|


محمد الشيخي
جماهير النادي أم جماهير الفريق؟
2008-11-01
ـ من حق جماهير الأهلي أن تغضب وتتبرم من نتائج الفريق الأول لكرة القدم في دوري المحترفين حتى الآن، وهي التي تعرف بملاصقتها للنادي وأخباره التجديدات التي طالت الفريق منذ بداية الموسم.. من عناصر جديدة تم استقطابها و جهاز فني جديد يحتاج إلى وقت كاف لتتضح لمساته، ومن حق جماهير الأهلي أن تبدي استياءها من مردود المحترف النيجيري قودوين، ولكنها يجب أن تتذكر أيضاً أنها خلال الفترة التي سبقت التعاقد معه كانت تطالب بإلحاح بسرعة إنهاء التعاقد مع قودوين، كون هذه الجماهير الطيبة المعروفة بعشقها أدركت بمتابعتها لدوري أبطال إفريقيا أهدافه الخرافية التي سجلها في أعتى الفرق الإفريقية بأنه ربما يكون ضالة الأهلي في الهجوم، ولكن هذه الرؤية لم توفق حتى الآن، وأصبح اللاعب يعيش حالياً ضغوطاً معنوية كبيرة تطالبه بإثبات الوجود خلال الشهرين المقبلين وإلا فإنه سيجد الباب مشرعاً للخروج من الأهلي.
ـ لو فكرنا بشكل منطقي أكبر لوجدنا أن الأهلي ليس وحيداً في هذا الجانب، فالأندية الكبيرة عاشت نفس التجربة والأدلة حاضرة، فالنصر يعاني من محترفه رزاق، والهلال ينتظر سطوع نجم محترفه السويدي ولهامسون، والاتحاد تورط في فترة سابقة بداية هذا الموسم مع بخاري.. والقائمة تطول ماضياً وحاضراً وربما مستقبلا، إلا أن ما أغفله الأهلاويون غير النتائج غير المرضية حتى الآن في دوري المحترفين هو أن الفريق الأهلاوي الآن في نهائي كأس الخليج، ومن الممكن أن يحققها وعندها ستختلف معايير الرؤى والأحكام، كما أن أمام الفريق كأس خادم الحرمين وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل، علاوة على أن آماله في الدوري لم تنته بعد، ولا ننسى كذلك أن الأهلي الذي انطلق بشكل جيد في تصفيات بطولة الخليج ولم يخسر لم يكن سيئا في مبارياته في دوري المحترفين، وسجل مستويات مرتفعة في بعض المباريات وانضباطاً تكتيكياً أشاد به الكثير من المتابعين، وفي نفس الوقت تتفاجأ أحياناً أن الذي يلعب أمامك هو نفسه الأهلي الذي قدم تلك المباريات الكبيرة.. لنترك الحكم الجائر وسط هذه الظروف، ولتكن هناك فرصة لهذه العناصر لتثبت أنها بالفعل تمثل الأهلي الكيان الكبير ولا يعنيها ما يقال عنها متى ما قدمت إمكانياتها.
ـ نسي الأهلاويون أو تناسوا وغيرهم من بقية الشرائح أن فريق كرة القدم الأول هو فقط من يتأرجح بين رفض نتائجه أحيانا وقبول مستوياته أحيانا أخرى، أما فريق درجة الشباب لكرة القدم فقد تأهل للمباراة النهائية في كأس الاتحاد أمام النصر، وفريق درجة الناشئين تأهل أيضا للنهائي أمام حطين، والألعاب المختلفة لم تخسر أي لقاء على مستوى الفرق الأولى حتى الآن.. فماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أن هناك أكاديمية ليس لها مثيل هنا في المملكة بدأت تعطي ثمارها، وخطة حكيمة رسمها الأمير خالد بن عبدالله ظهرت إيجابياتها، وإدارة مثابرة في النادي الأهلي تعمل على كل الألعاب وليس فريق كرة القدم فقط.. وهنا الفرق.
ـ عازفو (السمسمية) هم أول من يعلم أن الأهلي حقق بطولة الدوري ثلاث مرات، بينما ناديهم لم يحققها حتى الآن وربما يكون ذلك هذا الموسم أو موسم آخر.. لذا فمن المنطق القول بأن الأهلي هو فارس الكبار، ويحفظ له التاريخ إنجازاته مهما تطاول الصغار.