مساعد العبدلي
الهلال حسمها من بدري
2017-04-03

** تجاوز الهلال منافسه النصر، وبات قريباً جداً من الوصول لنهائي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.

 

** بل إنني، ـ ومع خالص احترامي وتقديري لكل الأهلاويين ـ أقول إن الهلال بات أقرب من أي وقت مضى من جمع دوري جميل وكأس خادم الحرمين الشريفين.

 

** لا يمكن أن أطلق هذه التوقعات من فراغ، أو دون معطيات أراها على أرض الواقع.

 

** فريق الهلال الكروي يعيش اليوم استقراراً فنياً كبيراً على صعيد الجهاز الفني، إلى جانب روح معنوية عالية يتمتع بها كل لاعبي الأزرق.

 

** بينما منافسه الأقوى على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين (الأهلي) يتأرجح أداؤه جماعياً وفردياً، من مباراة لأخرى، تجعل المراقب لا يتوقع أن يفوز الفريق بكأس خادم الحرمين الشريفين هذا الموسم.

 

** أعود إلى حال فريق الهلال، وكيف فاز بجدارة واستحقاق على النصر، وأقول إن كل مراقب فني يتجرد من عواطفه، يعلم جيداً قبل المباراة، بل خلالها، أن الهلال الأقرب، بل الأحق بالفوز، وربما لو حدث عكس ذلك، فإن كرة القدم تكون قد خانت الهلال وغدرت به.

 

** لن أتحدث عن الأمور الفنية؛ لأن لها متخصصين يجيدون الحديث عنها، فيما سأتفرغ للنقد غير الفني المباشر، وسأتحدث عن الفرق بين النصر والهلال خارج الملعب؛ وهو ما أدى إلى الفوارق الفنية هذا الموسم.

 

** على الصعيد الإداري، يعيش النصر صراعات شرفية – إدارية واضحة للجميع، امتدت لتؤثر على لاعبي الفريق واستقراره الفني، بينما الاختلافات الهلالية فقد تم احتواؤها بعيداً عن مسار الفريق.

 

** انقسام نصراوي واضح على كل الأصعدة (شرفية وإعلامية وجماهيرية)، حول أداء الإدارة والثقة فيها، وهذا ترك آثاراً سلبية على عطاء الكثير من اللاعبين، بينما في الهلال كان الاتحاد واضحاً للغاية بين كل الأطياف مهما اختلفوا، وهذه الوحدة صنعت فريقاً قوياً.

 

** أخيراً، الاستقرار الفني بين النصر والهلال، ساهم بدور كبير في تفوق الهلال، وتراجع النصر بالطبع إلى جانب تأثير العوامل السابقة إيجاباً في الهلال وسلباً في النصر.

 

** الاستقرار الفني تمثل في اكتشاف الهلاليين مبكراً لضعف الجهاز الفني بقيادة جوستافو، وتم مبكراً استبداله بدياز إلى جانب استمرار ثلاثة من المحترفين الأجانب، ودعم الفريق بالسوري خربين.

 

** استمر دياز منذ حضوره وسط دعم هلالي غير محدود، وهنا بدأت الثقة تزداد بين كل الأطراف؛ فارتفع ـ إلى حد ما ـ مستوى اللاعبين حتى بات الهلال اليوم في مواقعه الحالية في الدوري والكأس.

 

** في النصر غاب الاستقرار الفني تماماً، سواء من خلال الحديث عن ضرورة استمرار زوران أو الاستغناء عنه، مروراً برحيله، انتهاءً بالتعاقد مع بديله الفرنسي كارتيرون.

 

** هذه الحكاية في الجانب التدريبي أثرت كثيراً على تركيز اللاعبين وعطائهم، ولعل تغير التشكيلة من مباراة لأخرى يؤكد ذلك.

 

** لم أتحدث عن آلية التعاقد مع الفرنسي كارتيرون في حينها؛ لأن التعاقد تم ولا يفيد الحديث في الموضوع، بينما اليوم بعد انتهاء كل شيء أقول إن نادي النصر أكبر بكثير من أن يتعاقد مع مدرب من خلال اتصال هاتفي من المدرب يطلب فيه تدريب النصر!!.

 

** النصراويون اليوم لا يفكرون بالخسارة؛ لأنها حدثت وانتهى الموسم لفريقهم، بل يفكرون في مستقبل فريقهم، ولا أبالغ إذا قلت إن كثيراً من النصراويين يخشون أن يطلب أكثر من نجم نصراوي الرحيل عن الفريق خلال الموسم المقبل، ـ حتى لو بشراء ما تبقى من مدة عقده ـ، ما لم يضع النصراويون (المختلفون) النصر أولاً، ويجلسون في مقر النادي أو في مزرعة لينقذوا حال فريقهم الكروي الذي لن يجد فيما تبقى من مباريات أي مشجع يجلس على المدرجات، إلا إذا كان من أجل البكاء على الأطلال.

 

** أما الهلاليون فيفكرون اليوم في كيفية جمع الدوري بالكأس وتحقيق لقب بطل دوري آسيا، ومن ثم المشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية، وهذه الأخيرة لو تحققت فلن يصبح لدى النصراويين ما يمكن أن يتحدثوا به عن التفوق على الهلاليين.