لا أشك مطلقًا في خبرات محمد فودة التحكيمية وهو رجل أعتز بصداقته والتواصل معه لكن تشابه الحالات التي يتناولها تجعل من أحكامه على اللقطات التي يعلق عليها مادة خصبة للمقارنات وبالتالي الوقوع في الحرج والتناقض ومنها هدف نايف هزازي الذي حسم به موقعة الذهاب الآسيوي لفريقه رغم ارتطام الكرة بيده قبل التسديد وتأكيد مراقبين آخرين بأن الهدف غير صحيح مع احترامي لآراء الفودة والزيد وبيومي، فالجماهير الرياضية والأهلاوية على وجه الخصوص تملك الكثير من الوعي والفهم والمتابعة الدقيقة للمنافسات الكروية المحلية والخارجية وتستطيع أن تبني أحكامها من خلال الخبرة والمقارنة ولا أبالغ إذا ذكرت أن بعض هذه الجماهير أكثر إلمامًا ودراية من بعض خبراء الصافرة، وقد أرسل أحد تلك النماذج الواعية مقطعًا للفودة وهو يؤيد ركلة جزاء احتسبت على الأهلي في مباراة الهلال والأهلي في الرياض في الدور نصف النهائي لكأس الأمير فيصل بن فهد قبل موسمين وتحديدًا ضد المدافع محمود معاذ حينما كان يلعب للأهلي آنذاك بمبرر أن المدافع غيّر مسار الكرة بيده مع أن اللاعب المنافس سدد الكرة من مسافة قريبة، فما الفرق بينها وبين لمسة اليد المتحركة في حالة إبراهيم هزازي التي كان يجب أن تحتسب ركلة جزاء للأهلي والأخرى في حالة الهدف كان يفترض أن تكون خطأ ضد اللاعب المستفيد من تهيئة الكرة بيده، مثال آخر بعث به الزميل عمر القرشي لحالة مشابهة احتسبها الحكم الإيطالي تاغليا فينتو لمصلحة غلطة سراي التركي في إحدى مبارياته الأخيرة في دوري أبطال أوروبا مع أن اللاعب لمس الكرة بيده بعفوية وليس اعتراضًا متعمدًا الأمر الذي يؤكد مجددًا أن الاجتهاد في النصوص أو تفسيرها على حسب المواقف هو عادةً ما يكون أمرًا محرجًا ويعرض مصداقية المحللين التحكيمين للتشكيك لعدم ثبات المواقف وتشابه الحكم على اللقطات المعروضة، الأمر الآخر الذي لاحظه كثير من المتابعين أن شخصية الحكم البلوشي ومساعديه لم تواكب حجم اللقاء، فالبلوشي منذ دخوله أجواء المباراة وهو يطبق مبدأ السلامة على نفسه ويطبق مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) وهذا المبدأ لا يتوافق ونصوص ومواد التحكيم التي لو طبقها لما لامه أحد من الاتحاديين أو الأهلاويين أو الرياضيين المتابعين.. ـ أرجو ألا نستغفل الجماهير فهي تتابع بشكل دقيق وعادةً ما تحرج المحللين ولا تنسى ما يذكرونه في أحكام سابقة مسجلة تلفزيونيًا لكن يبدو أن للمحللين ذاكرة مثقوبة تشوه صورتهم ومصداقية أحكامهم ولا أستبعد أن يكون هناك في كل بيت خبير تحكيمي ورياضي على استعداد للمكاشفة والمواجهة ووضع الأمور في نصابها.. ـ ربما اقترب الاتحاد من التأهل كما يقول أهله ومحبوه إلا أن ذلك لا يعني أن الأهلي سيسلم بخطوة منافسه الكبيرة نحو المباراة النهائية بل يريد أن يقول كلمته في الإياب وإثبات قوته وقدرته، فمعطيات مباراة الذهاب ليست كافية للتدليل على أن الاتحاد استحق الحصول على الفوز نظير مجهود لوفرة فرص الأهلي مقارنةً بفرص الاتحاد إضافةً إلى التركيبة العناصرية التي قد تتغير في لقاء الإياب، وأيًا كان المتأهل للنهائي فإن مهمته ستكون صعبة أمام فريق أولسان الكروي الذي يبدو أنه قطع شوطًا واسعًا نحو النهائي بفوز جدير على بونيودكور في أرضه.. ـ الجمهور الأهلاوي الكبير سيملأ مدرجاته وسيحضر بكل تفاؤل لمساندة لاعبي الأهلي في الدقائق التسعين القادمة بغية قلب المعادلة والوصول للنهائي الآسيوي، وعلى عكس ما توقعت في الذهاب فقد كانت جماهير الأهلي فعالة في مواقعها وأظن أنها ستتفوق في المشهد الأخير سواءً بالحضور أو المؤازرة الفعالة وتؤدي واجبها والكلمة الأخيرة ستكون لكرة القدم ولنجوم الميدان الأخضر.. ـ التهنئة أسوقها للجميع بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله بالخير واليمن والبركات مع الأمنيات بأن يتقبل الله دعوات الملبين والصائمين وهدي المضحين.