|


محمد الشيخي
دراسة عميقة تبدأ بالاعتراف بالحقيقة
2010-10-22
لو طلب من أحد المتخصصين الرياضيين إجراء دراسة عميقة تشخص حال أنديتنا الرياضية ونتاجها الكروي في السنوات الخمس الأخيرة وخروجها المتعاقب من البطولات القارية وضعف مستويات الأندية في بطولة الدوري التي تعد أداة قياس التطور الكروي لربما خلص إلى نتائج محورية وهامة تفيد في تلمس السلبيات وتلافيها للعودة إلى المكانة السابقة لأنديتنا أولاً ثم منتخباتنا من منطلق أن الأندية هي قاعدة الإمداد القوي للمنتخبات وبالذات المنتخب الأول الغائب عن الحضور البطولي مثله مثل أنديتنا الغائبة منذ سنوات عن تحقيق منجز قاري، وما جرنا للحديث عن جدوى هذه الدراسة تبخر أحلام الرياضيين السعوديين في وصول الهلال والشباب لنهائي دوري أبطال آسيا وخروجهما المر والمستحق على يد سيونجنام الكوري وذوب أهن أصفهان الإيراني وقبل ذلك تذبذب مستويات الأندية الكبيرة وهبوط مستوى بعضها الآخر بين الحضور البطولي المحلي تارةً والإخفاق الخارجي تارةً وبالذات القاري الأمر الذي يؤكد أن مرد هذا التذبذب وهبوط المستوى عدة معطيات تبرز على صعيد الجوانب التنظيمية في الدوري السعودي وبقية مسابقات الموسم بشكل عام والجوانب الفنية المتعلقة بالأندية نفسها واجتهاد إداراتها المتعاقبة، ومن هذه المعطيات التي جعلت دورينا يبدو باهتاً وفرقنا التي تمثل خارجياً تبدو في أسوأ حالاتها، سوء الإعداد الذي لازم أنديتنا السعودية في الاستفادة من معسكراتها الخارجية وصرفها لملايين الريالات دون عوائد انسجام أو استقرار فني ويعود ذلك لضعف التخطيط وقلة الخبرة إضافةً إلى كثرة التأجيل وربط ذلك بالوطنية والوقوف مع ممثلي الرياضة السعودية في الوقت الذي عانت فيه أندية مثل الشباب والهلال على سبيل المثال من نتاج هذا التأجيل أكثر مما استفادت، فلو أن الشباب والهلال لعبا مبارياتهما المبرمجة في الدوري لربما ظهرا بشكل فني أفضل مما كانا عليه في نصف نهائي دوري أبطال آسيا إذا كنا بالفعل نطبق الاحتراف بمفاهيمه وأنظمته فالتعذر بالإرهاق وزيادة المباريات والمشاركات الكثيفة نغمة لا يجب أن نسمعها مع إدعاء تطبيق الاحتراف، ثم تأتي معسكرات المنتخب بقوائم مختلفة وفي أوقات غير مناسبة في معمعة المسابقات المحلية، فيدفع الضريبة هنا النادي واللاعب والمنتخب، فالنادي يتضرر من عدم انسجام عناصره وضعف إعداده واللاعب المختار للمنتخب يتضرر معنوياً من عدم انضمامه للقائمة المقبلة للمنتخب وينعكس كل ذلك على المنتخب نفسه الذي يخرج من معسكر ليدخل في آخر دون هدف محدد بل إن المنتخب بكثرة معسكراته تحول إلى حقل تجارب لعناصر بعضها لم تمثل ناديها.
ـ خروج الهلال والشباب آسيوياً وما يثار حول تبعات هذا الخروج من استقالات وغيرها ليس لب المشكلة، فالمشكلة تكمن في سلسلة من الإخفاقات يجب أن تكون على طاولة الدراسة والتشخيص للوصول إلى حلول، ولعل البداية تكون في اجتماع رابطة الأندية المحترفة ومندوبيها تحت مظلة هيئة دوري المحترفين ثم الاستفادة من لجنة الدراسات الإستراتيجية للقيام بعمل محوري في هذا الصدد هي معنية به في المقام الأول.