|


محمد الشيخي
رؤساء الكبار.. ثقافة واعتبار
2009-12-25
عادةً ما نتجاهل مقولة (إن من كثر كلامه كثرت زلاته وتجاوزاته وإن من تحرى الحقيقة وترفع عما يؤثر على علاقته بالآخرين فقد وصل إلى قلوب الناس عبر أسهل الطرق وأقصرها).. والحقيقة اليوم أن بعض رؤساء أنديتنا بات عرضة للاستغلال الإعلامي سواءً على صفحات الصحف أو من خلال قنوات التلفزة والفضائيات فنجد أن رئيس النادي يدلق الأحاديث الإعلامية دلقًا في جميع الاتجاهات لتصيب من تصيب وتعرضه للتهكم والسخرية في كثير من الأحيان والهجوم أو المديح حسب الأهواء والميول والأهم في هذا أن رئيس النادي سيكون في الصورة ويتصدر الأحداث ومقالات كتاب الأعمدة وهو ما حدث مع الأسف الشديد لرئيس نادي الشباب خالد البلطان الذي لم نكن نتمنى له أن يكون بهذه الصورة وأن يتعرض لما تعرض له من انتقادات مباشرة وسخط إعلامي وجماهيري من قبل الأهلاويين والنصراويين في وقت كان يمكنه فيه تجنب كل هذه الأمور بالحفاظ على اللسان من الزلل وكان آخر ما كنت أتوقعه أن يصل الأمر إلى التكذيب العلني كما حدث عندما تحدث البلطان في مسألة اتفاقه الشخصي مع الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر حول عدم التدخل في صفقة المحياني مقابل الابتعاد عن مفاوضة أبناء عطيف ليفاجيء الأمير فيصل الجميع في ليلة المقابلة الخاصة وفي الجولة ليعلن على الملأ ويكشف الحقيقة أنه لم يتحدث مع البلطان في هذا الأمر لنتذكر مقولة (من كثر كلامه كثرت أخطاؤه)..
ـ لنأتي ونحلل الأحاديث الإعلامية لرؤساء الأندية الكبيرة الأربعة الهلال والنصر والأهلي والاتحاد سواء في الصحف أو في الفضائيات سنجد أن أحاديثهم حتى وإن غلب على بعضها الإثارة إلا أنها لم تتجاوز ولم تخرج عن النص واضعةً إطارها ميثاق الشرف الذي أقره الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب العام الماضي ووقعت عليه جميع أندية المملكة بل أن هناك خطوات جميلة من التقارب بين الكبار شهدناها في أكثر من موقف..
ـ فشخصيات مثل الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير فيصل بن تركي والأمير فهد بن خالد وعبدالعزيز العنقري وخالد المرزوقي تعمل في الأندية الكبيرة تستمد حكمتها من موقعها الحساس في هذه الأندية علاوةً على العلم والثقافة وحسن التربية وهذه الشخصيات لا تغفل الدفاع عن أنديتها بحكمة ورصانة وبعد عن الإساءة وعدم الاندفاع..
ـ لنأخذ على سبيل المثال ثقافة الرد البليغ والتحجيم والتفاعل مع الإعلام بكافة قنواته من قبل الأمير عبدالرحمن بن مساعد برده البليغ على الدعجاني في تصريحه المجاني عن المحياني وروح الدعابة التي يتمتع بها إضافة إلى ثقافته وشاعريته التي أثرت المخزون اللفظي لديه فكان خير من يتحدث إعلاميًا في شتى جوانب الشأن الهلالي بل أنه عند حدوث خطأ في عمله الإداري يعلن ذلك على الملأ كما حدث أكثر من مرة وسمعته في التلفزيون أو في وسائل الإعلام الأخرى يتحدث ويقول: نحن في الإدارة أخطأنا في كذا وكان يجب أن نفعل كذا وهنا قمة الشفافية والمسئولية.. ترى لو أننا عممنا هذه النماذج على الوسط الرياضي ووجدناها في كل أنديتنا فإننا سنرتقي بثقافة التنافس ونصعد بسمو الكلمة وسيجد هؤلاء القبول في قلوب وأذهان الجماهير الموالية والمنافسة..
ـ هنا لم نتحدث عن نتائج المنافسات الرياضية والكروية داخل الملعب بل تحدثنا عن ثقافة الحضور الإعلامي الرزين خارج الملعب والقدرة على التعامل الحكيم الذي لا يغرق في الإثارة الممجوجة فهل يكون ميثاق الشرف طريقنا للارتقاء فوق سفاسف الأمور ؟!