مساعد العبدلي
ضاع حلم فتمسكوا بالآخر
2017-02-07

تسمر العرب في كل قارات العالم مساء الأحد الماضي أمام شاشات التلفزيون مساندين بكل جوارحهم المنتخب المصري بأمل أن يحقق الحلم ويفوز بكأس الأمم الإفريقية.

 

ـ من حسن حظ المنتخب المصري أن كل المنتخبات العربية (المغرب وتونس والجزائر) غادرت المنافسات (مبكراً) وأصبح المصريون هم ممثلو العرب في البطولة، فتعاطف كل العرب (من الخليج إلى المحيط) معهم في نهائي البطولة.

 

ـ تقدم المنتخب المصري في الشوط الأول فارتفع سقف طموح العرب (قبل المصريين) بتحقيق اللقب خصوصاً أن للمنتخب المصري علاقة متميزة مع هذه البطولة، بل ويتميز بعلو الكعب على المنتخب الكاميروني منافسه في المباراة النهائية.

 

ـ لكن ما حدث من كل لاعبي المنتخب المصري وتحديداً منذ تسجيل الهدف حتى نهاية المباراة وخسارة اللقب أثار الاستغراب فقد تراجع المستوى الفني للمنتخب أفراداً وجماعة.

 

ـ لا أعلم هل ما حدث هو نتيجة (إفراط بالثقة) خصوصاً بعد تقدمهم بهدف وهو ما أكد لهم علو كعبهم على منافسهم وبأن اللقب الإفريقي دوماً لهم أم لسوء إدارة فنية من قبل المدرب، أم كما قيل إن هذا المدرب الأرجنتيني (كوبر) لا يفوز بالنهائيات؟.

 

ـ شخصياً لا أذهب مع هذه (الخزعبلات) بل أقول إن سبب خسارة مصر هو تراخي لاعبي المنتخب المصري بعد الهدف، إلى جانب تفوق فني ملحوظ للمنتخب الكاميروني، ولا أنسى غياب المهاجمين المصريين (للإصابة أو الإيقاف) حتى بات المدرب لا يملك على دكة البدلاء مهاجمين قادرين على حسم المباراة.

 

ـ المنتخب المصري غاب عن النهائيات لأكثر من دورة، بل إنه عند إجراء مراسم القرعة جاء في التصنيف الثالث أي أنه لم يكن أصلاً من المنتخبات المرشحة للمنافسة بل وحتى الوصول لأدوار متقدمة في النهائيات.

 

ـ أقول رغم ذلك فقد تحدى لاعبو المنتخب المصري (كل العوائق) وتخطوا (كل الحواجز) ووصلوا النهائي لكنهم أخفقوا في تحقيق اللقب فضاع حلم عربي قبل أن يكون مصرياً.

 

ـ أشد ما أخشاه بعد خسارة المصريين للقب الإفريقي هو أن تحدث (الثقافة) العربية المتمثلة بالاستغناء عن أي مدرب يخفق في تحقيق البطولة، متناسين أنه (أي المدرب) نجح في عمله خلال البطولة لكنه لم يحقق اللقب.

 

ـ ما قدمه الأرجنتيني كوبر مع المنتخب المصري خلال الفترة الماضية يعد عملاً فنياً خارقاً ومتميزاً، بل إنه أعاد هيبة المنتخب ورسم له شخصية فنية متميزة للغاية رغم أنه يجد نقداً قاسياً من 90 مليون (مدرب) مصري، لكنه ظل مؤمناً بفكره التدريبي الذي أوصل منتخب مصر للنهائي.

 

ـ أيضاً لا ننسى أن كوبر وضع منتخب مصر (حتى اليوم) على صدارة مجموعته في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 وبات المصريون (مع كوبر) أقرب من أي وقت مضى في الظهور في نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 28 عاماً.

 

ـ أتمنى أن يتمسك المصريون بكوبر لكي يحافظ على العمل الفني ويقود منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم لأن الاستغناء عنه يعني (هدم) كل العمل السابق والعودة لنقطة الصفر والبدء من جديد وربما يكون الثمن خسارة البطاقة المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

 

ـ لاشك سيعيد الأرجنتيني كوبر تقييم المشاركة في الجابون، وربما يقتنع بأنه لم يوفق في قراره عندما استبعد الهداف المصري المتميز باسم مرسي من قائمة البطولة، وقد يستدعيه لما تبقى من منافسات تصفيات كأس العالم، فهداف بحجم باسم مرسي لا يمكن أن يكون خارج قائمة منتخب بلاده.

 

ـ كل الأماني بالتوفيق للأشقاء المصريين، وأن نحتفل (سوياً) بتأهل المنتخبين السعودي والمصري لنهائيات كأس العالم روسيا 2018.