|


محمد الشيخي
قصة مارادونا وميسي
2012-11-16

ما قدمه الأخضر أمام الأرجنتين نفّس عن الشارع الرياضي بعض ما يعتريه من الإحباط والتشاؤم جراء النتائج والتخبطات في المرحلة الماضية، بل إن الصورة المعبرة والناطقة باسم الجماهير السعودية كانت في ملعب الملك فهد عندما توقع الحضور نتيجة ثقيلة وتفاعلوا مع نجوم المنتخب الأرجنتيني إلا أنه وبمجرد نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي انقلب الحال وعادت الجماهير للتفاعل مع منتخب بلادها وكأنها تستعيد ذاكرة الحقبة الكروية الجميلة التي كان الأخضر عنوانها وسيدها، ومما يعين على تعزيز هذه الصورة الإيجابية للمنتخب هو ألا يكثر ريكارد من التغييرات في قائمة المنتخب قبل المشاركة الخليجية حتى لا يهدر جهوده ويضيع هوية المنتخب التي بدأت في الظهور حيث إن دعامتها الاستقرار وحده في ظل وجود عناصر هي الأبرز في أنديتها ولديها الرغبة في استعادة الثقة بينها وبين الجماهير وهو ما شاهدناه بوضوح أمام الأرجنتين ونجومه الكبار.. ـ أما ما حدث قبل اللقاء المنتظر بين منتخبنا والأرجنتين من فوضى في الاستقبال وصورة مسيئة في التنظيم فينبغي إزاءه فتح ملف التحقيق مع كل من أساء لبلادنا على هذا النحو سواءً من أدخل الجماهير لصالة الطيران الخاص ومن توسط لهم بحكم العمل والعلاقات الخاصة فشاهدنا منظرًا لا يطاق شوه سمعتنا وتناقلته وكالات الأنباء والصحف العالمية خاصةً الصور التي التقطت لميسي محاطًا فيها بالموظفين والجماهير، وذهب بعض هذه الصحف إلى وصف الاستقبال بوصف غير لائق، لذا فإن من تسبب في تشويه هذه الصورة يستحق العقاب، والغريب أن المسحل رمى اللوم على وسائل الإعلام في التقاط صور تعطي دلالة على الفوضى وهنا لا نلوم الإعلام الذي يؤدي دوره بنجاح وينقل الصورة كما هي دون رتوش ويريد من يقدم له التسهيلات ولم يجد ولكن نلوم المتسبب في سوء التنظيم والمسحل نفسه يعرف من يتحمل الإخفاق في التنظيم، وسأعطيه دليلاً على أن شبابنا السعودي نالوا الإعجاب في مناسبات كبيرة في سنوات مضت عندما استضافت بلادنا نهائيات كأس العالم للشباب وبطولة كأس القارات، وفي مقابل حالة النجم الأرجنتيني ميسي سأورد له مثالاً دقيقًا فعندما أحضر النادي الأهلي النجم العالمي دييجو أرماندو مارادونا في عز مجد اللاعب في احتفالات النادي في اليوبيل الذهبي عام 1987م وكان وقتها الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء الشرف رئيسا لمجلس الإدارة وأتذكر أنه رغم كثافة الحضور واكتظاظ النادي والمطار بالجماهير والرغبة في التصوير مع اللاعب إلا أن العلاقات العامة في ذلك الوقت واللجنة المنظمة لليوبيل نجحتا في القضاء على أي مظهر متوقع من مظاهر الفوضى بتنظيم رائع في ملعب المباراة وقبلها في ملعب النادي عندما نظمت إدارة الأهلي مناورة كروية شارك فيها مارادونا وشاهدها حوالي خمسة عشر ألف مشاهد بتذاكر رسمية بمقابل مادي فلم نشاهد مناورة بهذا الحضور الكثيف قبل أو بعد مجيء مارادونا وكان في الأهلي آنذاك عدد من النجوم يتقدمهم أمين دابو وبالمناسبة فقد انتهت مباراة اليوبيل الذهبي بين الأهلي وبروندبي الدانماركي بطل كأس الاتحاد الأوروبي بفوز الأهلي بخمسة أهداف سجل منها مارادونا هدفين مقابل هدفين لبروندبي وخلاصة المشهد أننا شاهدنا تنظيمًا فائقًا واستثمارًا رائعًا يعطي مثالاً واضحًا بأن الأهلي يمثل مدرسة في التنظيم وهناك مناسبات أخرى وكبيرة أخرجها النادي الأهلي بشكل رائع ولم نشاهد ما شاهدناه في استقبال ميسي مؤخرًا من فوضى وتبادل للاتهامات وعمل يبدو أنه غير مرتب ولم يسبقه اجتماعات لاستقبال منتخب كبير كالأرجنتين أو نجم عالمي كميسي. ـ في حديثه الأخير للقنوات الفضائية شخص الأمير خالد بن عبدالله واقع الكرة السعودية بشفافية عالية ووضوح ورفض ما يحاك ضد كرة القدم السعودية التي تعد متنفسًا للشباب السعودي، وطالب بأن يتدخل الأمير نواف بن فيصل الذي يمثل المرجعية الرياضية الرسمية لإيقاف هذا العبث، وسموه عندما يتحدث عن مثل هذه الأمور في سياق حديث وضع فيه النقاط على الحروف فهو يدرك أنه أكثر أبناء رياضة الوطن غيرةً على رياضة وطنه لمعاصرته لها منذ نشأتها وحتى هذه الفترة التي تحتاج لرياضي غيور في خبرته ليقول كلمته التي توقف عندها الإعلام والمراقبون كثيرًا، وأزيد بأن الوسط الرياضي بات في الوقت الحاضر قبلة الباحثين عن الشهرة الراغبين في حزمة ضوء على حساب مبادئ هذا الوسط وأخلاقياته إلا أنه في نفس الوقت فإن حزمة الضوء تلك ربما تحرق من لا خبرة له وترمي به في غياهب المجهول.