قبل كل شيء، لا بد أن أقول أمرين مهمين: أولهما أن على النصراويين تقديم جزيل الشكر لرئيس ناديهم الأمير فيصل بن تركي الذي تصدى بشجاعة للقضايا المالية الضخمة، ونجح ـ كما وعد ـ في إنهائها، وتمكن النصر من قيد محترفيه، بل تسلم لاعبوه حقوقهم المتأخرة..
ـ الأمر الثاني أنني أكتب هذه المقالة قبل لقاء الفيصلي والنصر، وبالتالي موضوعها لا يتعلق بنتيجتها، سواء فاز النصر أو خسر..
ـ في أكثر من مناسبة قال النصراويون إن "اللجنة الفنية" هي التي تتصدى وتتحمل بنسبة كبيرة ملف التعاقدات مع محترفين أجانب، وعلى هذا المفهوم أكتب هذه المقالة موجهًا انتقادًا شديدًا لهذه اللجنة، إذا كانت بالفعل هي من تولى ملف التعاقدات..
ـ قبل كل شيء أؤمن بأن من المبكر جدًّا الحكم الفني على مستوى المحترفين الأجانب، لكن هناك بعض المؤشرات التي تجعلنا نحكم ولو على بعضهم أو "تحديدًا" آلية اختيارهم..
ـ سأبدأ من البرازيلي ليوناردو الذي شاهدناه يلعب على الطرف الأيسر، ولا أعتقد أنه يختلف كثيرًا عن الكرواتي توماسوف!! وبالتالي طالما لم يكن النصراويون قادرين على تعويض توماسوف بمن يفوقه فنيًّا بشكل كبير؛ فكان من الأجدى الإبقاء عليه..
ـ سعد لكرو وويليام جيبور يحتاجان إلى مزيد من المباريات بغرض الانسجام مع الفريق، وبالتالي إصدار الحكم عليهما.. أما برونو ففي تصوري ـ وربما أغلبية النصراويين ـ فاستمراره قرار جيد، وإن كان النصراويون قد تأخروا كثيرًا في حسم أمره وهذا أثر في جاهزيته..
ـ الثنائي "المغربي" فوزير و"المصري" حسام غالي لاعبان متميزان للغاية.. الأول تألق في البطولة العربية.. والثاني تاريخه يشهد له مع النصر وفي أوروبا.. ولا أشكك في مستواهما الفني، إنما آلية اختيارهما وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال..
ـ اختيار هذا الثنائي أعطاني ـ وربما معي كثيرون ـ أن النصراويين ـ وتحديدًا اللجنة الفنية ـ لم يبذلوا جهدًا كبيرًا في البحث عن محترفين أجانب متميزين!!..
ـ وبمجرد بروز فوزير تم التفاوض معه.. وبمجرد ظهور غالي مع الأهلي تم التفكير في إعادته!!..
ـ لو كان النصراويون يبحثون بالفعل بطريقة جيدة لربما شاهدوا فوزير في الدوري المغربي، وتم التعاقد معه بنصف عقده الحالي الذي وصل إليه بعد تألقه في البطولة العربية!!..
ـ أما غالي فتم التفكير فيه بعد ظهور محاور الارتكاز في فريق النصر بمستوى متدن للغاية في البطولة العربية، وبات من الضروري البحث عن محور ارتكاز غير سعودي؛ فكان حسام غالي أمامهم!!.
.
ـ أي أن النصراويين لم يفكروا أصلاً في محور ارتكاز غير سعودي!!..
ـ السؤال: ماذا لو لم يشارك أو يتألق فوزير في البطولة العربية؟!! هل كان سيعرفه النصراويون؟ ولو لم يظهر لاعبو محور ارتكاز النصر بذلك المستوى المهزوز في الإسكندرية هل سيفكر النصراويون في محور ارتكاز غير سعودي؟؟..
ـ هذا التأخر أو "الفوضى" في التعاقد كان نتيجتها تأخر صدور تأشيرتي الدخول لفوزير وغالي، ومن ثم انضمامها لتدريبات الفريق!!..
ـ سؤال أخير: إذا أنهى النصروايون قضية الرخصة الآسيوية؛ فهل سيخوض النصر منافسات دوري أبطال آسيا بثلاثة محترفين أجانب، أم في الفترة الشتوية سيرحل أحد السداسي الحالي ويتم التعاقد مع محترف آسيوي؟..
ـ أسئلة الإجابة عنها تعكس آلية معايير اختيار النصراويين للمحترفين الأجانب!!.
ـ أتذكر أن الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر قال عندما تولى رئاسة نادي النصر قبل عدة سنوات: "سأجعل النصر برشلونة آسيا"..
ـ الأموال التي دفعها "كحيلان" طيلة السنوات الماضية كفيلة بأن تجعل النصر أفضل من برشلونة، لو وفق فيصل بن تركي بمجلس إدارة متمكن وإدارة كرة متميزة..
ـ افتقد الأمير فيصل بن تركي الإدارة الجيدة فراحت أمواله هباءً!!