|


محمد الشيخي
عيني في عينك
2012-11-30

لو أن ياسر القحطاني لم يلح على الإدارة الهلالية في الفترة الماضية بالذهاب للعين الإماراتي من أجل المادة وما احتوته الرسائل الإعلامية المباشرة وغير المباشرة التي بعث بها عبر عدة قنوات تلفزيونية وإعلامية في خطابه لبعض مسؤولي ناديه آنذاك لصدقنا ياسر الآن وهو يقول إنني سأوقع للهلال بريال واحد من أجل رئيس النادي، ولكن ما حدث من سيناريوهات متتابعة في رحلة ياسر مع العين والهلال يجعل الجماهير تتابع حديثه الأخير بفتور وربما بتعجب لتبدل الأحوال أو كأنه كان يرمي على انتقال أسامة هوساوي للأهلي والفريدي للاتحاد وما يتقاضيانه في عقديهما، كما أنه كان ذكيًا بالإيماء للإدارة بتقديره لأنه سيبقى في الهلال بمقابل مماثل أو مقارب لتقدير الأهلاويين والاتحاديين لأسامة والفريدي وربما من وجهة نظري أن ياسر الذي لم يكن على علاقة قوية بسامي الجابر صانع نجاحات الهلال في الفترة الماضية أراد استثمار الفراغ الذي تركه سامي بالتعامل المباشر مع الإدارة لاسيما وأنه قائد الفريق الآن ويستطيع أن يملي ما يريد من شروط بدليل اختلاف اللغة الإعلامية والتسهيلات التي يجدها ياسر الآن لبث بعض الرسائل الإعلامية والإيحاء للمتابعين بأن بقاء اللاعب في ناديه يحفظ رصيده الجماهيري دون النظر لآلية الاحتراف المطبقة في كل أنحاء العالم التي تعتبر الانتقالات مهما كان حجم النجوم أمرًا طبيعيًا وفي عرف ياسر وكل النجوم يقترن هذا البقاء بالتقدير المناسب حتى لو عزفوا على وتر الانتماء من الليل حتى الصباح فلن يصدقهم أحد. ـ في حديث أسامة هوساوي الأخير مع المتألق بتال القوس تصويبات قوية لسهام الحقيقة التي ترد على سهام أخرى متناقضة في وسائل إعلام أخرى وأسقطتها ببراعة لكون أسامة عادةً ما يأتي حديثه تلقائيًا وصريحًا ومباشرًا ونجح في إعطاء الصورة الواقعية لانتقاله للنادي الأهلي من نادي أندرلخت البلجيكي وأنه لم يقطع وعودًا أو يبرم عهودًا حتى يخالفها، ولعل العلاقة القوية التي تجمع أسامة بالهلاليين ومختلف الانتماءات الأخرى جعلته يحتفظ برصيد كبير من الحب والتقدير ليس فقط لدى المدرج الأهلاوي العاشق حد الجنون بل حتى في المدرج الهلالي والإعلام الذي يعتبره نجمًا كبيرًا كسبه النادي الأهلي ويملك رصيدًا حافلاً من الإنجازات الشخصية علاوةً على إسهاماته المميزة مع المنتخب، وتلك العلاقة الوطيدة التي تجمع أسامة بكافة أطياف الرياضة والرياضيين بنيت أيضًا على أخلاقه العالية وتعامله الراقي مع الجميع إضافةً إلى أحاديثه العقلانية وروحه القيادية.. ـ أجمل ما في قرارات المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو استحداث بطولة الواعدين تحت 14 سنة التي ستكون نقلة نوعية في ميزان التطور للكرة الآسيوية باهتمامها بالنشء وزيادة الاحتكاك بينهم، ويأتي هذا القرار في ظل التحول في كرتنا للاهتمام بالمواهب الصاعدة بعد أن خذلها نجومها الكبار في مختلف المشاركات القارية الماضية، ولعل ما يجب التأكيد عليه هنا هو استمرار وجود الشجاعة المطلوبة والجرأة في تقديم العناصر الشابة كما يحدث الآن في عدد من أنديتنا كالأهلي والهلال والنصر والاتحاد مع أن النادي الأهلي لازال يحمل لواء الريادة في الاهتمام بالفئات السنية ووجود أكاديميته ومركز الفئات السنية وكلاهما يعملان على تنفيذ إستراتيجية بعيدة المدى وليس نتائج وقتية ولا أشك في أن هناك أندية لديها نفس التوجه ولكن بدرجة أقل في الاهتمام أو جودة التركيبة التدريبية والإدارية والمنشآت، أما استقبالنا بالترحاب لقرار زيادة مقاعد الكرة السعودية في دوري أبطال آسيا إلى أربعة مقاعد كان سببه استيفاء كثير من الأندية السعودية للمعايير المطلوبة علاوةً على تواجد الكرة السعودية في النهائي الأخير من خلال الأهلي تعزيزًا لتواجد الاتحاد في فترة سابقة، وهذا التواجد قوى شوكة الكرة السعودية وأعاد لها بعض هيبتها ونتطلع أن تعود الكرة السعودية بتحقيق البطولة في المنافسات القادمة على الرغم من أن كرة شرق القارة قطعت خطوات واسعة من التطور والتنظيم العالي والاحتراف والاستثمار يمكن الاستفادة منه لتطوير كرتنا وإعادة تفوقها.. ـ لم أتطرق كثيرًا لمباراة الاتحاد والأهلي هذا المساء لأنها لا تعدو كونها مباراة ثلاث نقاط يحتاجها أحدهما في ظل ما يمران به من فترة حرجة على الأقل لإرضاء جماهيرهما أما المنافسة على الدوري فأظنها ستنحصر بين الهلال والفتح والأول سيكون قريبًا من الحصول عليها لخبرته وأخشى أن تتحول مباريات كثيرة في الدور الثاني إلى مباريات تأدية واجب فنفقد الإثارة ونفقد جماليات دوري لم يعد لا (زين) ولا (جميل).