|


محمد الشيخي
كأس الخليج لا كأس المجنسين
2009-01-09
اسمها كأس الخليج أي أنها بطولة تجمع شباب الخليج في تنافس رياضي شريف هدفه الأسمى الالتقاء وهدفه الفني الارتقاء بالكرة الخليجية وبلاعبيها المواطنين وليس الوافدين.. فمنذ خرجت فكرة كأس الخليج إلى حيز التنفيذ وهي تستحوذ على اهتمام أبناء الخليج وكهولها فتجمع بينهم لقاءات المحبة والأخوة وتزرع بينهم الألفة وتساعدهم على بناء إمكانيات بشرية من خلال التنظيم ومنشآت رياضية عملاقة نقلت بلدان الخليج لمصاف البلاد المتطورة على الصعيدين الرياضي والشبابي.. إلا أن كأس الخليج أخذت في السنوات الأخيرة منحى آخر جعلت هذه البطولة تخرج عن أهدافها خاصة فيما يتعلق باكتشاف المواهب المواطنة وإبرازها وإعطائها الفرصة للمشاركة في محفل يعنى باكتشاف المواهب وتقديم الأسماء الواعدة طالما أنه لا خاسر في هذا التجمع الشبابي الهادف للتنافس وليس للتناحر فقد ركزت بعض دول الخليج على تحويل بطولة الخليج إلى بطولة للمجنسين بمشاركتهم على حساب أبناء البلد وإذا كنا قد قبلنا عذر مسؤولي هذا البلد أو ذاك في صغر المساحة أو ندرة المواهب فإن من غيرالمعقول أن تتحول كأس المعني بها أبناء الخليج إلى ساحة لاكتشاف إمكانيات لاعبين من البرازيل أو أدغال أفريقيا أو أوروبا.
ـ أذكر مثالاً أنني شاهدت لاعبي منتخب خليجي لعب مؤخراً مباراته الافتتاحية أمام المنتخب السعودي في كأس الخليج التاسعة عشرة في مسقط لم يستطع كثير من لاعبيه ومن يحملون ألوانه ويدافعون عن شعاره ترديد نشيد السلام الوطني لبلادهم المنتمين إليها حديثاً ووصل بهم الحال لأن يتحاشوا الالتقاء بوسائل الإعلام خشية الإحراج وهؤلاء ما من لوم عليهم إنما اللوم على من وضعهم في هذا الموقف وأبعد أبناء البلد ومواهبه عن بطولة تعنيهم أولاً وأخيراً وهنا أقول لا بأس من مشاركة الوافدين أو المجنسين حديثاً في بطولات قارية ودولية إنما في بطولة الخليج فهو أمر تستصعبه شعوب الخليج الأصلية وأبناؤها الذين أصبحت كأس الخليج بالنسبة لهم مجرد حدث عابر بعد أن كان حدثاً يستوقف الصغير والكبير على السواء ويجمع أبناء بلدان الخليج في بلد واحد تحت راية الحب والإخاء والتنافس.
ـ في البطولة الخليجية الحالية أعجبني منتخب عمان بلاعبيه (أبناء عمان) وحماسهم وإصرارهم على ألا يغادر هذا الكأس أرضهم فشاهدنا عرضاً جميلاً للمستضيف أمام بطل آسيا الجريح وأعجبني كذلك منتخب الكويت رغم ظروف استعداداته وهو بالمناسبة مرشح للبطولة.. ولفتت نظري الصورة الفنية غير الجيدة للمنتخب السعودي الكبير في أول مبارياته أمام قطر ولن يكون لقاؤه الثاني أمام اليمن أمس مقياساً للحكم عليه مهماً كانت النتيجة أما المنتخب العراقي فقد كان ضحية لكثير من الآراء والأهواء والاتجاهات في الشأن الكروي الداخلي ثم ضحية لظروف مباريات لم تخدمه في بداياتها فكانت النهاية سيئة أمام البحرين ثم
عمان وهم المنتخب العراقي الآن هو تصحيح الصورة أمام الكويت الذي دخل هذه البطولة خجولاً من وضعه ثم أصبح واثقاً من نفسه مغروراً بصولاته وجولاته السابقة في تاريخ دورات كأس الخليج، أما البحرين فقد قدمت مستوى جميلاً أمام العراق وكسبته مستوى ونتيجة ودخلت مباراة الكويت باستعلاء فخسرت ومع ذلك أضاعت كماً وافراً من الفرص السهلة والمضمونة في تلك المباراة الغريبة.
بقي أن نعرف أن ترشيح منتخبات بعينها لهذا الكأس فيه استعجال لكون الصورة لم تتضح فنياً بشكل كبير وإن كانت عمان والكويت والإمارات وحتى قطر في جاهزية فنية وتكتيكية أفضل من ممثل الخليج والعرب في كأس العالم المنتخب السعودي.