بقدر ما أعجبني النصر وهو يقدم نفسه أمام الشباب بشكل يغرس في نفوس محبيه التفاؤل بقدر ما كنت أشفق فيه على الإدارة النصراوية من المغامرة غير المحسوبة بإطلاق الوعود للجماهير بأن يظهر النصر بصورة مختلفة عن الماضي في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ولعل المكسب في الذهاب خفف عن النصراويين الكثير من الضغوط النفسية وتجنب ما كان سيحدث لو أن نتيجة الذهاب كانت مغايرة لما يطمح إليه النصراويون فقد تحرر الفريق من قيود الفوارق التي كان يشعر بها عندما يلاقي المنافسين، وأرى النصر أمام فرصة ذهبية سانحة لتجاوز الشباب والوصول للدور نصف النهائي ومن ثم بلوغ النهائي والعمل على تحقيق إنجاز كبير سيكون بمثابة تصحيح مسار وطريق عودة لمنصات الذهب وأعتقد أن من سيلاقي النصر في النهائي فيما لو بلغه سيكون من الصعب عليه أن يكسب الكأس أمام هذا الفريق المتعطش الطامح وأعزو ذلك للعوامل النفسية ولا شيء آخر.. ـ إذا ارتكن الأهلاويون لنتيجة لقاء الذهاب أمام الفيصلي فإنهم سيجدون صعوبة كبيرة في مباراة الإياب التي تحتاج كذلك لمبدأ احترام الخصم كما فعلوا في لقاء الذهاب، ولعل العمل الهادئ الذي يقوم به الأهلاويون على الأصعدة الشرفية والإدارية والفنية مع اللاعبين أسفر عن فوائد وانعكاسات إيجابية واستقرار معنوي وعطاء شبه ثابت في كثير من اللقاءات حتى تلك التي تعثر فيها الفريق الأهلاوي، فاللاعبون لديهم ثقة في إمكانياتهم تظهر بوضوح في أدائهم داخل الملعب وحرصهم على تلبية الواجبات التكتيكية، كما أن البدلاء في الفريق باتوا على المحك ويؤدون أدوارهم بثقة مشابهة لما تقوم به العناصر الأساسية وهو ما عزز الاستقرار واللحمة داخل مجموعة الفريق فجميع العناصر الموجودة في القائمة تقريبا شاركت على فترات متفاوتة الأمر الذي دعا هذه العناصر لأن تكون في أجواء المباريات ذهنيا وفنيا .. ـ خطوة ذكية تلك التي أقدم عليها لاعبو الأهلي ولبتها مباشرة إدارة النادي بشراء تذاكر مباراة الفريق الماضية في دوري أبطال آسيا أمام النصر الإماراتي فهي قد أشعرت اللاعبون وجماهير النادي سويا بأن الجميع شركاء في المسؤولية والتخلص من العوائد السلبية لفقدان بطولة لذا جاءت العودة الأهلاوية المظفرة سريعا مستوى ونتيجة وحضور جماهيري ملأ الملعب وفاق الوصف في التأثير والتشجيع المستمر، ولعل ما يمكن الإشارة إليه أن الجماهير الأهلاوية باتت تغرد خارج سرب جماهير الأندية الأخرى بفعاليتها واهتمامها بمساندة اللاعبين في كل الظروف وكذلك حرصها على نجوم الفريق والاطمئنان على إصاباتهم ومناقشة أمر بقائهم مع الفريق كما حدث على سبيل المثال مع العمدة وكماتشو .. ـ بمعنى آخر يبدو الأهلي بعيداً عن الهزات المعنوية مع ما يقدمه الفريق من عطاء مرضٍ للجماهير أشعرهم بأنهم يساندون فريقاً يحترم المنافسة ويعمل بكل عزم ومسؤولية على اقتناص البطولات وإن فقد بطولة يضعها خلف ظهره ليفكر في الأخرى، وطالما أن اللاعبين يبذلون قصارى جهدهم في الميدان ولا يبخلون على جماهيرهم بالأداء والحماس الكبير والإخلاص فإنهم في هذه الحالة سيكونون في حل من أي ملامة قد تقع عليهم في حال الإخفاق .. ـ المستقبل أيضا يقف في صف الأهلي فبعد أن حقق فريق الأولمبي دوري كأس الأمير فيصل بن فهد ليشكل بارقة تفاؤل للأهلاويين في الاستمرار طويلا في المنافسة استنادا لحجم العناصر الشابة الجاهزة للتمثيل فقد عززت أكاديمية الأهلي هذه النظرة التفاؤلية بتحقيق بطولة البراعم وتشرب خاصية المنافسة وصعود منصات التتويج مبكرا وتلك خصلة مهمة يتوجب غرسها في النشء ليحرصوا على التواجد المستمر في المنافسة على البطولات.. ـ إذا أراد النويصر ورفاقه نقل دوري الدرجة الأولى إلى عالم الاحتراف فعليهم أن يهتموا أولاً بالتعرف على العوائق التي تجابه العمل في هذه الأندية فالبيئة مشابهة إلى حد كبير مع بيئة دوري المحترفين الممتاز مع الفوارق المادية للأندية الجماهيرية ولكن على أرض الواقع فبعض إدارات أندية الدرجة الأولى أفضل في عملها من إدارات موجودة على رأس الهرم في أندية الممتاز ولكنها تفتقد للموارد المالية التي تعينها على أداء مسؤولياتها والاضطلاع بأدوارها، وقد سعدت بحديث محمد النويصر عندما طمأن أندية الدرجة الأولى بأنها لن تتحمل تكاليف مالية إضافية وستجد المعونة من رابطة الأندية المحترفة وأتمنى ألا يكون ذلك مجرد وعود تتبخر مع انطلاقة الدوري الحلم.