من أسرارعظمة الأهلي وشموخه أن مطارديه ومحبي تعثره يتساوون في نظره فهو يبحث عن الفوز لا غيره وهم يبحثون عن لحظة البطولة بالعمل على إعثاره بكل الطرق وليس مجابهته ندا لند لأن تلك مغامرة لا تحمد عقباها أمام الأهلي ، لذا لا فرق بين الاتحاد والفتح في الطموح فهما يريدان الوصول لهدف واحد وهو ( خدمة ) طرف آخر على حساب الصورة الفنية وعلى حساب الرغبة في تقديم المستوى الذي يثري المنافسة ويمتع المتابعين .. ـ لا زال الأهلي يقدم صورة جميلة من المستوى والثقة والنتائج والتركيز في العطاء داخل الميدان ولا يهمه من يعمل على اغتيال هدفه وسواءً فاز الأهلي بالدوري أو لم يفز فهو حديث عهد بالبطولات وقد حقق أغلاها نهاية الموسم المنصرم كما حقق كثيرا منها خلال السنوات العشر الأخيرة بما جعله من أكثر الأندية السعودية تحقيقًا للبطولات في السنوات الأخيرة أما الدوري الذي يزعم من يزعم بأنه حلم فالأهلي قد حققه ثلاث مرات وكان أول فريق يحققه رسميًا عام 1389هـ كما نافس كثيرًا ووصل للنهائي بنظام المربع وحرم من عدة بطولات بسبب أخطاء التحكيم ، وليس التاريخ بخافٍ على من تابع الحقبة الماضية من منافسات كرة القدم السعودية لكنه تنبيه لمن يريد أن يشوه التاريخ ويلونه كيفما يشاء بأن الأهلي أول من سمي بالمدرسة بتقديمه أفضل العروض وجماليات الكرة وأول من استقطب عمالقة التدريب ونجوم الأجيال الكروية الماضية ولديه سجل حافل بالأولويات والبطولات بأنواعها ولا يحتاج إلى من يقيم الملكي ومن يقرأ تاريخه العريق لكون هذا الكيان استمر على نهجه في تقديم الكرة الجميلة والصروح التاريخية التي لا توجد عند ناد من أنديتنا في الوقت الحاضر ، وحتى إنسانيًا الأهلي عطوف فمن ينسى حادثة خريش الشهيرة وحادثة الخمسة التي أعقبها انسحاب والستة التي ( مسكت ) جيلا كاملا الباب في أواخر الثمانينات الهجرية واسألوا أحد عمالقة الجيل الذهبي عبدالرحمن كتلوج وهو حي يرزق متعه الله بالصحة والعافية .. ـ هذا الموسم أجزم بأن الأهلي كان الفريق الأجمل من واقع مستوياته الثابتة حتى وهو يخسر وكان الفريق الذي تعرض لأقسى الأخطاء التحكيمية حتى وهو يفوز وفي هذا الإطار ما يدل على أن هناك جهدا شرفيا وإداريا وفنيا جعل الأهلي يسير بشخصية الفريق الواثق من إمكانياته الباحث عن هدفه الرئيسي وهو تحقيق الفوز ، كما كان الأهلي طرفًا مؤثرًا في أجمل المباريات أمام الهلال والنصر والشباب والاتفاق والقادسية وهجر ومنطق الحكم على النادي الأكثر إمتاعًا هو تواجده طرفًا رئيسيًا في أجمل المباريات وأكثرها إثارة .. ـ تابعت الأهلي أمام النصر الإماراتي آسيويًا وكان يجسد جانبًا آخر للجدية والتغلب على ظروف الإصابات والإرهاق وحرص لاعبوه على التضحية فكان الثمن الفوز وإحراز ثلاث نقاط مهمة في المشوار الآسيوي الذي لم يكن يهم الأهلاويين كثيرًا ولكنه أراد إنصافهم عقب مستويات مميزة في كل المباريات أمام لخويا وسباهان والنصر كان الأهلي يستحق فيها العلامة الكاملة وما يرفع حافز الأهلاويين في الجولات الثلاث المقبلة أنهم سيلعبون جولتين منها على أرضهم وبين جماهير الملكي العاشقة .. ـ أهم مباريات الأهلي المقبلة هي مباراته أمام الرائد فإذا كسب فإنه سيلاقي منافسه على أرضه وبين جماهيره لتكون مباراة تصفية الحسابات والميدان هو الحكم والظافر بالمباراة في الخطوة الأخيرة أيًا كان سيبارك له من يقدر قيمة المنافسة الشريفة داخل الملعب لا خارجه بالأساليب الملتوية والمكافآت ..