تشرفت نهاية الأسبوع الماضي (برفقة الصديقين إبراهيم الخضير وفهد العماج) بتلبية دعوة كريمة من (ابن الجوف) والزميل الإعلامي (السابق) يوسف السلامة لزيارة منطقة الجوف والاستمتاع بمهرجان الزيتون في نسخته العاشرة.
ـ غمرنا (كافة) أهل المنطقة بحسن الضيافة والاستقبال والبشاشة والكرم وهي أمور غير مستغربة فقد اشتهروا (جميعاً) بكريم الخصال لكنني أحدد هنا أسرتي السلامة والبراهيم (فقط) لكوننا قضينا معظم وقت زيارتنا في ضيافتهما وبصحبتهما.
ـ تشرفت بزيارة مهرجان الجوف الذي بات يرتبط سنوياً بهذه المنطقة الجميلة وهو أقل ما يمكن أن يقام لعرض ما تنتجه أرضها الطيبة من إنتاج فاخر متميز على مستوى العالم إذ تعد منطقة الجوف من أفضل بقاع العالم موطناً لزراعة شجرة الزيتون نظير موقعها على خطي العرض 30 و45 في القسم الشمالي من الكرة الأرضية.
ـ شاهدت مهرجاناً متميزاً يجعلني كسعودي (وقبل أهل الجوف أنفسهم) أن أفتخر به وما تضمنه من منتجات وطنية.. ومما زاده جمالاً أن كل القائمين عليه (تنظيماً وبيعاً) هم من السعوديين.
ـ وقبل أن أترك الحديث عن مهرجان الزيتون أتقدم بملاحظة حيال الاسم الرسمي للمهرجان الظاهر في كل اللوحات الإعلانية (مهرجان الزيتون بالجوف) وهو اسم (أراه شخصياً) لا يمنح منطقة الجوف حقها ولا حتى الإنصاف.
ـ من يقرأ اللوحة الإعلانية يعتقد أن هذه النسخة (فقط) من المهرجان تقام بالجوف وأن هناك نسخاً أخرى تقام في مناطق أخرى بينما أن الحقيقة أن الزيتون منتج خاص بالجوف إذ يبلغ عدد أشجار الزيتون في منطقة الجوف 10 ملايين شجرة المثمرة منها حالياً قرابة 6 ملايين وتشكل نسبة أشجار الزيتون في منطقة الجوف لإجمالي الأشجار في المملكة أكثر من 82% وبالتالي بات المهرجان يقام على أرضها.
ـ ولتأكيد ارتباط الزيتون والمهرجان بأرض الجوف وجعله راسخاً لدى كل من يحضره أو يسمع عنه أتمنى أن يصبح اسم المهرجان مستقبلاً (مهرجان زيتون الجوف).
ـ انتقلت من مهرجان الزيتون إلى مهرجان الأسر المنتجة الذي كان لافتاً للغاية حيث تشارك به الأسر (السعودية) ولا يمكن لغير السعوديات أن تشارك بمنتجاته وفعالياته واستمعت خلال الزيارة لشرح وافٍ (بل ومستفيض) عن المهرجان من قبل خيرية السلامة رئيسة مركز الأسر المنتجة بجمعية الملك عبدالعزيز النسائية الخيرية بالجوف والمشرفة العامة على خيمة الأسر المنتجة بمهرجان الزيتون.
ـ أكثر من 150 أسرة سعودية شاركت في المهرجان من خلال منتجات تنوعت بين بطانيات صوفية وأعمال ديكور منزلية كلها تمت بصناعة يدوية استغرق بعضها أكثر من 3 أشهر خلاف الطبخ السعودي والعربي الشهي جداً الذي تفننت الأسر (السعودية) بإعداده مبدية الاستعداد لتلبية احتياجات الولائم مهما بلغ حجمها.
ـ أسر سعودية مبدعة تحتاج إلى من يدعمها وأول الدعم يتمثل في الاقتناع بقدرتها على الإنتاج وتفوقها في هذا المنتج من خلال التعامل المباشر معها بشراء منتجاتها.
ـ أخيراً أذهب إلى جانب (مهم) من جوانب زيارتنا وحقيقة حاولت أن أقول عن كل جانب من جوانب زيارتنا إنه (الأهم) والبقية هي (المهمة) لكنني كلما ذهبت إلى جزء لزيارته وجدته يستحق أن يكون (الأهم).
ـ احترت بين ثلاثة.. مهرجان الزيتون ومهرجان الأسر المنتجة وأخيراً آثار منطقة الجوف وهذه الأخيرة مثلما أعجبتني وأثارتني فقد استوقفتني.
ـ زرت العديد من المواقع الأثرية والمعالم السياحية (على سبيل المثال قلعة زعبل وبحيرة دومة وقلعة مارد) فوجدت أن تاريخاً أثرياً قديماً يستحق الزيارة والمشاهدة والمحافظة.. وجدت كنزاً يجعلنا (أولاً) نفتخر بوجوده ومن ثم نفكر به كمصدر دخل كبير للغاية من خلال فتح هذه المواقع للسياح الأجانب بعد أن باتت مفتوحة للسعوديين وإن كانت تحتاج إلى المزيد من الاهتمام لتصبح بالفعل مواقع سياحية عالمية.
ـ مثلما منحنا الله النفط في شرق الوطن وبات مصدراً رئيساً للدخل لخزينة الدولة فإن الله وهبنا مواقع أثرية سياحية في منطقة الجوف ستكون مصدراً كبيراً لخزينة الدولة لو تم تفعيلها سياحياً بشكل احترافي.
ـ شكراً لكل أبناء منطقة الجوف فقد منحتموني شرف الزيارة وشرف اللقاء بكم وشرف الفخر بكل منتجات أرضكم وأسركم.