|


محمد الشيخي
ماء الحكمة ونار الإثارة
2010-12-31
الأمير نواف بن فيصل بن فهد شخصية رياضية هادئة ومتزنة وتقيس الأمور دائماً بحكمة وروية، والدليل أنه في غمرة سخونة الأحداث الرياضية المحلية وخروج بعض الرياضيين عن النص وبمشاهد غير مألوفة تجد الأمير نواف بن فيصل يحكم العقل دائما ويصب ماء الحكمة على نار الإثارة المتجاوزة بعباراته اللطيفة لتنطفئ وتعود من جديد الحياة للساحة الرياضية وفق مبادئ التنافس الرياضي الشريف، وفي حواره التلفزيوني الأخير مع المتألق رجاء الله السلمي كان له نظرة متفائلة ومتوافقة مع لغة العقل في كثير من الجوانب التي تتعلق بمسيرة المنتخب واستعداداته لكأس آسيا وعمل البرتغالي بيسيرو واختيار أعضاء لجان اتحاد الكرة وعمل لجنة المنشطات ومستوى التحكيم لدينا وهي النقاط الأبرز التي كانت تحتاج إلى تعليق وتوضيح وفهم لإستراتيجية اتحاد الكرة في التعامل مع الإفرازات السلبية التي يمكن أن تنشأ عند وجود إخفاق في عمل لجنة أو حكام أو منتخب، وانطلق من حديثه الذي ذكر من خلاله أنه لا يفخر بإنجاز يأتي من وراء لاعب يتعاطى المنشطات حتى لو تم إيقاف مائتي لاعب، وفي هذا الحديث رد صريح وواضح وأن هذا الأمر ليس مجال مجاملة أو تعاطف كونه محكوماً بقوانين ولم يغفل سموه أهمية التحقيق فيما لو ثبت صحة الإدعاء النصراوي بإيجابية إحدى العينات إلا أنني في نفس الوقت أود كما يود غيري ألا يمر مثل هذا الأمر مرور الكرام في معرفة دواعي هذا الطرح والتأكد من كل أطراف القضية ومعرفة البريء من المتهم سواءً كان النصر هو المحق أو لجنة المنشطات حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور التي تسيء لصورة كرة القدم السعودية في فضاء رحب تتابعه جماهير الكرة العربية من المشرق إلى المغرب، أما بيسيرو فقد ظهر أن جماهير الكرة لدينا امتهنت العمل التدريبي وأصبحت تفتي وتقيم بيسيرو وتصدح برأيها وتنتقده بقوة قبل أن يختتم الرجل مرحلة إعداده لكأس آسيا، والأخطر أن البعض من هذه الجماهير ما زال يجاهر بمعصية الميول في هذه المواقف التي تحتاج من الجميع للالتفاف حول الأخضر السعودي، وبيسيرو الذي يتحدثون عنه اليوم بلغة مفعمة بالتشكيك لو قدر له التوفيق في البطولة وعاد بكأسها لرأينا هذه الجموع الغفيرة المنتقدة تحمله على الأعناق وتستقبله في المطار عند عودته وتشيد بتعامله الفني الذكي!
ـ الملف الأخطر الذي يمس مستقبل منافسات كرة القدم السعودية كان هو ملف الحكام، وأجد للأمير نواف بن فيصل العذر في أنه منح ثقته لحكام يتألقون خارجيا ويجدون الإشادة من الضيوف وفي المقابل يجدون أصناف الأوصاف اللاذعة محلياً، وفي هذا الجانب لا بد من الاعتراف بأن حكامنا لديهم أخطاء أحدثت ضجيجاً كبيرا في الفترة الماضية ويجب أيها الأمير أن يجدوا منهجاً أفضل من المنهج الحالي في مجال تطوير قدراتهم والاستعانة بالخبرات الأجنبية في هذا المجال من إدارة ومراقبين في ظل أن الإمكانيات المادية متوافرة ولله الحمد وحتى تتوفر لدينا مستقبلاً بيئة تنافسية جديرة بالثقة وحينها ستختفي التصريحات النارية وردة الفعل الجماهيرية.