|


محمد الشيخي
الأهلي .. تشريح وسلخ جلد
2009-10-30
إن من يطالبون بسلخ جلد الأهلي وتطعيم صفوفه بعناصر كروية محلية مميزة وذات نجومية من الأندية الأخرى يكونون على حق فيما اتجهوا إليه فيما لو كانت الساحة بالفعل تعج بالنجوم والخيارات تبدو متاحة، أما أن نجنح للخيال ونطالب بالمستحيل في هذا الوقت فإننا كمن يغرس الإحباط في مواهب تتطلع إلى المستقبل.. نحتاج إلى نظرة واقعية تحررنا من الأفق الضيق الذي يحيط بنا، فقياس واقع الأهلي لا يرتبط بآلية استقطاب بقدر ما يرتبط بخلل في آلية متكاملة تتكون من الروح والتعامل التكتيكي والنضوج الفني والثقة بالنفس، فإذا فقد أي فريق أحد هذه العوامل فإنه بلا شك يخضع للتشريح والاجتهاد في ضخ الآراء وبناء التوقعات والتخمينات ورمي التهم، وكل هذه الأمور تنعكس بظلالها على حالة أي فريق وتزيد أوجاعه وتعمق جراحه.. فهل يدرك الأهلاويون أن الحل في انتشال الفريق من الوضع النفسي لهزيمته الأخيرة من نجران يبدأ بمصارحة اللاعبين أنفسهم، فنجران الذي هزم الأهلي إمكانياته أقل بكثير من الأهلي لذا من منطق القول أن نذكر أن الأهلي هو من هزم نفسه بعناصر دخلت الملعب دون تركيز أو تقدير للخصم، بل إن الفريق افتقد للروح التي شاهدنا بعضًا منها حتى وهو يخسر أمام الشباب والهلال ولم نشاهدها أمام القادسية رغم فوزه وأمام نجران وعمقتها خسارته.
ـ حقيقة يجب إدراكها في الوقت الحاضر فلا توجد عناصر محلية ذات ثقل كبير إلا في ثلاثة أندية كبيرة ومن الصعب أن تفرط هذه الأندية بنجومها كما فعل الأهلي أيضاً مع نجومه أمثال مالك معاذ وتيسير الجاسم ومحمد مسعد بتجديد عقودهم وحتى نتعامل بواقعية أيضاً وبعيدًا عن الحساب والأرقام فالأهلي بهذه المستويات والنتائج ربما لن يحقق الدوري وربما يخرج دون أن يحقق بطولة هذا الموسم، لكن يجب على أنصاره أن يقدروا عملاً مبذولاً لبناء أهلي المستقبل الذي يعتمد على الإنتاج والاكتفاء الذاتي وعدم الاستقطاب، وعليهم أن يبتعدوا عن غرس المزيد من مفاهيم الإحباط في فريق لم يحقق طموحاتهم، فتركيبة الأهلي الحالية من اللاعبين لا تخلو من العناصر المفيدة والمميزة فنيًا وهم كما ذكرت سابقًا يحتاجون لمراجعة معنوية وفنية وإطلاق لقدرات موجودة وليست مفقودة.
ـ الأمل الأهلاوي يتركز في نظرة مستقبلية لعشرة عناصر مثلت منتخب الناشئين وغابت عن فريقه في نهائي كأس الإتحاد السعودي بالأمس، وتخيلوا أن فريقًا يفتقد لعشرة عناصر يتأهل لنهائي ويهزم الفرق وهو ما يعطي دلالة بوجود طاقات مميزة أخرى في هذا الفريق وكذلك اختيار خمسة عناصر من فريق درجة الشباب للمنتخب.. خمسة عشر عنصرًا هم مستقبل الأهلي يحتاجون فقط للثقة والتحفيز والاعتداد بالنفس.