جميل جداً اللجوء للحوار والنقاش الهادئ لمعالجة وضع ما أو مشكلة بشرط تحديد هدف هذا الحوار ومراميه للوصول إلى حلول تخدم صاحب المشكلة وتحديد الأهداف يتم حتى لا يتحول الحوار إلى حوار بيزنطي تضيق عنده الحلول وتستعصي مسألة الخروج بتوصيات ومقترحات.. وكل ذلك ينطبق على أحوال أهل الأهلي وجماهيره التي تسعى بلا شك لأن يكون فريق كرة القدم الأول في مقدمة الفرق السعودية وأن يحقق البطولات والإنجازات وأن يعود لبطولة الدوري التي حققها ثلاث مرات وكان أول فريق كروي سعودي يفوز بها عام 1389هـ ولاحظوا أنني هنا ركزت على فريق كرة القدم الأول ولم أتحدث عن مشاركة فريق كرة اليد الأول في دوري أبطال آسيا والتي ستنطلق في الأردن ولا عن تحقيق فريق الناشئين لبطولة كأس الاتحاد ولا عن تواجد فريق درجة الشباب في المنافسة على بطولة جديدة ولا عن الأكاديمية ولا مركز الأمير عبدالله الفيصل ولا عن الإعداد الجيد لألعاب الأهلي المختلفة للموسم الجديد الذي انطلق مؤخراً ببعض الألعاب لأن هم جماهير الأهلي تركز على فريق كرة القدم الأول فتناست أمام هذا الهم كل جوانب التميز الأخرى لسفير الوطن ..
ـ جماهير الأهلي تبحث عن حلول لنهاية جذرية لمستويات متدنية قدمها الفريق الكروي في المباريات الماضية في دوري المحترفين وزاد من استيائها تأرجح مستويات كثير من اللاعبين وهناك حلان لا ثالث لهما : الحل الأول يتمثل في زرع الثقة من جديد في العناصر التي تمثل الفريق حاليا وانتظار الفترة الثانية للتسجيل لمعرفة احتياجات الفريق وبدائله العناصرية أجانب أو محليين، والحل الثاني يتمثل في الصبر على مخرجات الفئات السنية والاعتماد عليها مستقبلاً لتكون نواة لفريق قوي محترف ينافس على البطولات ويحققها ويعيد الفرح من جديد لساحة جماهير الأهلي مع أن الأهلاويين في المواسم الأخيرة لم يغيبوا عن قائمة الأبطال ولكنها أماني الكبار وطموحاتهم التي تتجاوز الغياب إلى التواجد في كل البطولات والمنافسات وهذا حق من حقوق جماهير الأهلي التي يجب عليها في نهاية المطاف وكمثال للتفكير العقلاني وعدم الجنوح العرفان بالجهود الكبيرة التي يبذلها الأمير خالد بن عبدالله وصرفه السخي على النادي وتفكيره الرياضي السليم بالتخطيط للمستقبل في صناعة اللاعب المحترف وصقل الموهبة وهو الذي عايش تركيبة اللاعب المحترف السعودي في الأهلي وفي الأندية الأخرى في الفترة الماضية مما جعله يقدم على إعادة صياغة هذه التركيبة في الأكاديمية ومركز الأمير عبدالله الفيصل وعلى جماهير الأهلي أن تصبر على حاضر ناديها ومستقبله وتفكر في كيفية التعاضد مع ناديها لإيجاد الحلول طالما أن هناك مشكلة..
ـ في الأهلي عناصر فنية جيدة ربما عانت من الضغوط الجماهيرية المتزايدة فاختفى مخزونها الفني بفعل فاعل فليس هناك لاعب يرغب في الخسارة أو تسجيل موقف مضاد فهم لاعبون محترفون يدركون أن واجباتهم تضع في المقام الأول الفوز كخيار إستراتيجي أسلم يعيد التوازن المعنوي ليس للفريق فقط بل حتى الجماهير ليعم الاستقرار من جديد.. فإعادة نغمة الانتصارات رهن أقدام لاعبي الأهلي، أما الفارو فمهما قالوا عنه فهو من أفضل المديرين الفنيين في الساحة حالياً إستراتيجية وعملاً.