مساعد العبدلي
ثقافي.. رياضي.. ترفيهي
2017-04-09

** لست أنا من يتحدث عن المشروع العالمي الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان؛ فالمشروع (عنواناً ومضموناً) من يتحدث عن نفسه.


** أقصد بالعنوان أن المشروع يهدف إلى الثقافة والرياضة والترفيه، بينما مضمونه يتحدث عن أمور عدة يستهدفها هذا المشروع الذي لا يكتفي بأن يضع العاصمة السعودية ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، بل أيضاً يحقق آمال وطموحات الشباب السعودي، ذكوراً وإناثاً.


** الجميل في المشروع ـ من وجهة نظري ـ أنه ليس متسرعاً، أي أنه لن يكون جاهزاً خلال سنة أو اثنتين أو حتى 5 سنوات، بل ربما سيأخذ 10 سنوات حتى يصبح في متناول السعوديين وغيرهم من الزوار من المقيمين والسياح.


** بعد 10 سنوات ـ من اليوم ـ سيكون موضوع السياحة قد وجد حلولاً جذرية على صعيد التأشيرات وغيرها، مما يعيق السائح من زيارة السعودية اليوم.


** ما يلفت النظر في الأمير محمد بن سلمان، أنه ينظر في كثير من قراراته للبعيد، وهذا يعكس أمرين مهمين: أولهما أنه يدرس احتياجات المستقبل ولا يكتفي بمتطلبات اليوم.


** الأمر الثاني أنه يدرس بعناية وتروٍّ دون تسرع واندفاع، وهذا من شأنه أن يجعل أي مشروع يفكر بإقامته قريباً من الكمال.


** أعود للمشروع محل الحديث، وهو أحدث أفكار الأمير الشاب الذي بات يفكر بعقلية الشباب واحتياجاتهم، دون إهمال ربط المشاريع بمصلحة الوطن، وتحديداً الجانب الاقتصادي.


** قديماً كانت الدولة تفكر بمشاريع تخدم الوطن والمواطن دون عوائد اقتصادية، بينما الأمير محمد بن سلمان بات يربط بشكل لافت للنظر بين المشاريع وأهدافها التي أنشئت من أجلها، والمردود الاقتصادي.


** في مشروع القدية، يبرز الربط بين أمور عدة أبرزها تحقيق متطلبات الشباب من ثقافة ورياضة وترفيه، مروراً بحل مشكلة البطالة من خلال توفير فرص عمل خلال بناء المشروع، وبعد انتهائه.. الأمر الأخير هو العوائد الاقتصادية والمالية الضخمة من تشغيل المشروع.


** أبدأ بالأمر الأول: متطلبات الشباب.. وأقول إن نسبة الشباب في إجمالي عدد سكان السعودية يتراوح بين 60 – 70% وهذه الشريحة الكبيرة جداً تحتاج إلى الاهتمام الكبير من قبل الدولة، بدلاً من انحرافها في أهداف متفاوتة تضر بهم وبوطنهم.


** الاهتمام الكبير بهذه الشريحة يأتي من خلال نشاطات ثقافية ورياضية وترفيهية، وهذه هي أهداف المشروع.


** أنتقل للأمر الثاني: حل مشكلة البطالة.. إذ إن بطالة الشباب تزداد عاماً عن آخر، وأصبح الشباب السعوديون ذكوراً وإناثاً لا يجدون عملاً، رغم أنهم يحملون أعلى الشهادات ويتميزون بالتأهيل والكفاءة.


** أفترض أن هذا المشروع العملاق سيوفر للشباب السعودي ـ بجنسيه ـ عشرات الآلاف من الوظائف إن كان خلال بناء المشروع أو بعد تشغيله، وهذا من وجهة نظري من أهم إيجابيات هذه النوعية من المشاريع.


** أخيراً أنتقل للعائد الاقتصادي والمالي من هذا المشروع.. مثلما قلت في السطور أعلاه إننا اعتدنا أن الكثير من مشاريع الدولة لم تكن تهتم بالعائد المالي لخزينة الدولة، بينما سيكون لهذا المشروع عوائد اقتصادية ومالية ضخمة.


** مشروع ضخم كهذا سيساهم في حراك اقتصادي في المنطقة المحيطة به، إن كان على صعيد العقار أو الفنادق أو حتى استفادة المواطنين من مشاريع استثمارية خفيفة بالقرب من المشروع.


** أما العوائد المالية لخزينة الدولة، فأفترضها من خلال تشغيل المشروع وتحقيق الأرباح الضخمة التي ستكون بمثابة تغطية للتكاليف وعوائد إضافية يتم استثمارها في مشاريع أخرى.


** عندما يكون المسؤول شاباً يمكنه أن يفكر بعقول الشباب دون إهمال الجانب الاقتصادي، وهكذا هو الأمير محمد بن سلمان.