اشتهر العرب بكثرة أمثالهم التي تعكس طبيعة حياتهم..
- قد يتفق كثيرون مع الأمثال العربية ومدى منطقيتها وأخذ العرب بها، بينما يرى آخرون ـ وأنا أحدهم ـ أن بعض الأمثال العربية وتمسك الرعب بها كانت سببًا رئيسًا من تخلفنا في كثير من المجالات!!.
- ليس عيبًا أن يكون لدينا تراثنا وأمثالنا، بل بالعكس هذا أمر نفخر ونفاخر به لأنه يعكس إرثًا وتاريخًا قديمًا للعرب..
- لكن لا يجب أن نجعل بعض التراث أو الأمثال هي من يسيرنا في كثير من تعاملاتنا الحياتية تحت مفهوم "المثل يقول"، وكأن هذا المثل كلام منزل لا يجب الحياد عنه!!.
- بمعنى أننا ـ أو بعضنا ـ نسمح لبعض أمثالنا أن تكون مبررًا أو سببًا في تأخرنا الفكري أو ابتعادنا عن العمل المؤسساتي..
- على سبيل المثال "الصمت حكمة"، مثال نكرره في كثير من المناسبات دون أن نـتأكد هل استخدامنا له في هذا الموقف مناسب أم لا!!.
- صحيح أن الصمت في بعض المواقف يعد حكمة لمنع تصاعد المواقف، وليس شرطًا أن الصمت نتاج ضعف من الصامت..
- لكن في مواقف أخرى لا يعد "الصمت حكمة"، بل ربما يتحول إلى غموض يزيد الأمور تعقيدًا، وهنا لا يصبح الصمت حكمة، بل إن الحديث والتوضيح هما الحكمة..
- ما يحدث حاليًا من "صمت" من قبل اتحاد كرة القدم تجاه بيانات إدارة نادي الشباب المتتالية لا يعد حكمة على الإطلاق..
- بل إنه ـ أي صمت الاتحاد ـ أثار أسئلة عديدة في أوساط كرة القدم السعودية، أهمها هل الاتحاد ضعيف ولا يملك القدرة على الرد على نادي الشباب؟!.
- أم أن نادي الشباب في موقف توثيقي قوي للغاية يجعله يصدر البيانات المتتالية ويجبر اتحاد الكرة على الصمت؟؟.
- اتحاد كرة القدم جهة رسمية ولا يجب أن يأخذ من مثل "الصمت حكمة" عنوانًا لعمله وتعاطيه مع الوسط الكروي السعودي..
- على اتحاد الكرة أن يتخلى عن صمته الغريب والمحير ويرد بكل شفافية ووضوح على كل بيانات إدارة نادي الشباب التي وصلت اليوم إلى شكوى رسمية ضد اتحاد الكرة لدى الهيئة العامة للرياضة، وكذلك اللجنة الأولمبية السعودية..
- كان ـ بل وما زال ـ من المفترض ألا يصمت اتحاد الكرة ويتجاوب علنًا مع كل بيان شبابي ويوضح الحقيقة..
- اليوم أتمنى ألا تمتد عدوى الأمثال العربية للجنة الأولمبية السعودية والهيئة العامة للرياضة، وتتعامل الجهتان بمثل "الصمت حكمة" مع شكوى نادي الشباب!!.
- أنا ـ ومعي كل رياضي شريف ـ لا يعنينا نادي الشباب ولا اتحاد الكرة ولا اللجنة الأولمبية ـ مع خالص الاحترام للجميع ـ، بقدر ما نبحث عن الحقيقة والنزاهة سواء كانت هنا أو هناك..
- أما الصمت حكمة فبات "مثلًا" لا يخدم العمل المؤسساتي، بل إنه يدفعنا للتأخر كثيرًا حتى نصل إلى "حب الخشوم" في إصلاح الكثير من تعاملاتنا الحياتية بما فيها التعاملات الرياضية!!.
- أجدد الفخر والمفاخرة بتراثنا العربي، وكذلك أمثالنا العربية بشرط أن نستخدمها في التوقيت والزمان المناسب..