(بخاري الاتحاد) ليس اللاعب الأول في قائمة اللاعبين (المضروبين) إن كان بالفعل كذلك فالقائمة تطول في الاتحاد وفي غيره من الأندية وربما أن تمكينه من فرصة إثبات الوجود قرار عاقل وسط الآراء المندفعة والمجنونة وإلا فماذا سيروي عنا (البخاري) عند عودته إلى دياره غانماً وبماذا سيصف قرار إبعاده فيما لو صدر هذا القرار متسرعاً كعادة أنديتنا في التعامل مع الصفقات؟.. ولعل ما أغضب الجماهير الاتحادية أن مبلغ التعاقد معه كما ذكرت إحدى الصحف التهم حصتي الاتحاد الأولى والثانية من عقد الاتصالات ليبدو السؤال جلياً: من ورط الاتحاد في (بخاري)؟ ولماذا تبدو الإدارة الاتحادية فقط في دائرة الاتهام دون استذكار أن الصفقة التي استنزفت أموال النادي عندما ظهرت معالمها الأولى وانتشرت أخبارها في الصحف كان هناك كما يبدو في الصورة أشخاصاً وراءها يريدون كما يزعمون من خلالها دعم النادي، إلا أنها (لغم) للنادي فجر الشرارة الأولى في عالم تعاقدات الأندية السعودية وقس على ذلك مستقبلاً إلا أن حجم الخسارة المادية لا يوازي الخطأ الكوارثي في التعاقد مع (بخاري) وبهذا المبلغ الضخم فلو اتجهنا لجار الاتحاد الأهلي لوجدنا إدارته سلكت أسهل الطرق في التعاقد مع لاعبين معروفين بإمكانياتهم الجيدة والمثمرة وليس الخارقة فعادل معيزة على سبيل المثال قدم مستويات كبيرة مع ناديه وفاق سطيف الجزائري في دوري أبطال العرب وفي المسابقات المحلية في الجزائر والنيجيري قودوين مهاجم مميز وهداف بارع شاهدناه في دوري أبطال أفريقيا مع الهلال السوداني والبرازيلي هاريسون لاعب وسط يدرك إمكانياته مدرب الأهلي مالدينوف بعد متابعته في البرتغال وحينما حضر أشاد المتابعون بلمساته الفنية وإمداداته الجيدة لخط الهجوم من واقع ما قدمه في المباريات الودية الثلاث التي خاضها الأهلي حتى الآن.. وكل ذلك ليس مقياساً لنجاح صفقات الأهلي قبل بداية المعترك الحقيقي للموسم إلا أن ما أود التركيز عليه هو أن الإدارة لم تغامر في أسماء تظل مثار جدل واهتمام دون مردود إيجابي.. في الهلال والنصر والشباب تسير الأمور بهدوء ودون ضجيج كون هذه الفرق أنهت غالبية تعاقداتها ورسمت طريقها للمحافظة على وهجها الذهبي الذي حصدته العام الماضي وتبدو ملامح الموسم المقبل من خلال الحضور الفني القوي المتوقع من الأندية الكبيرة التي استغل بعضها عقوده الاستثمارية الاستغلال الأمثل وتاه بعضها في بحر الصراعات ورغبة الاحتكار وتفعيل دائرة النفوذ!
ـ ليس غريباً أن يجد النادي الأهلي إشادة جديدة في تنظيم ملفه المتميز في سياق الاستعدادات لدوري أندية المحترفين فقد شهد الاجتماع الأخير للأندية في جدة إنصافاً لتخطيط أهلاوي مثمر ورغبة خضراء في التميز.. فطريقة الأهلي فقط أغرت الآخرين بملاحقة أفكاره ومحاولة الحصول على أسرار التخطيط وبنوده وهو أمر أضحى طبيعياً امتداداً لخطوات الأهلي المتفردة في كل مجال.. قد يكون التنظيم مهماً ولكن هناك أبعادا أخرى يرجى تحقيقها من وراء التنظيم وتتمثل في الصورة المثلى التي يجب أن تكون عليها أنديتنا وهي تتصدى لهذه المهمة الانتقالية الجديدة نحو عالم الخصخصة والاستثمار.