|


محمد العاصمي
فزعة الفرحان
2011-10-27
منذ خسارة الفريق الاتحادي لمباراة الذهاب في جدة من شنبوك الكوري ولم يبق أحد من محبي الكرة السعودية ونادي الاتحاد الحريصين على إنجاز يسجل باسم الكرة السعودية قبل أن تنقضي هذه السنة إلا ونادى بأعلى صوته عن الخلل الإداري في الفريق والهوة الشاسعة بين المشرف على الفريق جمال فرحان وفريق العمل معه وبين الجهاز التدريبي بقيادة ديمتري والعاملين معه.. إلا أن إدارة ابن داخل رفضت الاستماع لكل هذه الأصوات وتمسكت بالفرحان والفوال وسليمان حتى طار الفرح الآسيوي عصر أمس على يد شنبوك الكوري.
لن أختلف مع من يقول بأن ديمتري شاخ على التدريب وأنه ليس المدرب المناسب لطموحات الاتحاد وغير ذلك من الكلام المستهلك الذي سمعناه كثيرا.. ولكن بالعودة إلى الوراء قليلا وتحديدا عندما أقالت إدارة الاتحاد المدرب اوليفيرا وحضر ديمتري ليتسلم زمام الاتحاد فنيا في وقت من أصعب الأوقات نفسيا وإداريا ومن جميع النواحي واستطاع ديمتري أن يصل بالاتحاد إلى المباراة النهائية من كأس خادم الحرمين الشريفين ويصل به أيضا إلى دور نصف النهائي من البطولة الآسيوية سواء بقدراته الفنية أو بقدراته في إعداد اللاعبين نفسيا أو بأي طريقة كانت فما الذي تغير على ديمتري منذ ذلك الوقت؟ لم يتغير عليه سوى الجهاز الإداري بقيادة جمال فرحان وإدارة النادي بقيادة اللواء بن داخل ومن هنا بدأ الخلل..فاللواء بن داخل أتى ليقدم فكرا جديدا وعملا يرغب في تنفيذه واختار له الإداوات التي يراها مناسبة وهو حق له لا يختلف عليه اثنان..ولكن مكمن الاختلاف هو في التوقيت فأنت كنت تسعى للحصول على البطولة الآسيوية وكان يجب عليك التريث في أي تغيير تريد أن تجريه لحين الانتهاء من هذه المشاركة ولكنك رفضت كل الأصوات التي نادت بذلك وأصررت على أن تبعد كل المخلصين الذين كانوا ولا يزالون يبحثون عن مصلحة الاتحاد فقط دون التفكير في الأسماء العاملة في النادي.
الأمثلة كثيرة على الأخطاء الإدارية في الفريق بدءا من سوء علاقة فرحان بالجهاز التدريبي والتي انطلقت شرارتها عندما قام الفرحان بالاجتماع باللاعبين في ملعب النادي دون علم المدرب مع أن العالم كله يعرف جيدا أن الملعب هو ساحة المدرب التي لا ينفذ فيها شيء دون علمه ناهيك عن أن الاجتماع كان للانتقاص من قدرات المدرب أمام اللاعبين؟
مثال آخر عندما أجرى المشرف على الفريق جمال فرحان لقاء تلفزيونيا مع إحدى المحطات الفضائية ليلة مباراة الذهاب في جدة من داخل النادي في الوقت الذي كان يجب عليه أن يبعد كل المؤثرات الجانبية عن اللاعبين لزيادة تركيزهم في اللقاء..وجاءت الثالثة الموجعة عقب نهاية مباراة الأمس عندما ظهر علينا مراسل إحدى المحطات الخليجية ليقول لنا بأن جمال فرحان أسر إلى المقربين إليه بأنه سافر مع الفريق إلى كوريا (فزعة) بسبب وفاة والدة رئيس النادي وأنه بصدد تقديم استقالته ومن يذهب فزعة فإن عمله لن يتعدى تلك الفزعة وما يعرفه الجميع أن الأندية هي من تصنع الأسماء وليس العكس وأن الفضل والمنة للأندية على من يعملون فيها وليتك أخذت من القليل من حارس المرمى مبروك زايد الذي خاض المباراة ووالده في العناية المركزة شفاه الله ولم يتحدث عن الفزعة لأنه يعلم أن لنادي الاتحاد الفضل في ظهوره ومعرفة الناس له..وما دام العمل في نادي الاتحاد أصبح فزعة فليس مستغربا أن تؤول إلى ما هي عليه الآن.
أما الآن فلن يجدي البكاء على اللبن المسكوب وجماهير الاتحاد تنتظر من رئيس ناديها أن يصحح الأمور ويعيدها إلى نصابها الطبيعي فالجهاز الإداري أثبت فشله في التعامل مع الفريق طيلة الفترة الماضية وليس عيبا أن تخطئ ولكن العيب أن تستمر في الخطأ بعدم أخذ مشورة من استبعدهم منذ بداية الموسم وهم كانوا سيكونون خير عون لك في مشوار رئاسة نادي الاتحاد.