|


محمد الشيخي
كشف الحقائق وتلمس الخلل
2011-01-21
لن تعود الحياة إلى كرة القدم السعودية ما لم يكن هناك شراكة إستراتيجية فاعلة وحقيقية بين الأندية واتحاد الكرة تبدأ بالمصارحة وكشف العيوب والثغرات وعقد اللقاءات الدائمة والاجتماعات وتنتهي بميثاق رياضي جديد يقدم المصلحة العليا ويرسي الثوابت وأخلاقيات أبناء الوطن فوق المماحكات والمشاجرات التي شهدتها الملاعب السعودية مؤخراً وقدمتنا على أننا متأخرون حتى في التعبير الحضاري عن حقوق الأندية، ولعل الفجوة الكبيرة الموجودة بين الأندية واتحاد الكرة علاوةً على هبوط مستوى اللاعب السعودي الذي بات ذهنه مشغولاً بالملايين والعقود المالية الضخمة دون تركيز على واجباته في الملعب وفي مقابل عدم تطبيق الاحتراف على أصوله كان من إفرازاتها تلك النتائج الهزيلة التي أساءت إلى تاريخ الكرة السعودية السابق الحافل بالإنجازات، وبتنا غير مبالين بالتطور الكروي حولنا أو غير مصدقين لما يحدث في استراليا وأوزبكستان أو اليابان وكوريا أو حتى سوريا والأردن، يجب أن نفكر مليًا بعد (مهازل قطر) في دراسة مقترحات الخبراء والفنيين وتجسيدها واقعًا عمليًا ملموسًا وليس حبرًا على ورق، والاستغناء عن كل العناصر التي أهملت واجباتها ولم تقدم الصورة التي تكون عليها عندما تمثل أنديتها وفي ذلك انحدار خطير للروح المعنوية التي عرفناها في السابق عن لاعبي الأخضر عندما يمثلون بلادهم خير تمثيل في المحافل الرياضية وحققوا الإنجازات الكبيرة حتى تلك المناسبات التي يخرجون فيها خاسرين النتائج يخرجون وهم قد كسبوا رضا الشارع الرياضي والجماهير بمستوياتهم وجهودهم الكبيرة..
ـ عدنا إلى ساحة الأندية ودوامة منافساتها على أمل ألا تتكرر تلك الصور المخجلة التي شاهدناها في السابق وألا يتجاوز التنافس خطوط المستطيل الأخضر وكلنا نمني أنفسنا أيضَا أن تقدم الأندية المواهب الطموحة التواقة لارتداء شعار منتخب الوطن لتعويضنا مستقبلاً عن تلك العناصر الخاملة التي انكشفت حقيقتها الفنية وكيف أنها لا تساوي مبالغ العقود الكبيرة التي دفعت فيها..
ـ المنتخب هو عبارة عن مخرجات الأندية وعلينا طالما هناك هبوط في مستويات الأندية وبالذات الكبيرة منها أن نشجع الأندية على بناء أجيال جديدة وأن تهتم بإنشاء أكاديميات فلا يوجد في الساحة حاليًا سوى النادي الأهلي وبقية الطموحات باتت أسيرة القيود أو الوعود طويلة الأمد، وإن غدًا لناظره قريب..
ـ لقد بدأ الأمير نواف بن فيصل حلقات كشف الحقائق والمصارحة والشفافية عن كل ما كان يدور في فلك الأندية وتعاقداتها والمنتخبات وبرامجها وأجهزة تدريبها وكوادرها الإدارية وإعادة تأهيل اتحاد الكرة نفسه، وهو ما نحتاجه اليوم للوصول إلى مكامن الخلل حتى وإن كانت الحقيقة مرة.