خسارة مباراة حتى وإن كانت أمام منافس بحجم الهلال لا تعني نهاية المطاف بالنسبة للأهلي الذي تنتظره عدة استحقاقات غير الدوري الذي لا زال الأهلي يملك رصيدا من الأمل في نيله وفق حسابات منطقية وإن كانت صعبة، ولكن هذه المباراة وسيناريو الأهداف الأربعة مدعاة لأن يقف الجهاز الفني واللاعبون على أخطائهم ويقيموا أنفسهم للخروج من أزمة الخسائر المتتالية خاصة وأن الأهلي يملك عناصر هي مزيج من الخبرة والشباب سبق لها وأن أسعدت الجمهور الأهلاوي، ولعل ما يجعل الكثير من المتابعين يستغربون هذا الوضع في الوقت الحاضر هو أن الأهلي كان في يوم من الأيام يشار له بالبنان في تكامل الحضور والدعم الشرفي والتنظيم الإداري والقيمة الفنية والعناصرية فما الذي تغير الآن؟ وهل يجوز لنا أن نحكم على خسارة مباراة أمام منافس بالأربعة بأن الأمور لن تعود كما كانت وأفضل؟ خاصة وأن الهلال نفسه سبق وأن خسر أمام الأهلي بالخمسة ثم عاد بطلاً كما سبق له أن خسر أمام أولسان بالأربعة ثم عاد منتصرًا ومظفرًا بنقاط سلسلة مباريات وأصبح المرشح الأول للدوري مع الاحترام للفتح الفريق الرائع والمثالي.. ـ هذه كرة قدم في النهاية لا يجب أن نقسو على ممارسيها ونطلق أحكامنا عليهم دون رؤية منطقية تستشرف الأسباب وتستحضر ماضي الفريق وحاضره ومستقبله والأمثلة بالنسبة لمن يتابع منافسات كرة القدم العالمية كثيرة في كيفية خسارة منتخبات عالمية وأندية شهيرة بنتائج ثقيلة ثم تعود للواجهة بالانتصارات والبطولات لأنها تثق في قدراتها وإمكانياتها ولن يثبط هممها خسارة مباراة أو بطولة وإن استسلمت لذلك الواقع فمهمة العودة ستطول، وإلا فإن محبي النادي الملكي ريال مدريد كانوا سيتخلون عنه وهو يتلقى الخسارة بالستة أمام فالنسيا عام 1999م وأمام ريال سرقسطة بنفس النتيجة عام 2006م وأمام منافسه برشلونة عام 2009م وغير ذلك من النتائج الثقيلة التي عاصرت مسيرته حتى أمام أندية درجة ثالثة، وهذه الأمثلة تأتي من باب تشابه الظروف في بعض الأوقات وطريقة تعامل الأندية الكبيرة ولا أشك مطلقاً في حكمة مسيري النادي الأهلي في العودة بفريقهم الكروي إلى المسار الصحيح لأنهم يملكون كافة المقومات التي تخولهم تصحيح صورة الأهلي أمام أنصاره وأمام المائلين للعمل المؤسسي في أروقته، وهم بلاشك سيضعون أيديهم على مكامن الخلل، وربما يتداول النقاد بأن الأهلي في حاجة ماسة لصانع ألعاب ماهر وقائد دفاعي خبير قبل التعاقد مع أسامة هوساوي إلا أنهم أنفسهم ذكروا في مناسبات ماضية أن الأهلي يملك أفضل العناصر في الكرة السعودية من مواهب وخبرات وأنه لا ينقصه ما يغيبه عن الحضور النتائجي الإيجابي، وقد سمعتم وسمعنا الكثير من التقييمات والتنظيرات بعضها يوافق العقل والمنطق وبعضها لا يخرج عن كونه حديثاً يملأ الوقت ليس له فائدة ما لم يستعد اللاعبون هويتهم داخل الملعب التي فقدوها أمام أولسان ثم أمام التعاون والهلال خاصة وأن لاعبي الأهلي ناضجون يدركون ما لهم وما عليهم ويعرفون أن انعكاسات خسارة نهائي آسيا لا يمكن لها أن تطول وتؤثر على مشوار الفريق في استحقاقاته الآنية.. ـ بعد تعاقد الأهلي مع أسامة هوساوي خرج من يقلل إمكانيات اللاعب وكأنه يريد أن يطبق قاعدة خالف تعرف بسذاجة وعلى من؟ على نجم معروف وقائد للمنتخب ومدافع سبق له وأن نال جائزة أفضل لاعب وكانت تلك الأصوات تتسابق للإشادة به وعدته أفضل لاعب سعودي وليس أفضل مدافع فقط، وللتذكير فإن الفترة التي كان فيها المنتخب يسجل أسوأ النتائج كانوا يجمعون على استثناء أسامة هوساوي اللاعب المنضبط والملتزم فنيًا وتكتيكيًا، ولتنشيط الذاكرة لدى هؤلاء أنصحهم بمراجعة تسجيلات القناة السعودية الرياضية في الحفلات التي أقامتها لاختيار نجوم الموسم وحضور أسامة الدائم في هذه المناسبات وكذلك استفتاءات الصحف وأحاديث النقاد والشخصيات الرياضية والمدربين عن أسامة ثم نأتي بعد كل هذا لنناقض أنفسنا لمجرد أنه انتقل إلى نادٍ آخر وهذا الآخر هو كيان عملاق بحجم النادي الأهلي ـ النادي الملكي ـ ـ مهما حدث فلا يمكن من خلال النتائج أن نشخص واقع الأهلي بأنه يسير في طريق أزمة الاتحاد ولا أدري هم يعنون أزمة الاتحاد المالية والإدارية أم الفنية وصراعات اللاعبين مقارنة بالنتائج السلبية التي تلحق بالأهلي وسط استقراره المالي والفني والعناصري والإداري، فالأهلي ليس الاتحاد والهلال ليس النصر وكلا من هذه الأندية له نمطه وشخصيته وطريقته في التعامل مع أزماته.