تحول الرجل الهادئ فهد المصيبيح إلى رجل شغوف بالقنوات الفضائية ووسائل الإعلام بعد أن كان يتحاشى الحديث عن القضايا التي تخص لجنته ويلتزم الصمت عند اشتداد الجدل في أي موضوع يخص التأجيل أو التقديم أو البرمجة، بل إنه أجرى اتصالاته بوسائل الإعلام من جزر القمر حيث كان يؤدي إحدى مهماته من أجل إبداء رأيه في قرار كان بإمكانه هو ولجنته تجنيب اتحاد الكرة خلفياته وانعكاساته لو أن المصيبيح أو لجنة المسابقات قامت بمخاطبة نادي الاتحاد كما فعلت العام الماضي مع طلب الاتحاد وتحويله لنادي الشباب، كما أنها أي اللجنة لم ترفع طلب النادي الأهلي إلى جهة أرفع ومخاطبة رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد بعد أن كانت تمارس نفس الدور بالرفع للأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل في الفترة الماضية وصدور قرارات بالتأجيل للأندية ومنها نادي الاتحاد الذي تم تأجيل مباريات له لمدة أربعين يوما عند مشاركته الآسيوية.. ـ وبودي في هذه المساحة تذكير المصيبيح بحقائق هو يعرفها جيدا، فالأهلي لم يكن ملزماً بتأجيل مباراته في الجولة الثانية أمام التعاون فليس هناك نظام يجيز تأجيل المباراة بسبب حالة وفاة إلا أن الأهلي من منظور إنساني تجاوب مع الرغبة في التأجيل على الرغم من أنه قام باستئجار طائرة خاصة لنقل لاعبيه إلى بريدة لعدم توفر حجوزات وكان بإمكانه قبلها (توريط) لجنة المسابقات بالإعلان عن عدم توفر حجوزات، فتفكير الأهلي كان أسمى من ذلك بالحرص على خوض المباراة في وقتها حتى لو اضطره ذلك تحمل تكاليف الطائرة الخاصة، وحينها كانت ردة فعل المصيبيح جميلة بإسداء الشكر للأهلاويين على هذه البادرة وقال إنه سيعمد إلى إرسال خطاب شكر للنادي الأهلي وتعويض الأهلي ماديا عن نفقات الطائرة الخاصة فلم يفعل لا هذه ولا تلك. ـ وللتذكير فقبل شهر رمضان الماضي كان هناك اجتماع بين أعضاء رابطة المحترفين مع المصيبيح لوضع روزنامة الموسم ومعظم الأندية آنذاك عارضت بداية الموسم في منتصف رمضان ومنها الأهلي ومع ذلك أصرت لجنة المسابقات على مخالفة الأندية وتثبيت موعد الانطلاقة، ولتعزيز الدليل على أن اللجنة ضد الأندية فلم تكترث اللجنة لاعتراض الأندية على الفترة الزمنية لمعسكرات المنتخب التي حددت مدتها بخمسة وسبعين يوما، أما قرار تأجيل لقاء الأهلي والاتحاد الذي بتت فيه اللجنة بتصريح أحد أعضائها قبل وصول الطلب الرسمي من النادي الأهلي فهناك تأكيدات بأن بعض أعضاء اللجنة لم يكونوا راضين في اجتماعهم عن قرار رفض طلب الأهلي في الأصل ونربطه هنا برغبة ماضية لبعض أعضاء اللجنة للاستقالة وتحديدا في رمضان بسبب ذلك الصدام في المواقف، أي أن نغمة الاستقالة التي تدور حالياً ليست جديدة وأبشركم بأن اللجنة ربما تستقيل لأنها في موقف حرج الآن لعدم جدولة الدور الثاني واصطدامها بعقبة التأجيل لمباريات بسبب مشاركات مختلفة في الفترة القادمة. ـ معظم إن لم تكن كل الآراء والكتابات الصحفية كانت تصب في قناة أحقية الأهلي ومنطقية مبرراته للتأجيل قبل القرار فما الذي اختلف بعد القرار أم أصابتهم حمى الانتماءات؟ فالأهلي تم اختيار سبعة لاعبين منه للمنتخب إضافة للاعب ثامن هو الحوسني مع منتخب بلاده مقابل لاعب واحد للاتحاد هو كريري علاوةً على أن الاتحاد سيلعب على أرضه فيما الأهلي سيلعب في إيران واستشعارا لأهمية هذا الموقف كان هناك تفاعل من رابطة دوري المحترفين في اجتماعها الأخير عندما كونت لجنة لمخاطبة لجنة المسابقات لوضع روزنامة للدوري لثلاثة مواسم مقبلة ومناقشتها في حجم اللاعبين المختارين من كل ناد والمدة الزمنية للمعسكرات والالتزام بأنظمة (فيفا) فماذا يعني ذلك؟ ـ أما اجتماع اتحاد الكرة الأخير فقد حاولت أطراف أخرى التأثير على أعضاء الاتحاد لرفض قرار التأجيل إلا أنها اصطدمت بالتفكير العقلاني لأعضاء الاتحاد السبعة الذين أيدوا القرار مع أننا نعلم أن اللجان جميعها تتبع اتحاد الكرة ورئيس اتحاد الكرة مخول حسب النظام الأساسي للاتحاد باتخاذ أي قرار فيه مصلحة عامة.. ـ أين كان الحديث عن المجاملات عندما تم إعطاء الاتحاد فرصة أسبوعين لسداد بعض المستحقات عليه وتسجيل لاعبيه، وأين كانت عندما أعطى الفتح شيكاً بدون رصيد، وأين كانت عند استبدال البرازيلي ديمبا بتقرير بإصابة مستديمة ومشاركة اللاعب في الدوري البرازيلي فيما بعد، وأين هي من قرار تأجيل مبارياته في فترة سابقة؟ وهل تأجيل مباراة الأهلي مجاملة أم المنطق هو الذي فرض نفسه؟.