لا يمكن أن نقارن "السعودية" بشقيقتها "الإمارات" على صعيد المساحة أو عدد السكان، لكن هذا لا يمنع من القول إن عدد الأندية الرياضية لا يجب "على الأقل من وجهة نظري الشخصية" أن يكون مرتبطاً بالمساحة أو عدد السكان.
- علينا أن نفرق بين "مراكز الشباب" و"الأندية الرياضية".
- الأولى "مراكز الشباب" يمارس فيها الشباب هواياتهم ورياضاتهم المفضلة "حتى لو بشكل تنافسي لكنه ليس تنافساً رسمياً"، وهذه المراكز "يجب" أن تنتشر في كل أنحاء المملكة بدعم لا محدود من الدولة من منطلق "واجب" الدولة تجاه شباب الوطن.
- أما الأندية الرياضية فهي منشآت ومؤسسات يتم إنشاؤها ليس فقط من أجل "ممارسة" الهواية والرياضة المفضلة إنما وصولاً "عبر المنافسة" لتحقيق المنجزات للنادي ومن ثم الوطن.
- حديثي هنا سيقتصر على الأندية الرياضية على اعتبار أنها "من خلال منجزاتها المحلية والخارجية" تمثل واجهة وطنية علينا دعمها.
- المنجزات المحلية تتحقق نتيجة تنافس قوي وشريف بين الأندية، وهذه المنجزات ترفع من مستوى التنافس والإثارة بين كل المنتمين لهذه الأندية، وكلما ارتفع مستوى التنافس ارتفع مستوى "المنتج" وهو هنا الرياضي وتحديداً الفريق سواء كان في كرة القدم أو غيرها.
- وعندما يرتفع مستوى "المنتج" نصبح قادرين على اقتحام الحضور الخارجي ومن ثم تحقيق المنجزات.
- ولكي يتحقق كل ذلك لابد أن نبحث عن الأسباب التي تقود لهذا "المنتج" القوي والمتميز.... أقصد فرقاً كروية قوية.
- هناك أسباب كثيرة تقود "للمنتج" القوي، لكنني ما زلت "عند وجهة نظري" بأن أهمها وأبرزها هو "دمج" الأندية.
- دمج ناديين أو ثلاثة أو حتى أربعة تقع في منطقة متقاربة من بعضها أمر يساهم بإنشاء ناد واحد قوي على كل الأصعدة.
- عادة يكون في كل ناد نجم أو اثنان أو حتى أربعة يبرزون في ألعاب النادي المختلفة، وعندما يجتمعون في ناد واحد سيكون قوياً في كرة السلة والطائرة واليد والقدم.
- عندما يكون ناد واحد يكون من السهل دعمه "حكومياً" أو حتى من السهل إيجاد رعاة وشركاء استراتيجيين.
- بل عندما يكون نادي واحد "وقوي" يحقق المنجزات و"الأرباح" سيكون من السهل جداً "تخصيصه".
- حكومة دبي "عندما غابت أندية دبي عن المنجزات محلياً وخارجياً" أعلنت دمج ثلاثة أندية "الأهلي والشباب ودبي" تحت مسمى "شباب الأهلي دبي" ليتكون الاسم "الجديد" من الأسماء القديمة للأندية الثلاثة وحسب "أقدمية" إنشاء الأندية الثلاثة.
- وتحددت الألوان "الجديدة" لقمصان فرق النادي من "الأحمر والأخضر والذهبي" وهي الألوان "القديمة" لقمصان الأندية المندمجة.
- الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي قال معلقاً على قرار الدمج "نريد نادياً قوياً ينافس على المستوى الآسيوي".
- وبعد إعلان حكومة دبي قرار دمج الأندية الثلاثة، صدر قرار حاكم الشارقة بدمج ناديي الشارقة والشعب لذات الغرض الذي من أجله صدر قرار دمج أندية دبي.
- وتزامن مع دمج الأندية الإماراتية دمج ناديي الجيش ولخويا القطريين.
- كل ذلك يحدث من أجل صناعة أندية قوية "فنياً" إلى جانب بعد استثماري واقتصادي مهم للغاية.
- أناشد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد "بحكم أنه رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وبحكم الارتباط التنظيمي لهيئة الرياضة بالمجلس" أن يوجه "عاجلاً" بدراسة دمج العديد من الأندية السعودية من أجل "أولاً" تقليص الصرف الحكومي و"ثانياً" من أجل صناعة أندية قوية في مختلف الألعاب وثالثاً "وهو الأهم" البدء الحقيقي في مشوار "تخصيص" الأندية.
- لكن دمج الأندية لا يجب أن يكون على حساب "حرمان" شباب الوطن من ممارسة هواياتهم، إذ يجب مواصلة إنشاء المراكز الشبابية في كل أرجاء الوطن.