في زمن (الكل بيحكي) على رأي أستاذنا عبدالرحمن الجماز، يطل علينا بعض من يدعون أنهم مؤرخون ويحاولون أن يقفزوا على الحقائق تارة، وتارة أخرى يحاولون أن يغيروها لصالح فريقهم المفضل، ومن الممكن أيضاً أن يأتوا بنصف الحقيقة ويتجاهلوا النصف الآخر.
لعل ما استوقفني مؤخراً، هو ما ذكرته بعض الأقلام الاتحادية عن لون نادي النصر، وأنه مأخوذ من لون الاتحاد (الأصفر) ومن لون الهلال (الأزرق)، وهذه محاولة قفز فاشلة جداً على الحقائق، لأنه وبحسب الوثائق التي يمتلكها مؤرخون (يعتد برأيهم)، ذكر سعود أبو حيدر (أحد مؤسسي نادي النصر)، أن تسمية النصر جاءت بناء على اقتراح من ثلاثة دكاترة كانوا يعملون بالمستشفى المركزي بالرياض، وكانوا يمارسون لعبة كرة القدم بالملعب الذي يقع أمام المستشفى، وحينما علموا أنه ناد تحت التأسيس ويبحث عن مسمى اقترحوا اسم النصر وتم اعتماده، بينما اللون فهو مستوحى من لون منتخب البرازيل، والذي فاز بكأس العالم عام 1958م، أي بعد تأسيس نادي النصر بما يقارب الثلاث سنوات، وتم اعتماد اللون إعجاباً بهذا المنتخب الكبير.
وهنا أسأل الأقلام الاتحادية وتحديداً من فتحت هذا الموضوع، من أين جاء لون الاتحاد يا هذا؟.. إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم.
فلون الاتحاد مستوحى من نادي (التحرير) السوداني، والذي لا يزال يلعب بالأصفر والأسود، وطبعاً ليس هناك أي عيب أو مشكلة، ولكنني أذكر (فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، طالما أنها (سيرة وانفتحت)!
ومن ثم وبحسب التواريخ الرسمية والمعلنة لتأسيس ناديي النصر والهلال، فالنصر تأسس عام 1955م، والهلال تأسس عام 1957م، أي بعد النصر بعامين فكيف يكون النصر استوحى اللون الأزرق من الهلال؟!!
وبعد هذا كله أقول لمن يعتقد أنه (جاب الذيب من ذيله)، النصر كيان منذ أن تأسس وحتى يومنا هذا، وهو مستقل بذاته ولم يكن تابعاً لأحد أو منشقاً من أحد.
نسيت أن أخبركم بأنه في رواية تاريخية يعرفها الاتحاديون جيداً، أن النادي تأسس من رحم الانشقاق والخلافات مع فريق الحجاز الرياضي.