|


محمد الشيخي
حكامنا في الميدان
2011-04-08
لا أدري لماذا أخشى من هزة جديدة في التحكيم المحلي كلما أسندت له مهمة صعبة ولقاء تنافسي وجماهيري كبير يجعله تحت مقصلة الضغط وتتحول بالتالي مهمته إلى مهمة تقرير مصير له ولمستقبل التحكيم السعودي فإما يكون أو لا يكون، وبما أن النسيان نعمة أنعم بها الخالق على عباده فإن الأخطاء التحكيمية التي وقعت ضحيتها الأندية في الماضي القريب أو البعيد قد يطالها النسيان أيضًا إذا قدم الحكم المحلي صورة مرضية ومشجعة واستفاد من أخطاء الماضي في صقل قدراته وتطويرها لا أن يكون بنفس الصورة ويكرر المشاهد نفسها فترسخ تلك الصورة في أذهان الجماهير وبالتالي تهتز الثقة ويصعب معالجة الحالة، وقد جاء إسناد اللقاء الجماهيري الذي يجمع الأهلي بالنصر للحكم سعد الكثيري ليكون بالون اختبار لهذا الحكم الذي سمعت من الأهلاويين أنهم يخشون تكرار أخطائه السابقة بحقهم في أكثر من لقاء بل ذهب بعضهم إلى عدم الرغبة في إسناد مباريات الأهلي لهذا الحكم، كما سمعت من النصراويين أراء تجاه حكام يرون أنهم أضروا بهم، وما ينطبق على الأهلي والنصر ينطبق على الكثير من الأندية التي تزعم أن حكامًا معينين سلبوا انتصاراتهم وحجبوا مكاسبهم من النقاط، وهنا لسنا مع تيار محدد إنما مع كلمة حق نريد بها إصلاح حال الحكام ودفع عجلة التطوير في هذا الركن الأساسي من أركان تطوير المنافسة في الكرة السعودية التي شوهت في المرحلة الماضية بفعل أخطاء تحكيمية فادحة لا يمكن إغفالها ولكن يمكن نسيانها إذا كان هناك ما يشجع على النسيان كالقيام بخطوات ملموسة والاستعانة بالخبراء الأجانب في تطوير قدرات الحكم المحلي وهو الجانب الذي يوليه الرئيس العام لرعاية الشباب عنايته واهتمامه إلا أنه يصطدم بعقبة الطموح سواءً لدى اللجنة أو لدى الحكام أنفسهم فقد شاهدت في أحد التقارير التلفزيونية عن تدريبات الحكام واهتمامهم بالجاهزية اللياقية ما يجعل كفاءتهم على المحك وقدرة حكام هواة غير محترفين على قيادة دوري محترفين وهنا مكمن الخلل.
ـ كلنا نؤمن أن أخطاء التحكيم تحدث حتى في المباريات التي يقودها حكام أجانب إلا أن هناك جوانب ربما لا يلمسها جل المتابعين في المباريات التي يقودها الأجانب وهي سرعة الحركة والمتابعة والتنقل خلف الكرة والانسجام مع بقية الطاقم التحكيمي في إدارة المباراة والوصول بها إلى بر الأمان وتلك الجوانب في نظري هي صمام الأمان للخروج من مأزق النقد المستمر لأخطاء نريد لها أن تتوقف في محطة الماضي ولا يتكرر مشهدها في حاضرنا.