|


محمد الشيخي
ثقافة التهديد بالقتل
2012-10-19

من الإيجابي أن يتفادى الأهلي والاتحاد كارثة جماهيرية يمكن أن تحدث على غرار الحدث المصغر الذي جرى في صالة نادي الاتحاد عقب فوز الأهلي ببطولة الخليج لتنس الطاولة باتفاق رسمي بينهما أو ببيان خرج عن إدارتي الناديين حدد للطرفين ما لهما وما عليهما وطالب الجماهير بالتهدئة وأن تكون عنواناً للروح الرياضية والمنافسة الشريفة، وفي النهاية لا بد من منتصر نبارك له ونساند خطواته في النهائي، إلا أن هناك تصرفات فردية بالتأكيد تعمل على تشويه الاتفاق بين الناديين أو التأثير عليه كما حدث من صحيفة إلكترونية مرخصة ومصرح لها في وزارة الثقافة والإعلام ذكرت بالنص على حسابها الرسمي في تويتر (نصيحة نقدمها لبعض المتذاكين (....) جرب تقرب، حاول تأخذ تذكرة من النادي وتهور واحضر للملعب، نقسم ستكون هذه المباراة آخر ما تشاهده بعينك)، ضحكت كثيرا من هذا الفكر المتعصب لصحيفة يجب أن تكون متزنة طالما أنها مرخصة إعلامياً وذلك التصرف الأحمق يقودنا إلى التوجه بالسؤال لوزارة الثقافة والإعلام كيف تسمح بهذا الانفلات الإلكتروني لصحف غير مسؤولة تنادي بالتعصب وتدعو للقتل. ـ يا وزارة الثقافة والإعلام أنت شريكة فيما يمكن أن يحدث من تصعيد جماهيري واحتقان إذا لم تعملي على متابعة هذه الصحف وإيقافها طالما أنها لا تتحلى بروح المسؤولية والمشاركة في إيجاد حالة من الوعي الجماهيري والإيمان بالمنافسة الرياضية الشريفة وبث هذا المبدأ بين الجماهير لتلافي الصدامات والمشاحنات وأجزم يقيناً بأن جماهير الأهلي والاتحاد معظمها تملك الكثير من الحكمة واحترام تاريخ المنافسة بين الناديين الذي لم يشهد مثل هذا الاحتقان بسبب تعصب حاول بعضهم بثه من جديد إلا أنهم اصطدموا بحكمة إدارتي الناديين وقدرة الأمير فهد بن خالد ومحمد فايز إلى قيادة دفتي القرار بنجاح ورؤية صادقة لمواجهتين يتابعها جل أبناء القارة. ـ أحدهم صرح بأن الإدارة الاتحادية ضعيفة لأنها تنازلت عن حقوقها ووقعت عليها في اتفاق رسمي بينها وبين المنافس ومن المؤكد أن هذا التصريح وغيره من التصريحات المشابهة هدفه النيل من إدارة حكيمة تهدف لمصلحة عامة وتفادي الصدامات الجماهيرية وفي ظني بأن الاتحاديين وفقوا كثيراً في شخصية محمد فايز المحبة لناديها الساعية لتوثيق عرى التعاون والتقارب مع جميع الأندية حتى وإن كان للإدارة الاتحادية بعض الأخطاء في تناولاتها الإعلامية السابقة حيال بعض القضايا مما أغضب عليها الجماهير في تلك الفترة. ـ يا أهلاوي ويا اتحادي أنتما المثال الحي في تقديم لقاءات الديربي منذ القدم بعبقها الجميل وثرائها التاريخي وعلى عاتقكما تقع مسؤولية التنوير والوعي والمثالية في التشجيع بعيداً عما يحاك لتشويه صورتكما خاصة وأن حجم المشاهدة هذه المرة سيكون كبيرا وعلى مستوى القارة ولا بد أن نصدر عبر القنوات الرياضية الناقلة ثقافة المنافسة الشريفة التي عرفت باسم هذين الناديين فلا تخلو أسرة جداوية من تواجد الأهلاوي والاتحادي تحت سقف واحد، بل إن اللاعبين أنفسهم يخرجون بعد لقاءاتهما الكروية مع بعضهم البعض في دعوات عشاء وبينهما أواصر وتقارب وصداقة تختلف فيه الصورة عما يدور داخل المستطيل الأخضر. ـ يبدو لي أن جاروليم لا يكترث للإصابات الموجودة لديه لثقته في المجموعة التي تضمها قائمته فكلهم على أهبة الاستعداد للمشاركة ومستويات اللاعبين في قائمة جاروليم متقاربة جدا لدرجة الظن بأن من يأخذ مكانه في التشكيلة الرئيسية سيعمد إلى إثبات وجوده والحفاظ على مكانه كأساسي، كذلك كانيدا مغتر كثيرا بتكامل فريقه ووضح ذلك في تصريحه التلفزيوني الواثق الذي قال فيه إنه حريص على الفوز بكل البطولات وهو حق مشروع له لا يلغي طموح الآخرين في الفوز بنفس الألقاب. ـ لا أحد يجزم بتأهل الاتحاد ولا أحد يجزم بتأهل الأهلي، فالحديث في هاتين المواجهتين الكرويتين الآسيويتين كما هي اللقاءات المحلية لا يحضر بحسابات التفوق أو الإصابات، بل بالثقة بالنفس والقفز فوق الصعاب والتحدي والوصول في النهاية للمراد والمبتغى.