ـ لن استبق الأحداث وأتحدث عن فوارق ومقارنات بين النجوم لكنني أستطيع الجزم بأن الصفقة التي أبرمها النادي الأهلي مع الأرجنتيني موراليس كانت ضربة معلم حولت الساحة الأهلاوية من حالة الغليان إلى حالة الانتشاء والفرح والزهو وأنستها هموم المتابعة المستمرة لمسارات المفاوضات الأهلاوية وكيف أنها عايشت اللحظات الأخيرة بين ليلة عاشها الأهلاويون في البرازيل قبل أن تتحول دفة الحسم للأرجنتين في ساعات الصباح الأولى لاستقطاب نجم واعد مشهود له بالتفوق في الساحة الكروية الأرجنتينية ربما يمكن أن نعبر عنها بأنها الصدمة الإيجابية التي صاغت الترحيب برابع الأجانب مع العلم أن هذا اللاعب كان في مقدمة الخيارات الأهلاوية منذ بداية المفاوضات إلا أنه جاء في آخر اللحظات وهو ما جعل للصفقة ألقًا مختلفًا، فتلك الجماهير البسيطة المحبة لناديها عبرت بتلقائية عن احتفائها بالصفقة كونها جماهير مثقفة متابعة لأبرز النجوم الواعدين وأسواق الانتقالات ثم إن إشادتها تلك نابعة من معرفتها بإمكانيات اللاعب وحيويته وصغر سنه وكأنها تحتفل بهدف الفوز الذي جاء في الوقت القاتل وحق لها أن تفرح، إلا أنني سأبحر بالأهلاويين إلى مسار آخر متوقع في مثل هذه الصفقات الجديدة، فلاعب مثل الأرجنتيني موراليس أيها الأهلاويون يخوض الاحتراف الخارجي للمرة الأولى ولنا تجارب عدة في تكيف وتأقلم اللاعبين مع أجوائنا وعاداتنا وكيف أنهم احتاجوا للوقت من أجل إبراز إمكانياتهم واللاعب نفسه وقع معه مسيرو الأهلي لمدة ثلاث سنوات أي أنهم يدركون أن اللاعب كل ما مكث فترةً أطول كلما قدم فائدة أكبر لفريق الأهلي على اعتبار مخزونه المهاري ومميزاته الفنية التي جعلت التشيكي جاروليم يجعله في مقدمة الخيارات، وفي مثل هذه الحالة يحتاج اللاعب إلى مساحة من الدعم المعنوي والوقفة الجماهيرية وحتى الاستقبال الحافل في المطار ليزيح عن كاهله هموم التجربة للوهلة الأولى ويأتي بعد ذلك التشجيع في التدريبات وطمأنته بأنه يعيش أجواء مستقرة من حيث التكاتف والمساندة المعنوية من الجميع وهو ما يجعله يحرص على أن يقدم نفسه في أفضل صورة. ـ هناك من يحاكم الأهلي وكأنه الوحيد الذي قدم ملف لاعبه الأجنبي الرابع في آخر أيام فترة التسجيل مع أن هناك أندية لم تضمن تسجيل كل لاعبيها الأجانب وأخرى لم تقدم ملفاتها إلا في الساعة الأخيرة قبل إغلاق بوابة التسجيل ربما هؤلاء تعودوا من الأهلي أن يقود المبادرات ويكون هو فارس السباق دائمًا لذا جاء هذا الانطباع ليعطي صورة مختلفة أرادوها وكأنهم يتصورون أنهم من خلالها يسيئون لهذا النادي، هناك جانب غفل عنه هؤلاء هو أن مسيري الأهلي أثبتوا أنهم يملكون من الثقة والقدرة على حسم الملفات العالقة في أي وقت حتى لو كان ذلك في أصعب وآخر لحظات التسجيل لذلك أنا اعتبره اختبار ثقة نجح فيه الأهلاويون. ـ يستحق الأمير خالد بن عبدالله وهو داعم جميع الصفقات كل الحب والتقدير من الجماهير الأهلاوية، فدعمه لم يتوقف على صفقة لاعب محلي أو أجنبي بل تجاوزه للاعبي الألعاب المختلفة وملابس ومستلزمات فرق الأهلي ومعسكراته وعقود نجومه، وتقدير الأمير خالد بن عبدالله لم يكن وقفًا على الأهلاويين، بل جميع الرياضيين فبالأمس القريب تم تكريمه بجائزة أمير المنطقة الشرقية لأفضل رواد الرياضة في بلادنا، وقبلها الرجل الأكثر تأثيرًا في استفتاء العربية ولا ننسى تكريمه الراسخ في الأذهان من قبل جميع الرياضيين في حفل مشهود في جدة، لقد أرسى قواعد العمل الجماعي والمشاركة بالرأي والأفكار ويؤمن بأن الاستقرار هو واحة الانتصار لذا وجدت إدارة الأمير فهد بن خالد كل الدعم والمساندة فكان الذهب هو العنوان الرئيس لهذه الإدارة في مختلف الألعاب ويظل الأمير فهد أحد أنجح الإداريين في أنديتنا فهو شاب طموح يستعين على مواجهة العقبات التي تجابهه بشفافيته المعهودة عنه لذا لا تخافوا على مستقبل الأهلي. ـ بالمناسبة الأندية الكبيرة هي التي تملك إطارًا عامًا وجهة تشريعية منظمة للعمل يحفظه من الفوضى والاهتزازات في كل الأوقات ولن أجامل الأهلي إذا أكدت أنه يملك هذه المؤسسة المنظمة لمراحل العمل المتعاقبة فيه وغيره يتعب من أجل إيجاد هذا التنظيم.