أعود من جديد للحديث عن سلبيات قرار المحترفين الأجانب الستة، الذي أقره اتحاد كرة القدم.

ـ عندما أقول (سلبيات) فهذا لا يعني أنه ليس للقرار إيجابيات، إذ قد يكون من إيجابياته (الحد) من (تضخم) صفقات انتقال المحترفين السعوديين بين الأندية السعودية.

ـ لكن هذا القرار (سيصب) في مصلحة الأندية غير السعودية، إذ إن رفع عدد المحترفين إلى 6 لاعبين (وبشكل سريع ومفاجئ) دفع الأندية (السعودية) إلى (سرعة) البحث عن محترفين للتعاقد معهم.

ـ هذه السرعة في البحث دفعت بالأندية (غير السعودية) إلى رفع مطالبتها المالية لعلمها بأن الأندية السعودية حريصة على سرعة التعاقد!.

ـ أتمنى ألا تذهب الأندية السعودية (ضحية) لمبالغات هذه الأندية فالمحترفون موجودون في كل بقاع العالم ومن يبحث جيداً يجد اللاعب المتميز دون مبالغة في صفقته المالية.

ـ سأضرب مثالاً على مبالغة الأندية (غير السعودية) الذي حدث وهو بداية للمزيد من المبالغات.

ـ التونسي علي معلول (ظهير أيسر) انتقل العام الماضي من الصفاقسي التونسي إلى الأهلي المصري لأربعة مواسم نظير (200 ألف يورو) إضافة إلى شرط جزائي للتخلي عن اللاعب بلغت قيمته (500 ألف يورو).

ـ أي أن إجمالي الصفقة بلغ 700 ألف يورو (3 ملايين ريال سعودي).

ـ اليوم تتحدث الأنباء (ولا أعلم عن صحتها) بأن إدارة نادي النصر السعودي تفكر في التعاقد مع علي معلول لسد ثغرة الظهير الأيسر وأن النادي الأهلي المصري قد طلب مليوني يورو (ثمانية ملايين وخمسمائة ألف ريال) لإتمام الصفقة!.

ـ نعم النصر يعاني بشكل واضح من ضعف كبير في مركز الظهير الأيسر. ونعم التونسي معلول لاعب متميز في هذا المركز مع الأهلي المصري ومنتخب تونس.

ـ ونعم من حق الأهلي المصري البحث عن مكسب مادي من وراء الصفقة على اعتبار أن الاحتراف عرض وطلب إلى جانب أن الأهلي المصري يريد سيولة مالية يعوض بها رحيل معلول.

ـ أكرر القول إن هذه أنباء لا أعلم عن صحتها ولو افترضنا صحتها فهي صفقة مبالغ فيها سيقع النصر ضحيتها خاصة أن إدارة الأهلي المصري ستجد في إفريقيا لاعباً يعوض رحيل معلول بمبلغ لا يتجاوز ربع مليون يورو!.

ـ من حق إدارة الأهلي المصري (استثمار) حاجة النصر لظهير أيسر خاصة بعد (مخالصة) حسين عبدالغني لكن أيضاً على إدارة النصر أن تبحث جيداً وستجد لاعباً في مواصفات معلول وبربع المبلغ الذي تطالب به إدارة الأهلي المصري.

ـ أعتقد أن النصر (وكثير من الأندية السعودية) ستذهب خلال الأيام المقبلة ضحية صفقات مالية مبالغ فيها بسبب حرص أنديتنا على سرعة التعاقد وليس لديها الوقت للبحث وتريد لاعباً جاهزاً حتى لو كان بثلاثة أو أربعة أضعاف قيمته الحقيقية!.

ـ في تصوري أن اتحاد كرة القدم (بقراره المتسرع) سيكون سبباً من أسباب وقوع الكثير من الأندية السعودية ضحايا لصفقات محترفين مبالغ فيها للغاية.

ـ لو أن اتحاد الكرة عندما أصدر قرار المحترفين الستة ربط تطبيقه بالموسم بعد المقبل لكان أمام الأندية فرصة البحث دون تسرع وستجد ضالتها من المحترفين في العالم العربي وإفريقيا وأمريكا اللاتينية دون مبالغات مالية.

ـ عندما تبحث عن منزل أو سيارة وتريدهما خلال أسبوع فإن من يملكهما سيرفع السعر لعلمه بحاجتك لهما.

ـ أما إذا لم تكن محتاجاً لهما اليوم وتستطيع الانتظار لستة أشهر أو أكثر فربما يتنازل صاحب السيارة والمنزل عن مطالبته المبالغ فيها أو قد تجد أفضل منهما بسعر معقول.