- اليوم نحتفل جميعاً بالنسخة 31 من مهرجان الجنادرية العريق، الذي بات الخليجيون قبل السعوديين ينتظرونه؛ لما يضمه من فعاليات جاذبة، بل إنه يحكي تاريخاً سعودياً نفاخر به للأبد.
- لا يمكن (لو امتلكت موهبة المبدعين) أن أمنح الجنادرية حقها في هذه المساحة المحدودة.. فالجنادرية (المهرجان) تاريخ لا يمكن أن نختزله بمقالة، أو حتى بكتاب تتجاوز صفحاته المئات.
- الجنادرية مهرجان وجد ليبقى ومن ثم يستمر، وها هو بالفعل يستمر، بل ويتطور لأنه يجد الدعم من الشعب قبل الحكومة، ولو لم يكن مهرجاناً مقنعاً مقبولاً لما دعمه الشعب، ولما نجح مهما كانت حملته الإعلانية والدعائية.
- تستحق الحكومات السعودية المتعاقبة الشكر على اهتمامها بالجنادرية ودعمها للمهرجان، والشكر مستمر وموصول للشعب السعودي الذي بحضوره ودعمه يستمر المهرجان.
- لا يمكنني أن أتحدث عن كل فعاليات الجنادرية؛ لأنني قلت إن المساحة محدودة، لكنني سأتحدث عن المنتجات الوطنية من قبل كل المناطق، وكذلك عن مشاركة الأسر المنتجة.. وكيف أن هذه الفكرة باتت تنتشر في كل مناطق ومحافظات المملكة وتحقق نجاحاً مذهلاً لسببين:
- أولهما جودة المنتج الذي تقدمه الأسر السعودية، وثانيهما تفاعل المواطنين مع هذه المنتجات والإقبال على شرائها؛ وهو ما يشكل تشجيعاً للأسر على الصعيد المعنوي، وحلاً لاحتياجاتها المالية؛ فكثير من هذه الأسر المنتجة باتت تعتمد اليوم بشكل كامل في حياتها، على ما يردها من دخل من مبيعات منتجاتها.
- تحدثت في هذه المساحة يوم الاثنين الماضي عما شاهدته خلال زيارتي للجوف، وتحديداً مهرجان الزيتون وخيمة الأسر المنتجة، ولعلني هنا أعود بالذاكرة لتلك الزيارة وتحديداً لخيمة الأسر المنتجة التي عكست كفاءة وقدرة المرأة (بل الأسرة السعودية بأكملها) على الانتاج، بل إنه الإبداع في الإنتاج.
- مهرجان الزيتون يجد التشجيع والدعم الكبير من قبل أمير المنطقة الأمير فهد بن بدر، الذي يخصص سنوياً مبلغ نصف مليون ريال تذهب منه 300 ألف ريال لأفضل زيت، بينما ينال أفضل زيتون جائزة مقدارها 200 ألف ريال.
- بينما إنتاج الأسر في الجوف قابله إقبال (شعبي) كبير، من خلال شراء المنتجات مثلما وجد الاهتمام ورصد الجوائز التشجيعية من قبل حرم أمير المنطقة الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، التي رصدت 3 جوائز للأسر المنتجة، حيث تنال الأسرة الفائزة بالمركز الأول مبلغ 50 ألف ريال، والثانية 20 ألف ريال، بينما تنال الثالثة مبلغ 10 آلاف ريال.
- بل إن الأميرة سارة ذهبت أبعد من ذلك عندما دعمت الأسر المنتجة من ذوي الاحتياجات الخاصة بجوائز ضخمة بلغت الجائزة الأولى 100 ألف ريال، والثانية 40 ألفًا والثالثة 20 ألفًا، وشاهدت بعيني إحدى الكفيفات التي أبدعت في غزل الصوف وتقديم منتجات متميزة للغاية، وهذه الكفيفة ما هي إلا عينة لكثيرات من ذوي الاحتياجات الخاصة المبدعات اللواتي يستحققن الدعم والتشجيع.
- متأكد أن ما يقدمه الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف وحرمه من دعم مادي ومعنوي لمهرجان الزيتون وللأسر المنتجة أمر لا ينتظران عليه الشكر، بل ربما قد يغضبهما حتى التطرق له، لكنني أحببت إنصافهما لا أكثر.
- لا أجامل إذا قلت إن ما يقدمه الأمير فهد بن بدر والأمير سارة بنت عبدالله في الجوف هو أنموذج لدور المسؤول في دعم كل فعاليات المنطقة، ومثل هذا الدعم يجب أن نراه في كل المناطق، خصوصاً على صعيد دعم المنتجات المحلية التي يجب (دوماً) أن نفتخر بها.
- أتمنى ألا يكون مهرجان الجنادرية مجرد مهرجان تاريخي تراثي، بل نستثمره كمواطنين في دعم كل سعودي، بل وكل أسرة سعودية تقدم نفسها في هذا المهرجان كمنتجين لسلع تجعلنا شعبًا (منتجًا) وليس فقط (مستهلكًا).
- الشباب السعوديون والأسر السعودية المنتجة قادرون على إنتاج (معظم) احتياجاتنا (اليوم)، وربما كلها (في الغد) بشرط أن يجدوا من قبلنا التشجيع والدعم، من خلال منحهم المواقع لعرض منتجاتهم، وكذلك من خلال شرائها.
- شكراً لكل مهرجان يساهم في دعم المنتج (بفتح التاء) والمنتج (بكسر التاء) السعودي.. والجنادرية على رأس هذه المهرجانات.
- في الختام أدعو كل رجال الأعمال لرصد جوائز مالية قيمة للأسر المنتجة في مختلف المهرجانات التي تقام في كل أنحاء السعودية، (كأقل) ما يجب تقديمه من القطاع الخاص لأسرنا السعودية المنتجة المبدعة.