تعاملت جماهير الأهلي مع لاعبي فريقها الكروي على أنهم أبطال متوجين للدوري فامتلأ ملعب الأمير عبدالله الفيصل عن بكرة أبيه بالجماهير العاشقة التي آزرت الفريق في مباراته أمام النصر الإماراتي وساهمت في تحقيق الفوز الذي أثمر عن صدارة المجموعة في المشوار الآسيوي الطويل، وجاء هذا التلاحم كنتاج طبيعي بين الأهلاويين الذين يربطهم بناديهم رباط الحب والانتماء وليس الفوز والخسارة وإلا فإن الأهلي خسر الكثير من النهائيات وكسب الكثير من البطولات واستمرت رحلة العشاق إلى ما لا نهاية، بل إن من الجماليات التي عايشتها في الأهلي تلك المبادرات المتبادلة والتواصل المستمر بين اللاعبين والمحبين ولو سألت نجما أو لاعبا فذا وخيرته بين ناديين أحدهما الأهلي لفضل الأهلي بسبب تلك الجماهيرية الطاغية وتلك الأجواء المحمسة التي يتفاعل معها، ليس ما ذكرته سوى مثال حي على أن الأندية الجماهيرية هي التي تشرح الصدر وتغرس جماليات المنافسة بتلك الشعبية حتى وإن خسرت البطولة وتخيل أن تكسب كأسا أو بطولة وتذهب إلى مقر النادي الخاوي على عروشه من المناصرين فلن يكون لهذه البطولة أو الانتصار طعم وتوأد الفرحة في مهدها .. ـ تخيلوا وبطولة دوري المحترفين تذهب لغير الأهلي كان هذا النادي العظيم محط الأنظار والإشادة أكثر من النادي الذي حققها كما هو محل الشتم والإساءة وفي المقابل أعجبني ذلك التعامل الهادئ البعيد عن مواطن الزلل والذي يقدم الأهلي بكل حضارية للآخرين، فالأهلي قدم هذا الموسم صورة فنية ولوحة كروية جميلة في أغلب مبارياته وهو ما يدلل على أن هناك عملا متكاملا وجهدا منظما وتناغما بين شرفييه وإدارته ولاعبيه وجماهيره علاوةً على ذلك كان لإعلامه المثقف النزيه والرائد رسالة تربوية واضحة في التصدي لكل من يلعب بالنار ويقلب الحقائق .. ـ بقراءة لموسم الأهلي الذي لم يكتمل بعد نجد أن الأهلي حقق دوري كأس الأمير فيصل بن فهد والفريق الأول حل ثانيا في دوري المحترفين وكان جديرا بالمركز الأول لولا الإصابات المؤثرة التي لحقت بنجومه والنقاط السهلة (جدا) التي فقدها والأخطاء التحكيمية التي أثرت على مسيرته وكذلك المسيرة الآسيوية المظفرة وصدارة المجموعة حتى الجولة الرابعة على الرغم من أن مجموعة الأهلي في دوري أبطال آسيا هي أقوى المجموعات حسب آراء النقاد والخبراء الآسيويين، ومن واقع نظرة تقييمية فإن المحصلة النهائية تعد ممتازة مقارنة بمواسم أخرى لم يقدم الأهلي نفس الصورة الفنية والنتائجية المنتظرة، وهو ما يقود أيضا للتأكيد على جودة الاختيار العناصري والتدريبي والعمل المميز طوال موسم مما يدعو للتفاؤل بمواسم قادمة أجمل.. ـ في يوم التتويج أصر أعضاء اتحاد الكرة على مزاحمة رئيس الإدارة المؤقتة أحمد عيد ورئيس رابطة الأندية المحترفة محمد النويصر والتقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة ولا ألومهم في ذلك فقد كان يجب منذ وقت مبكر إخبارهم بآلية التتويج كونهم يتحينون الفرصة للظهور على الأقل في صورة الحدث طالما أن اجتماعات اتحاد الكرة وقضايا الموسم لم تمنحهم حقهم في الحديث أو حتى الظهور الإعلامي، فالبيانات تصدر من لجنة الإعلام والأحصاء وغير مخول للأعضاء التصريح أو تناول أي شأن رياضي، وهنا لا أسخر من أعضاء اتحاد الكرة الذين قدموا ما في وسعهم من مسؤوليات حسب طاقاتهم ولكن أشفق على حالهم من التصغير والسخرية وتصويرهم باللاهثين خلف الكاميرات حسب ما اطلعت عليه في وسائل الإعلام المختلفة، أما بيان العلاقات العامة والإعلام برابطة الأندية المحترفة نحو هؤلاء الأعضاء فهو امتهان لكرامتهم وكان من الأجدى الصمت وتمرير الموقف ثم مواجهتهم وتبيان عدم حضارية التتويج على ذلك النحو وسيدركون بعد ذلك هذه الحقيقة وسيتلافونها في المستقبل .. ـ بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، هي أغلى بطولات الموسم بلاشك وقد حصدها الأهلي الموسم الماضي بجدارة واستحقاق واليوم يطمح فيها النصر للعودة من غيابه الطويل عن منصات التتويج، ويطمح فيها الاتحاد أيضا وهو الغائب الكبير عن أجواء المنافسة، كما ينظر إليها الهلال برغبة جامحة للفوز بها لكون خزينة إنجازاته لم تضم في سجلها الذهبي هذه البطولة الغالية، وقد ضربت مثلاً بطموح الأندية الكبيرة الأهلي والهلال والنصر والاتحاد كجانب يثري المسابقة ويعطيها أجواء مثيرة وممتعة للمتابعين، أنا شخصيا أتمنى مثلاً أن يكون النهائي بين الأهلي والنصر أو الهلال والنصر أو الاتحاد والنصر لأستمتع بأجواء جماهيرية جاذبة ومتعة فنية كبيرة تليق ببطولة غالية.