الكلام دائما أسهل من الأفعال.. ومن السهل جدا أن ننظر.. وأن نطالب.. وأن ننتقد.. ولكن حينما نوضع على المحك الحقيقي نجد أن الأمر أكثر صعوبة مما كنا نتصور.. وأكبر من حساباتنا.. إننا كنا لا نفقه شيئا وبالرغم من ذلك ننتقد.
ـ ما تقدم ليس رسالة مبطنة.. وليس لغزا يبحث عن حل.. ولا طلاسم يصعب فكها.. ما تقدم هي حقيقتنا نحن معشر المتفرجين على كرة القدم.. نصرخ خلف التلفزة المدرب الفلاني لا يفهم.. واللاعب الفلاني مفلس وعالة على الفريق.. ونتمادى أكثر في الحديث بشأن القرارات وصناعها.. وننتقد.. ونطالب.. وننظر بثرثرة توهم من حولنا أننا الأفهم والأقدر.. ولو قدر لنا ونزلنا أرض الملعب لطلعنا (فالصو).
ـ حقيقة يعجبني المعلق السعودي ناصر الأحمد حينما ينتقد أحد اللاعبين أثناء تعليقه يستدرك على الفور من خلال مقولته الشهيرة "اللي ما يلعب يقول الميدان وسيع".. وهذه مشكلتنا دائما نعتقد أن الميدان وسيع ونحن خلف الشاشات، بينما اللاعب داخل الملعب يفكر خلال ثانية واحدة.
ـ أنا لا أتحدث عمن لديه دراية ومعرفة ويمتلك موهبة كرة قدم.. ولكن أتحدث على من ليس لديه من أبجديات وفنيات الكرة أي شيء وبالرغم من ذلك تجدهم يحشرون أنفسهم ضمن قائمة التنظير.. وحينما تسمعهم تعتقد أن زاجالو.. والبرتو.. أو غيرهم من عباقرة التدريب أمامك وحينما تمنحهم الكرة كاختبار عملي وتطلب منهم النزول إلى أرض الملعب تأتيك حقيقتهم المرة.. ولا تستحي أن تصرخ بهم قائلا "السكوت أبرك".