|


محمد الشيخي
أم المعارك في إعارة مالك
2011-09-09
ـ يتساءل كثير من الهلاليين عن سر إعارة مهاجم الأهلي مالك معاذ للنصر في حين لم يلب الأهلي في فترة ماضية رغبة الهلال في الاستفادة من خدماته بنظام الإعارة أو شراء العقد، وكمتابع فهناك فرق بين وضع مالك معاذ الفني بين ماضيه وحاضره وشتان بين موقفي الرفض والقبول استنادًا على حالة فنية مرتفعة وحرص على استفادة من خدمات مهاجم ليس له منافس عكس موقفه الحالي في وجود عناصر هجومية فعالة وجدت نفس الفرصة التي وجدها مالك إلا أن الاختلاف أنها اقتنصت فرص التمثيل وأثبتت وجودها ليس فقط لدى الجهاز الفني والإدارة بل حتى حازت على الرضا الجماهيري والتفاعل المعنوي، ومع هذا التفاعل وابتعاد مالك عن أجواء الاستقرار الفني مع إيماني بحرصه على العودة واجتهاده الحثيث لاستثمار كافة الفرص في التدريبات والمناورات والوديات إلا أن مالك احتفظ بخاصية البقاء في قلوب الأهلاويين حتى وهو بعيد عن مستواه لارتباطه بعقد أبدي مع الأهلي من واقع الانتماء والحب وعقد زمني رسمي يتمثل في ثلاث سنوات مقبلة لذا فمسألة إعارته الآن فيها فائدة للأهلي والنصر معًا، حيث أن الأهلي سيعود له لاعبه بعد نهاية الموسم أكثر حيوية ورغبة في إثبات الوجود بأمل وجود مكان شاغر في منطقة الهجوم والنصر سيستفيد من إمكانياته بحسب الحاجة لخدمات مهاجم فذ في مكانة مالك معاذ، أي أن حالة التباكي وعمل المقارنات وطرح الأسئلة عن مغزى موقف إدارة الأهلي الآن وموقف إدارة الأهلي السابقة في وقت مضى ليست مقارنة منطقية ولا أسئلة مبررة، علاوةً على أن كل إدارة لها مطلق الحرية في اتخاذ قرارها بحكم أنها تمثل كيانا كبيرا ونادٍ ملكي له خصوصيته ومكانته، وحتى إدارات الأندية الأخرى لها مطلق الحرية في اتخاذ قراراتها ولم يعلق الأهلاويون يومًا بأسئلة لماذا وكيف ومتى، ولم يقل أحد لماذا أعرتم ياسر القحطاني مثلاً للعين الإماراتي وتخلصتم من خالد عزيز للشباب؟ فكل هذه الأسئلة ليس لها مكان في الاحتراف وليس من حق أحد على أحد انتقاده في قرار مستقل صادر عنه حتى لو تعارضت مع مصالح الطرف الآخر أو نكأت جرحًا خاصًا به وإسقاط هذا القرار على ذكرى سابقة كان فيها لف ودوران ومفاوضات جانبية (محرمة)..
ـ وإيجازًا لهذا الموضوع فإن أي إدارة تتعامل مع قراراتها في نطاق العاطفة فإنها لن تفعل أي شيء ولن تقرر أي شيء سواءً كان ذلك على الصعيد الجماهيري أو على صعيد علاقاتها بالأندية الأخرى فنحن نعيش اليوم عصر الاحتراف وأي إدارة ترى ما يخدم مصالحها بغض النظر عمن يرضى ومن يغضب، وهذه هي الاستقلالية المطلوبة والشخصية التي تجسد إدارة كيان، أما مبدأ (حلال علينا حرام على غيرنا) فليس له وجود في تعامل رياضي حضاري وعلاقات قائمة على الود والاحترام بين جميع الأندية..