|


محمد الشيخي
لجنة الانضباط.. الصفحة محجوبة
2008-09-20
مما لا شك فيه أن الفوز الذي حققه الأهلي على الشباب يعتبر محطة مهمة للأهلي بالذات للتحول نحو ميدان المنافسة بهزيمة فريق كبير يعد من وجهة نظري أفضل فريق سعودي من حيث الزخم العناصري والانسجام والتنظيم وانتصار جاء في وقته تماماً ليلغي مفاهيم حاول بعض الأهلاويين وغير الأهلاويين إلقاء شباكها حول الفريق بدافع حب أو غيره أو استهداف وبعضهم كان متشنجاً في تناوله لأحداث مباراة النصر مصوراً إياها بأنها النهاية وليست البداية وهؤلاء لا يمكن مصادرة آرائهم بحكم صدمة التغيير على مستوى النتائج فهم كانوا يتوقعون أن يواصل الفريق الأهلاوي مسلسل نتائجه الإيجابية التي بدأها بتصفيات البطولة الخليجية حتى وان قيل إن مستوى فرقها لا يقارن بمستويات فرق الدوري السعودي.. ليس هذا مهماً بل المهم هو أن لاعبي الأهلي تحملوا عبئاً نفسياً كبيراً بعد خسارة النصر وهم يهبطون إلى ميدان مباراة الشباب ونجحوا في ترجمة إصرارهم على تخطي الحاجز النفسي وتحقيق فوز ثمين بحكم أنه كان أمام الشباب وبعد خسارة الفريق أمام النصر ثم إنه أعاد التوازن للأهلي لو تعثر في وقت حرج تتوقف بعده المسابقة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك بمعنى أن الأهلي لو تعثر في هذه المباراة فسيعيش ضغوطاً نفسية لا طاقة لبعض لاعبيه الشباب بها حتى موعد مباراة أبها المقبلة.
الأهلي قدم نفسه بصورة فنية جيدة في الشوط الثاني للقائه أمام الشباب والذي زج فيه مالدينوف باللاعبين مالك معاذ وتركي الثقفي ليحرر بعمله الهجومي حسن الراهب وليقلب الأهلي خسارته بهدف إلى فوز بهدفين ويشعل معها المدرجات الأهلاوية الخضراء التي تفاعلت مع اللاعبين وساهمت بإيجابية في تحقيق الأثر المعنوي الفعّال لدى اللاعبين، وهذا الدور التفاعلي والحضور الكثيف يؤكد أن جماهير الأهلي هي الأكبر في حضورها المؤثرة في مساندتها والدليل مباراتا الأهلي أمام النصر ثم الشباب، ففي مباراة النصر كان جمهور الأهلي يوازي جمهور النصر على الرغم من أن المباراة في الرياض، وفي المباراة الثانية وفي يوم مليء بست جولات دوري ومباراة للأهلي في درجة الشباب إلا أن جمهور الأهلي ملأ الملعب وترك الحكم للمنصفين.
أما الإنصاف الآخر فينبغي أن يكون لحكم مباراة الأهلي والشباب خليل جلال ومساعديه الأسمري ومظفر فقد كانوا حلقة من حلقات نجاح المباراة فنياً بالسيطرة عليها والتعامل بصرامة مع تصرفات بعض اللاعبين وخشونتهم واستحق نايف القاضي وزيد المولد بطاقتيهما الحمراوين أما حسن معاذ فهو يستحق أكثر من بطاقة حمراء، فهذا اللاعب يحتاج إلى قرار تربوي جديد من إدارة البلطان الواعية على غرار القرار التربوي الذي تم بموجبه إيقافه لاعتدائه على أحد زملائه بالضرب في أحد تدريبات الفريق الموسم الماضي وأظن أن تأثير إبعاده عن المنتخب لا يزال مسيطراً على تصرفاته فتراجع مستواه وخفت ضوء موهبته وربما يقودنا ذلك إلى مطالبة لجنة الانضباط للقيام بدورها الغائب تجاه مثل هذه المواقف التي يتعرض لها ثروات كروية يعتمد عليها المنتخب أمثال الخلوق مالك معاذ الذي لم يشتكِ كما اشتكى بمرارة بعد لقاء الأهلي والشباب.
نقطة مهمة لفتت نظري في أوساط الأهلاويين حتى بعد الفوز على الشباب ويجب التنبه لها وهي أن هناك من تجاوز في النيل من لاعبي الأهلي وتجريحهم بعيداً عن النقد الهادف ولا أدري ما الهدف من مثل هذه التجاوزات المعلنة والشتم مع أن الكل يُدرك خلفيات هذه التأثيرات وانعكاساتها على النتائج.
نقطة أخيرة
الواقعية وعدم الإفراط في التفاؤل مرتبطان بالوعي فهل نحكّم عقولنا قبل قلوبنا؟