** وجد ليبقى...ويبقى ليستمر...ويستمر ليتطور.
** عبارة شهيرة قالها ذات يوم الراحل فيصل بن فهد متحدثاً ومدافعاً عن الاتحاد العربي لكرة القدم ومدى أهمية هذا الاتحاد ودوره في تطوير كرة القدم العربية ولم شمل أبنائها.
** ولأن العرب (اتفقوا على ألا يتفقوا) فقد بقي الاتحاد العربي لكرة القدم مجرد اسم ومبنى عاجزاً عن تحقيق أحلام وأهداف الأمير فيصل بن فهد.
** بكل فخر أقول إن السعودية حكومة (وعبر مسئولين تولوا رئاسة الاتحاد العربي) لم تأل جهداً في بقاء هذا الاتحاد وتطوره من أجل أن يحقق أهدافه.
** تعاقبت العديد من الشخصيات السعودية في قيادة دفة هذا الاتحاد ودفعت الحكومة السعودية الملايين من أجل أن ينجح هذا الاتحاد ليس في تطوير كرة القدم العربية بل على الأقل في جمع شمل الرياضيين العرب.
** لكن الجهود السعودية ذهبت (أو تكاد تذهب) سدى بسبب أن (العرب) خلطوا السياسة بالرياضة أو جعلوا السياسة (تقصي) الرياضة وتفرق الشباب العربي.
** تفرق العرب (سياسياً) فكان من الطبيعي (للأسف الشديد) أن يتفرق ويتشتت شمل شبابهم (رياضياً) لأن العلاقات السياسية تقود (للأسف الشديد) العلاقات الرياضية.
** عاد السعوديون من جديد لمحاولة لم شمل الشباب العربي، وبذل الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم جهوداً كبيرة في تنشيط كرة القدم العربية، من خلال إقامة بطولة عربية خلال الصيف المقبل تشارك فيها أقوى وأشهر الأندية العربية.
** تحرك الاتحاد العربي لكرة القدم برئاسة تركي بن خالد من أجل ضمان (أولاً) إقامة البطولة و(ثانياً) نجاحها وتمثلت هذه الجهود في تحركات مكثفة على مستوى الدول العربية المتقدمة في كرة القدم إلى جانب شركاء ورعاة يساهمون في دعم البطولة وإنجاحها.
** ولأن (نجاح) البطولة يجب أن يبدأ من خلال الدول العربية المتقدمة كروياً فقد حرص الاتحاد العربي أن تكون البطولة المقبلة مقتصرة على هذه الدول.
** نجاح مثل هذه البطولة يعيد ثقة العرب باتحادهم الكروي ليبدأ (أي الاتحاد) بعد ذلك بنشر برامجه التطويرية في كل أنحاء العالم العربي وعلى مختلف مستويات كرة القدم.
** اليوم (للأسف الشديد) بدأت تلوح في الأفق (بعض) المنغصات والعوائق التي قد تقف حائلاً أمام (نجاح) البطولة أو حتى (إقامتها).
** أندية اعتذرت وهناك أندية قد تشارك بالبدلاء على اعتبار أن لاعبيها الأساسيين يمثلون ركائز أساسية في منتخبات بلدانهم ومن الصعب أن يشاركوا في البطولة العربية حسب ما أظهره العديد من مدربي المنتخبات العربية.
** الجمعة المقبلة ستجري مراسم قرعة البطولة وأعتقد أن هناك وقتاً كافياً أمام الاتحاد العربي لدراسة (جدوى) إقامة البطولة من عدمها قبل إجراء هذه المراسم.
** لا أشك لحظة في حرص المسئولين في الاتحاد العربي (وعلى رأسهم الأمير تركي بن خالد) على نجاح الاتحاد بشكل عام بل ربما يرون أن الإصرار على إقامة البطولة بأي طريقة كانت هي الحل الأمثل والوحيد لتبدأ البطولة دورانها وليفرض الاتحاد حضوره.
** وإذا كان الاتحاد العربي لكرة القدم يسعى (وهو بالفعل كذلك) لنجاح البطولة فعليه التأكد من مشاركة نجوم الأندية العربية الكبيرة أما أن تقام البطولة بالبدلاء فهذا يعني (وفاتها) في مهدها وسيكون من الصعب تكرار التجربة مستقبلاً.
** أعلم أن اتحاد الكرة العربي ارتبط بعقود رعاية لكن هؤلأ الرعاة يعتبرون (شركاء) يبحثون عن (نجاحهم) مثلما يبحث الاتحاد عن (نجاح) البطولة وبالتالي ليس من مصلحة الرعاة والشركاء أن تقام البطولة (ضعيفة) من خلال البدلاء.
** بل قد يجد الاتحاد العربي لكرة القدم (مستقبلاً) صعوبة بالغة في الاتفاق مع رعاة وشركاء متى (فشلت) البطولة المقبلة.
** قبل أن تجري مراسم القرعة تأكدوا من أهم عوامل (نجاح) البطولة والمتمثل بالمشاركة في نجوم الأندية لا بدلائهم.
** ليس عيباً أن تؤجل البطولة لوقت (أنسب) بدلاً من أن تقام (لتفشل).