من تابع الإعلام الرياضي السعودي (بمختلف وسائله) خلال الأيام القليلة الماضية شعر بأننا في (أفسد) مجتمعات الأرض.
ـ لا صوت يعلو (تحديداً من قبل الأندية المهددة بالهبوط من دوري جميل) على صوت التحذير من التلاعب بالنتائج.. المقصود فساد كروي.
ـ نصف الكوب (الفارغ) وسوء النية كانا مقدمين على النصف (الممتلئ) وحسن النية.
ـ هناك فساد في كثير من دول العالم بل وحتى في أكبر مؤسسات كرة القدم ونعلم ماذا حدث خلال الفترة الماضية.
ـ لكن لماذا بات ما يسود مجتمعنا الرياضي (والكروي تحديداً) هو هذا التفكير (السلبي).
ـ لسنا مجتمعاً نزيهاً بالكامل ولسنا المدينة الفاضلة لكننا في الوقت نفسه لسنا بهذه الصورة السيئة التي يخرج بها من يتابع الأحداث الكروية!.
ـ إذا كان ما حدث في قضية المجزل جعل الكثيرين يؤمنون بوجود فساد التلاعب في النتائج فهذا أمر خطير وسلبي للغاية.
ـ نعم ما حدث في قضية المجزل أمر خطير ومرفوض لكن لا يجب إطلاقاً أن نعممه على أنه (القاعدة) وأن غيره (الاستثناء).
ـ من حق الأندية المتنافسة من أجل البقاء أن تحذر من شبهة التلاعب في النتائج وتبحث عن حفظ حقوقها.
ـ لكن أيضاً يجب ألا نغرس في نفوس كل المنتمين إلى وسطنا الرياضي (خاصة الشبان منهم) أن (الفساد) هو الأصل والقاعدة بينما أن (النزاهة) باتت هي الفرع والاستثناء.
ـ من أخطر الأمور أن تغرس لدى النشء الفكر التآمري والفساد الكروي بل والفساد بكافة أنواعه.
ـ من الصعب جداً أن (تنتزع) هذا الفكر بعد (غرسه).
ـ من السهل بناء الشخصية السلبية بينما من الصعب جداً بناء الشخصية الإيجابية.
ـ بناء الأولى يتم من خلال بث سريع وبسيط ومباشر عن الأمور السلبية مثلما يحدث اليوم من تعصب إعلامي أو من شكوك حول التلاعب بالنتائج.
ـ بينما بناء الشخصية الثانية (الإيجابية) يحتاج إلى جهود كبيرة ووقت أطول إذ لا بد من شخصيات تجيد إيصال المعلومة الإيجابية عبر قنوات الإعلام المختلفة إلى جانب محاضرات مكثفة تتحدث عن أهمية بناء مجتمع رياضي يجيد التنافس الرياضي النزيه والشريف.
ـ من السهل جداً أن نقول للمتلقي إن هناك فساداً كروياً وتلاعباً بالنتائج (حتى لو لم نكن نملك الأدلة) ويرسخ ذلك في الأذهان ويتم بناء ونمو التفكير السلبي.
ـ لكن من الصعب جداً أن نغرس في نفوس المتلقين نزاهة وسطنا الرياضي متى (سربنا) لعقولهم الشكوك حول الفساد.
ـ أكرر القول إننا لسنا (المدينة الفاضلة) ولسنا مجتمعاً نزيهاً بأكمله لكنني في الوقت نفسه أقول لا تضعوا (الفساد أولاً) عنواناً لتنافسنا الرياضي الذي ما زال بخير وسيظل كذلك متى أردنا ومتى أصررنا على أن نجعل (الفساد أخيراً) هو العنوان الأول لرياضتنا.