تستغرب وأنت ترى اتحادا قاريا لديه قوانينه ولجانه وانضباطيته يجبن دائما في مواجهة مشكلات الفرق الإيرانية التي كان آخرها ما حدث من جماهير سباهان وإلقائها للمقذوفات النارية الخطرة وما كان سيترتب عليها من ضرر للاعبي الأهلي وطاقم الحكام الذين من المؤكد أنهم دونوا مع مراقب المباراة كل ما جرى من أحداث لا تليق بمباراة كرة قدم تنافسية بدأت بشكل جميل إلا أنها كادت أن تفلت وتتحول إلى مسرح يصعب السيطرة على أطرافه في آخر نصف ساعة من المباراة، ومما يجدر الإشادة به هو ثقة لاعبي الأهلي وتماسكهم وتجاهلهم لتلك الأحداث الجماهيرية التي كانت تهدف لزعزعة ثقة لاعبي الأهلي في أنفسهم إلا أنهم كانوا أكثر جهدا وسيطرةً وتمكنا من قدراتهم ولم يوفقوا في استثمار فرص سانحة للتسجيل فيما لم يكن هناك أي خطورة تذكر من الفريق المستضيف سوى تصويبة واحدة اصطدمت بعارضة المعيوف، وأعود للاتحاد الآسيوي واستشهد بأحداث دراماتيكية مرت بها الفرق السعودية والخليجية في إيران من رفع شعارات وألعاب نارية خطرة وهتافات وغيرها من الممارسات وهو ما جعلها تقدم ذات مرة على توحيد موقفها ورفع طلب للاتحاد الآسيوي تشرح ما عانت منه في إيران، واليوم يتكرر مشهد السنوات الماضية مع الأهلي وننتظر ما الذي سيفعله الاتحاد الآسيوي تجاه تلك الأحداث المؤسفة حتى لا تتكرر مرة أخرى مع العلم أنني متأكد تماما من أن الجماهير الأهلاوية التي ستملأ ملعب الأمير عبدالله الفيصل أمام سباهان في مباراة الرد سوف تلتزم بالتشجيع المؤثر المثالي الذي يعبر عن ثقافة جماهير الكرة السعودية وحبهم للمنافسة الشريفة دون ألعاب نارية أو هتافات وشعارات مثل تلك التي نشاهدها في ملاعب إيران عندما تواجه فرقها الفرق السعودية، الصورة واضحة الآن لدى الاتحاد الآسيوي ونقلتها كل الفضائيات ودونها الحكام الذين سيكونون أكثر حرصا على الوصف بالتفصيل بعد أن فجعوا بالنار من خلفهم وأطلقوا أرجلهم للريح ولا لوم عليهم. ـ مع النتيجتين الإيجابيتين لممثلي الوطن الأهلي والاتحاد في ذهاب دور الثمانية يجب أن ننصف أحمد عيد رئيس اتحاد الكرة الذي كان لبعد نظر إدارته الدور في تجنيب الفريقين الإرهاق وكثرة الإصابات لذا قدم الفريقان صورة مثالية للكرة السعودية نتمنى أن تكتمل في الإياب ليلتقي الفريقان في نصف النهائي الآسيوي بمشيئة الله، وأحمد عيد للجاهلين بتاريخه شارك منتخب وطنه في تحقيق المراتب المتقدمة وحاز شخصيًا على جوائز الأفضلية واشتغل بكل المناصب الرياضية ولديه علاقات واسعة مع كبار المسئولين في الفيفا وغيرها من المؤسسات الرياضية العملاقة لا أظنه إلا يسخر من تلك الانتقادات التي تحاول النيل من تاريخه ولا يعيرها اهتماما بل يمضي للأمام في تأدية أدواره وتواصله مع ممثلي الوطن في كل المشاركات الخارجية، وها هي الإدارة المؤقتة لاتحاد الكرة تنال شهادة النجاح على لسان الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الذي قال في مقابلته الأخيرة في برنامج كورة إن العملية الانتخابية تسير بشكل جيد ومتناسق مع أنظمة (فيفا).. ـ وإذا كان الأهلاويون والاتحاديون قد وضعوا أولى أقدامهم في دور الثمانية الآسيوي ولم يضمنوا ذلك إلا بالحرص على التأكيد واستثمار فرص التأهل فإن الهلال الممثل الآخر للوطن لديه فرصة كبيرة للتعويض أمام أولسان الكوري في الرياض فالفريق الكوري الذي كسب الهلال بهدف لم يكن بالفريق القوي الذي كنا نتوقعه وباستطاعة الهلال إلحاق الهزيمة به والحصول على بطاقة التأهل للدور نصف النهائي الآسيوي.. ـ قضية التأجيل أفرزت لنا وجوهاً لم نكن نسمع بها ولا نراها حاولت استثمار القضية للظهور والترزز الإعلامي وكأنها وجدت مجالا تظهر منه فوزعت بيانات وأصبحت تقهقه بما لا تفقه إلا أنها في الأخير اصطدمت بلفظ الوسط الرياضي لها لأنه لا يثق في كلامها وبياناتها فعادت إلى جحورها.