أحترم التوقعات التي تذهب إلى أن أولسان الكوري أكثر تكاملاً وقربًا من بطولة دوري أبطال آسيا بحكم الجاهزية وعدم الإرهاق والتنقل إضافةً إلى عامل الأرض وعامل الطقس والأجواء والتعود إلا أن كل هذه الظروف تبدو عند الأهلاويين وبالذات اللاعبين جسرًا يعملون لاجتيازه يدعمهم في ذلك أنهم يشاركون ليس باسمهم فقط بل اسم الأندية السعودية والكرة السعودية بشكل عام إضافة لمحفزات الفوز وما تمثله هذه البطولة للنادي الأهلي، وربما تمثل هذه التوقعات العكسية دافعًا كبيرًا للاعبي الأهلي بأنهم لم يصلوا فقط للنهائي الكبير وإلا هم قد عقدوا العزم على أن يكونوا خير سفراء لرياضة وطنهم بعيدًا عن أي ضغوط ووفق عنصري الهدوء والتركيز والملاحظة الدقيقة لمكامن القوة في أولسان ومراقبة مواقع الخطورة فيه، كما أن الوصول إلى أعلى المراتب يتوقف على مبدأ الاستعداد المثالي من جميع النواحي إضافة إلى احترام الخصم وعمل الحسابات الفنية اللازمة والخطة المناسبة للسيطرة على منابع القوة فيه، وحسنًا فعلت الإدارة الأهلاوية بأن توجهت مبكرًا إلى كوريا على الأقل للتعود على الأجواء ومعايشتها وحسنًا فعلت إدارة الفتح بأن تجاوبت مع طلب الأهلي تأجيل لقاء الفريقين في الدوري من أجل مساندة سفير الوطن في هذه المهمة وهذه الوقفة تؤكد أن إدارة الفتح لازالت تؤكد بأنها إدارة مثالية ورائعة ليس في تقديمها لفريق الفتح بهذه الصورة الجميلة ولكن حتى بتعاملها الراقي أيضًا.. ـ ربما توجه الأهلي المبكر إلى كوريا وقبل الموعد المحدد للاستضافة جعل من المواكبة الإعلامية المبكرة أيضًا خاصةً من قبل القنوات والصحف تصطدم بعقبة الرعاة التجاريين وأنظمة البطولة التجارية من حيث التصوير فقط إلا أن الأمور أضحت منذ أمس متاحة للجميع وأكثر من التغطية السابقة من حيث تكثيف اللقاءات المرئية والصحفية وهو ما تم القيام به بالفعل وهذا هو الأمل دائمًا في إعلامنا النزيه، أما الوجه الآخر للإعلام أو الوجه المظلم كما نعرفه فهو يسمى الإعلام المترقب الذي سيسير فيما بعد مع الموجة.. ـ المراقبون الذين يذكرون في تحليلاتهم أن غياب منصور الحربي ربما يفقد الأهلي ثقله المعهود في الجهة اليسرى هم على حق لكن هذه الجهة فيها ما لا يقل عن ثلاثة لاعبين جميعهم يحملون عنصري الخبرة والتمرس وهم كامل الموسى ومحمد مسعد وحيدر العامر حتى المحور وليد باخشوين يمكنه أن يلعب في هذا المركز أي أن الأهلي يملك البديل الجاهز الذي ركز عليه جاروليم في مباريات ماضية وأحاطه بالأهمية والتجهيز ترقبًا لمثل لحالات الغياب القسري كالإصابات والإنذارات، أما الفريق الكوري فالملاحظ أن جل اعتماده على العرضيات الخطرة والتصويب القوي والمباغت ولديه حارس مرمى جيد ومهاجمين جيدين في مقدمتهم كيم شين ووك وينبغي للأهلي أن يحتاط ويحذر من مجاراة الفريق الكوري في الأداء السريع وأن يعمد للتهدئة والمباغتة الهجومية .. ـ تحقيق الأهلي للبطولة فيما لو حدث فإنه سيكون مفتاح عودة الكرة السعودية لسلسلة أمجادها السابقة على مستوى الكبار منتخبات وأندية وهذه أمنية لدى الجماهير الرياضية المحبة لرياضة وطنها بل إنني استمعت لآراء مشجعين اتحاديين وهلاليين ونصراويين وغيرهم انضموا للمدرج الأهلاوي بأصواتهم وأمنياتهم وهذا ليس بغريب على الشارع الرياضي السعودي بغض النظر عن تصرفات فئة قليلة منه لم تكن رؤاهم قاعدة في يوم من الأيام .. ـ ربما البعض يسأل عن تهيئة الأهلي لهذه المباراة وبأي الطرق كانت وهنا يأتي الجواب سريعًا فالأهلي ومن خلال اهتمام رئيس أعضاء شرفه الأمير خالد بن عبدالله وإدارته برئاسة الأمير فهد بن خالد لم يترك شيئًا للصدفة بل إنه وضع في اجتماعات كل الاحتمالات وأحوال الطقس والمناخ الموجود في كوريا والترتيبات لإعداد اللاعبين وتهيئتهم من النواحي المعنوية والفنية والتحدث معهم ونصحهم، والشيء الذي ربما غير موجود في أندية أخرى هو استقرار اللاعب الأهلاوي فمرتباته مدفوعة لآخر شهر ومكافآته استلمها كاملة حسب ما هو منصوص عليه في لائحة المكافآت ولم يبق سوى دور اللاعبين في الملعب وإيمانهم بأن دور الأمير خالد بن عبدالله والإدارة والجهاز الفني ينتهي عند خط دخول الملعب ويبدأ لاعب الأهلي في إعمال فكره وتركيزه وحرصه وتنفيذ أدواره التكتيكية مع القدرة على تسخير خبراته لتلافي أي من ظروف المباراة التي يمكن أن تحدث.