|


محمد الشيخي
تمثيلية السهرة
2011-03-11
لا أدري ما هو الوصف المناسب لقرار لجنة الانضباط الأخير بحق اللاعب إبراهيم هزازي، هل هو قرار آخر الليل أو تمثيلية السهرة؟ فبغض النظر عن استحقاق هزازي للعقوبة أو عدم استحقاقه إلا أن إعلان قرار انضباطي بهذه الطريقة بعد فوات وقته ثم ربطه بقرار العفو إما أن يكون رسالة من تحت الماء أو رسالة طائرة عبرت أفهام الجميع واستعصت على عقولهم، فأين لجنة الانضباط كل هذا الوقت؟ هل مازالت هي نفسها لجنة (الانبساط) السابقة كما سبق وأن وصفت وامتداد لما قبلها من حيث عمق الراحة التي تتمتع بها ثم الصحو المفاجئ على النحو الذي شاهدنا فيه القرار الأخير واستدعى تفكيرا طويلاً لفهم مضامينه، فمباراة الأهلي والهلال في ربع نهائي كأس ولي العهد كانت قبل شهر تقريبا من تاريخ إصدار قرار العقوبة وتوزيعه، إذاً هناك لغز ما وراء إصدار قرار عقوبة ليس له قيمة بسبب العفو بعد مرور كل هذه المدة على مباراة الأهلي والهلال في كأس ولي العهد.
ـ لجنة الانضباط التي سبق أن عاقبت مانويل جوزيه على تصريحاته التي تناولت التحكيم لم تفكر أصلاً في معاقبة الأرجنتيني كالديرون على تصريحاته الأخيرة التي جمع فيها بين التهكم بالأندية المنافسة والتجاوز على رجال القانون والحكام امتداداً لتصريحات سابقة تجاوز فيها على النادي الذي يدربه حاليا، وكالديرون نفسه بحاجة ماسة لقرار عقابي يعيده إلى جادة التفكير الصحيح قبل الشروع في أي حديث صحفي حتى يعرف أنه في مجتمع رياضي منضبط لا يعترف بمثل هذه التصريحات الغوغائية، كان بإمكان لجنة الانضباط في إحدى جلساتها المؤنسة أن تتذكر أنها سارت على طريق العقوبات ولا يمكن من هذا الطريق أن تعود لنقطة الصفر، وكان بإمكانها أيضا أن تعاقب كالديرون بعقوبة بسيطة جدا إما لفت نظر وغرامة مالية أو إيقاف لمباراة أو مباراتين عن مرافقة فريقه، عندها فقط ستجد التحية من الجميع وسيدرك الرياضيون أننا بالفعل أمام لجنة انضباط منضبطة وقديرة تقوم بدورها على أكمل وجه وليس كما فعلت تجاه هزازي (المسكين) الذي فوجئ بعد كل هذه المدة بمن يوقظه ليقول له: إن لجنة الانضباط قد عاقبتك بتسع مباريات وغرامة أربعة وعشرين ألفا ثم عفت عنك في نفس القرار لأن القرار الذي لم يصدر في وقته جاء بعده قرار عفو عن الرياضيين، ولم يسأل أحد أيضا عن أسباب العقوبة ولماذا لم تلحق بالأطراف الأخرى التي ناوشت اللاعب واستفزته وأخرجته عن طوره، وعموماً فنحن بحاجة للجنة تستثمر تلك المساحة الواسعة التي أتاحها الرئيس العام لرعاية الشباب للجان لتتخذ قراراتها بكل حرية، وفي نفس الوقت فإن تلك اللجان بحاجة لوعي أكبر بقيمة وأهمية ما يصدر عنها حتى لا تقع فريسة للسخرية والتندر والتفسيرات غير السوية.