مسؤوليته.. ـ ما أريد أن أصل إليه أن مجالس الشرف أنها متى قامت على أسس متينة وتنظيم دقيق واجتماعات مؤقتة فإنها تؤتي ثمارها وتنجح في صياغة الدور المؤثر للقيادة العليا وتمنح الإدارة أريحية كاملة في العمل بإسناد وبيئة مريحة، وإلى الآن لم أشاهد في الأندية الأخرى دورًا يحاكي دور مجلس الأهلي التنفيذي القائم منذ سنوات دعمًا وتشاورًا وتخطيطًا واجتماعات منتظمة وإنتاج واضح، وفي النهاية نحن لا نريد الأهلي فقط هو النموذج بل نريد جميع الأندية حتى يكون هناك استقرار يبعث على العمل والتخطيط بهدوء والمستفيد هو الرياضة السعودية وعندها نكون قد حققنا الهدف الأسمى.