|


محمد الشيخي
عاد محتفلاً بالهزيمة
2010-09-24
سعدنا بتأهل الهلال والشباب إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا ونتطلع إلى أن يحقق أحدهما البطولة لترسو أنديتنا على إنجاز خارجي جديد بعد أن غابت عن هذا المشهد منذ تحقيق الأهلي لبطولة الخليج منذ موسمين وعن المشهد الآسيوي خصوصًا بعد أن حقق الاتحاد آخر بطولة آسيوية قبل خمسة أعوام تقريبًا، وحقيقةً فقد أحرج الهلال والشباب نفسيهما في محطة الإياب بعد أن جزم الكثيرون بتأهلهما من محطة الذهاب بعد فوزهما العريض على الغرافة وشونبوك، ففريق مثل الهلال يملك أدوات الاستقرار والعناصر المنسجمة يدخل مرماه أربعة أهداف مع الرأفة وكان إلى ما قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة مهددًا بالخروج من البطولة حتى ينقذه الحظ مجددًا ليعود من الدوحة متنفسًا الصعداء ومحتفلاً بالهزيمة، وكذلك الشباب وإن كان وقع هزيمته أخف وليس مثل السيناريو المخيف الذي مر الهلال بفصوله، والمهم هنا أن يستفيد الناديان من تلك الأخطاء ويتم علاجها حتى لا تتكرر في المهمة القادمة التي بلا شك أنها أصعب وأهم وتقود إلى النهائي، وإذا كنا نتمنى لرياضة الوطن تجديد حيويتها بإنجاز خارجي جديد من خلال أحد هذين الناديين فإن اكتمال الصورة لا يأتي إلا بالحرص على العمل الجاد وتلافي الأخطاء والإدراك أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من البطولة لا يعني الهلال والشباب بقدر ما يعني كل الأندية وجماهيرها ورياضتنا عمومًا..
ـ في مباراة الهلال والغرافة الأخيرة دروس وعبر، فالهلال الذي يضرب به المثل في تماسك دفاعه تلقى أربعة أهداف نتاج سوء التغطية والأخطاء الدفاعية البدائية فهل يعني ذلك أن أسامة ورفاقة في هذا الخط تنقصهم الإمكانيات والخبرة؟ الإجابة لا وإن كان أسامة هوساوي يتفوق في إمكانياته على عناصر هذا الخط علاوةً على دوره القيادي والتعامل المثالي في إخراج اللاعبين من أي كبوة يتعرضون لها وتقليل الضغوط الإعلامية عليهم مما يدلل على أن الانتقادات التي تطال المدافعين دومًا لا تعيدهم إلى الحالة الفنية المستقرة طالما أن هذه الانتقادات تأخذ في كثير من الأحيان منحى آخر يسهم في كبح اهتمام اللاعب بالعودة إلى مستواه، وأسوق ذلك المثال للأهلاويين الذين دأبوا على سن سكين النقد والتقليل من إمكانيات لاعبيهم على الرغم من أن في الأهلي لاعبين يملكون إمكانيات جيدة وهم بحاجة في الوقت الحاضر للاستفادة من مرحلة إعداد جديدة حتى وإن جاءت في خضم منافسات الموسم، فليس هناك حل آخر إلا هذا العمل الذي من شأنه إعادة التوازن للفريق فهل يعي الأهلاويون أهمية هذه المرحلة من عمر ناديهم ؟