** موقف مؤثر للغاية حدث عند الساعة الثانية عشرة من منتصف نهار الأحد الماضي، عندما ودع إيمانويل ماكرون (الرئيس الجديد لفرنسا) فرانسوا هولاند (الرئيس المنتهية فترة ولايته).
** بمنتهى الديمقراطية استقبل هولاند (الرئيس المنتهية فترته) ماكرون (الرئيس المنتخب) واجتمعا ساعة كاملة، سلم خلالها هولاند مقاليد الرئاسة للرئيس الجديد، وهذا الأخير بدوره رافق الرئيس السابق على السجادة الحمراء إلى حيث تقف سيارته وودعه وسط تصفيق كل الفرنسيين.
** وقبل الخوض بموضوع المقالة والربط بينها وبين الرياضة السعودية، لابد من نبذة مختصرة عن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون.
** ماكرون (39 عاماً) يعد أصغر رئيس فرنسي لآخر 170 عاماً في التاريخ الفرنسي منذ لويس نابليون بونابرت الذي تولى السلطة عام 1848 وهو في الأربعين من عمره.
** أمر آخر من الضروري الحديث عنه، وهو أن ماكرون لم يقفز للسلطة قفزاً ولم يأت من باب خلفي بل تدرج في أكثر من منصب وأثبت حضوره في كلا المنصبين اللذين تولاهما قبل فوزه بالرئاسة.
** تولى ماكرون منصب مستشار الرئيس هولاند ثم اختاره الأخير وزيراً للاقتصاد قبل أن يستقيل (أي ماكرون) ويرشح نفسه للرئاسة.
** من اختار ماكرون لمنصبي المستشار ومن ثم وزير الاقتصاد هو الرئيس (المنتهية فترته) هولاند الذي كان أسعد الفرنسيين بفوز ماكرون بالرئاسة لأنه (أي هولاند) شعر بأنه أصاب عندما اختار هذا الشاب (الكفء) لمنصب مستشار ومن ثم وزيراً للاقتصاد.
** هولاند شعر بأنه اكتشف وقدم هذا الشاب (المؤهل) رئيساً لفرنسا.
** أعود الآن لربط ما حدث بين ماكرون وهولاند وما يحدث في أنديتنا.. ولأكون منصفاً (أغلب) أنديتنا وليس جميعها.
** الربط يأتي من جانبين هامين للغاية....أولهما (الجرأة) في تقديم ودعم المواهب والكفاءات الإدارية.
** والجانب الثاني (الشجاعة) في التخلي عن كرسي رئاسة النادي وفي نفس الوقت (التحلي بالروح الرياضية) في تسليم الرئاسة.
** هل تتذكرون أن أياً من رؤساء أنديتنا ساهم في تقديم كفاءة وموهبة إدارية ودعمها (أي الرئيس) بل ورشحها لرئاسة النادي؟
** بل ما يحدث هو العكس تماماً، حيث يسعى رئيس النادي للتضييق على الموهبة الإدارية الشابة بغرض (تطفيشها) وهو ما حدث في كثير من الأندية.
** الغريب أن الكثير من المواهب الإدارية الشابة التي تتعرض للمحاربة و(التطفيش) من قبل رؤساء الأندية يكونوا قد جاءوا باختيار الرئيس نفسه، لكنه (أي الرئيس) بمجرد شعوره بخطرهم يبدأ في محاربتهم.
** يقاتل بعض رؤساء الأندية (لإقناع) بعض المواهب الشابة بالعمل في مجلس إدارته، وعندما يشعر بكفاءته التي يراها (خطراً) عليه يبدأ مشوار إبعادهم.
** يتعب الشرفيون لإقناع الشخصية بقبول منصب الرئيس، وعندما يجلس على الكرسي يتعب (الشرفيون) ومعهم الجماهير في إبعاده عن منصبه.
** لا أتحدث عن ناد بعينه، ولكن هذه حال (الكثير) من أنديتنا على الصعيد الإداري.
** متى نستوعب درس هولاند – ماكرون؟