|


محمد الشيخي
ثقافة الأهلي والمدرج الأول
2010-12-17
لفت نظري ما ذكره رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد للاعبي فريقه بين شوطي مباراة الأهلي والاتفاق عندما طالبهم بضرورة التركيز داخل الملعب وبذل الجهد للحصول على النتيجة دون الالتفات للأخطاء التحكيمية مهما كان حجم تأثيرها، وفي هذا الحديث العقلاني عدة أدلة وبراهين يمكن في إطارها أن نفهم أسلوب وسياسة العمل العامة في النادي الأهلي، أما التفاصيل فتتمثل في الجانب المعنوي وإبعاد اللاعبين عن ضغوط وتأثيرات أخطاء التحكيم وهو ما بدا جليًا على لاعبي الأهلي الذين لم يستسلموا لقرار إبعاد جفين البيشي بالبطاقة الحمراء وهو قرار خاطئ بكل المقاييس على اعتبار أن مهاجم الاتفاق يوسف السالم ارتكب خطأ في الأصل بالإمساك بجفين أثناء سير الكرة ولم يكترثوا للخطأ التحكيمي الثاني المتمثل في عدم طرد مدافع الاتفاق الذي تسبب في ركلة الجزاء الأهلاوية بعد أن أعاق اللاعب داخل منطقة الجزاء وهو آخر لاعب وعلى مقربة من المرمى واستمعت لهذه الرؤية من فم الخبير التحكيمي محمد فودة رغم أنني لست معه في سلامة الحالة الأولى تحكيميًا ، وما أريد الوصول إليه أن الأهلاويين عندما تفرغوا للعب والإمتاع والعطاء والإبداع هزموا الخصم وتجاوزوا الأخطاء التحكيمية وكسبوا بروح وتركيز عاليين لو شاهدناهما في الأهلي منذ البداية لكان الأهلي في الصدارة وبفارق من النقاط عمن يسمونهم اليوم فرسان الصدارة، وعمومًا فقد صدقت رؤية الأمير خالد بن عبدالله عندما ذكر ذات تصريح إبان تولي ميلوفان مهمته التدريبية بأن المدرب يحتاج للوقت ليظهر نتاج عمله وحددها بفترة ثلاثة أشهر ولم تنقض هذه الفترة حتى عاد الأهلي ببوادر جميلة من العطاء والنتائج الإيجابية والقادم بلاشك أجمل للأهلاويين لو أنهم استمروا على مبدأ التركيز داخل الميدان دون التأثر بالأجواء المحيطة من تحكيم وخلافه ، والكل يتذكر أن الأهلي كان يحقق بطولاته وفق هذه الرؤية وبعطاء النجوم وثقتهم في إمكانياتهم، بل إن جيل العمالقة والنجوم كانوا يتعاملون بذكاء مع الظروف المحيطة بهم ويتعرضون لأقسى الأخطاء ومن رحمها يصلون لأهدافهم بتحقيق البطولات والكؤوس ، وهذه الثقافة يجب أن تعود للاعبي الأهلي طالما أنها كانت في الأصل فكرًا أهلاويًا خالصًا قبل أن ينتقل هذا الفكر إلى أندية أخرى هي اليوم في المقدمة ..
ـ الأهلي قدم نفسه أمام الاتفاق كفريق جميل وصاحب مدرسة أخاذة في المتعة والعطاء وأمامه الكثير من العمل لتعزيز استقراره وخصوصًا النقاط الثلاث المقبلة أمام الفتح قبل التوقف فهي مهمة كونها ستعطي أثرًا إيجابيًا ومردودًا معنويًا على اللاعبين الذين يهمهم مواصلة مسيرة انتصاراتهم وعدم توقفها ، أما المدرج الأول ـ جمهور الأهلي ـ فهو الآخر كان أخاذًا وجميلاً بمساندته وفعاليته ويستحق تصنيفه من قبل المحللين بأنه المدرج الأول..
ـ أخالف الأهلاويين في رؤيتهم الغاضبة حول الحكم العالمي خليل جلال فهو يعد أفضل وأبرز حكامنا بقلة أخطائه في المباريات مقارنةً بغيره من (الكوارثيين)، أما التاريخ فهو يحكي عن قصة طويلة من الضرر التحكيمي على أكبر متضرر، فالصافرة لم تنصف الأهلي قط ولكن من ينصفه جهد لاعبيه فقط.